الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«النساء اللواتي يقرأن خطيرات» يعيد النظر في مفهوم المرأة البسيطة

«النساء اللواتي يقرأن خطيرات» يعيد النظر في مفهوم المرأة البسيطة
26 أغسطس 2012
قدمت دار النشر الفرنسية” فلاماريون” سنة 2006 الكتاب الذي حقق في السنوات الأربع الأخيرة أعلى المبيعات لديها، وذلك ليس فقط بسبب العنوان المثير للانتباه، والمحفز على إرضاء الفضول، وإنما أيضاً لما يحتويه من أفكار حول “المرأة” وعوالمها الفكرية منذ بداية النهضة في أوروبا إلى عصرنا هذا. جاء هذا الكتاب الذي فتح من جديد موضوعات المرأة وعلاقاتها بالأفكار التي تسيّر حياتها في مجتمع اتسم منذ بدايته بالسلطة الذكورية تحت عنوان “النساء اللواتي يقرأن خطيرات” تحمست الباحثة المتخصصة في تاريخ المرأة ،”لور أدلر” لفكرة البحث عن موضوع “المرأة والقراءة”، من أجل كتابة مقدمة لكتاب تاريخي للمؤرخ الألماني “ستيفان بولمان”، فبدأت في جمع المعلومات التي ولدت تحفتها الفنية هذه، إذ لا يحتاج القارئ للمماطلة لكي يدخل في صلب هذا العمل الإبداعي، فمن الصفحات الأولى سيدرك بأن المرأة وعلاقاتها بالأفكار منذ العصور الغابرة، هي معادلة تصيغ دورها، ومكانتها في المجتمع كشريكة مؤثرة مقابل ذهنية تحمل الكثير من التأويلات الذكورية، إذ إنه ليس من الشائع أن نرى عبر الرسومات أو حتى التصوير الفوتوغرافي صورة لامرأة تقرأ، فكل ما خزن في ذاكرتنا البصرية بشكل عام هو صورة المرأة وهي تصلي، وفي الحقل، وتطرز، وهي أم، وهي كائن تقتصر أهميته على جمال شكله، في المقابل أصبحت صورة المرأة وهي تكتب غير غريبة عن ثقافتنا، هذا حتى ولو كانت الكاتبات قليلات، وقد صنفت أعمالهن على أنها أدب نسوي، ووضعن في خانة من تحوم حول أفكارهن الشكوك بسبب أفكارهن، لكن المفاجأة في هذا الكتاب، أن النساء العاديات التي عادة ما يطلق عليهن المجتمع مهما كان مستوى فهمه للمساواة بين الرجل والمرأة، “المرأة البسيطة”، غير المخيفة بما قد تفكر، هي قارئة! وهذا ما قد يغيّر المعادلة بشكل جذري لأن الكل يدرك، خاصة الرجل بأن الأفكار هي من تؤكد حضور المرأة رجوعا إلى مبدأ “أنا أفكر فأنا موجود”، وما تضيفه “لور أدلر” في كتابها أن قراءة المرأة العادية ليس مقترناً فقط بالرغبة في اكتشاف أفكار، وعوالم جديدة لديها فقط، وإنما بذلك الحب الجارف الذي ينشأ بينها وبين الكتاب، وهنا تربط الكاتبة بمنطقية مقنِعة بين الرغبة في القراءة وما ينتج عنها من أفكار، وبين الحب الجارف الذي قد يصل إلى درجة الشغف بين تلك المرأة البسيطة والكتاب. هذا ما يولد تلك المتعة التي يرفضها المجتمع الذكوري معللا رفضه بجملة “النساء اللواتي يقرأن خطيرات”. وقد لخصت صورة غلاف الكتاب المحتوى بشكل مختصر ومعبر، إذ قدمت من خلاله المرأة القارئة، المعتدة بنفسها رغم بساطتها، وليس المرأة الكاتبة المبدعة في هيئتها المثقفة، والتي سبق وأن تم تصنيفها منذ زمن طويل، فمن خلال القراءة تتهيأ المرأة البسيطة لتعلم الصور الذهنية، واللغة الجديدة التي تعينها وقت الحاجة لتعرف كيف تعبر عن ذاتها في كل الحالات بلغة دقيقة، وواضحة، وأحيانا فاجرة وصادمة، لكنها تعكس ما يجول بخواطرها حتى ولو هي امرأة بسيطة، والتي عادة ما يفضلها الرجال أن تكون جميلة وغبية اعتمدت “لور أدلر” في طرحها هذا على المقاربة التي وضحت فيها طرق استخدام صورالممثلة العالمية “مارلين مونرو” بشكل مثير للغرائز، لكنه مطمئن بالنسبة للعقلية الذكورية التي تقمع المخيّلة المعرفة لدى المرأة. عند الانتهاء من قراءة “النساء اللواتي يقرأن خطيرات” يشعر القارئ برغبة ملحة في البقاء داخل هذا النص رغم قصره، حيث يقع في 149 صفحة، ويواجه صعوبة التخلص من حالة الانتباه الشديد الذي تنتابه حول عوالم المرأة التي ترفض أن تكون جميلة وغبية، بل رغم بساطتها تفضل أن تكون خطيرة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©