تركيا تجمد العلاقات التجارية والعسكرية مع إسرائيل

أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان أمس تجميد العلاقات التجارية والعسكرية مع اسرائيل وتعزيز القوات التركية في شرق البحر الأبيض المتوسط حيث توجد قوات إسرائيلية. كما صرح بأنه قد يزور غزة، معرضاً بذلك العلاقات الدبلوماسية الثنائية لمزيد من التأزم بعد تخفيض مستواها يوم الجمعة الماضي إلى درجة سكرتير ثانٍ في السفارتين التركية في تل أبيب والإسرائيلية في أنقرة، احتجاجاً على مقتل 9 ناشطين أتراك وجرح آخرين برصاص جنود إسرائيليين على متن السفينة التركية “مافي مرمرة” أثناء مشاركتها في رحلة “أسطول الحرية” الإنساني الدولي إلى غزة العام الماضي. وقال أردوجان خلال مؤتمر صحفي عقده في أنقرة “إننا نعلق بشكل كامل العلاقات التجارية والعسكرية والتعاون في مجال الصناعة الدفاعية وسنتخذ تدابير عقابية أخرى، فإسرائيل تتصرف دائماً كولد مدلل”. لكنه لم يذكر أي تفاصيل، فيما قال مسؤول في مكتبه إنه يقصد العلاقات التجارية في المجالات العسكرية والدفاعية فقط وليس التجارة الثنائية الإجمالية التي بلغ حجمها العام الماضي 3,5 مليار دولار أميركي. وأعلن أردوجان أن بلاده قررت تعزيز دورياتها البحرية في مواجهة الدوريات الإسرائيلية قبالة قُبرص. وأوضح “شرق البحر المتوسط ليس مكاناً غريباً علينا. اكساز والاسكندرونة (قاعدتان بحريتان تركيتان) لديهما القوة والفرصة لتوفير مرافقة بحرية وبطبيعة الحال ستُشاهد سفننا بصورة أكثر تكرارا في تلك المياه”. وذكرت وسائل الإعلام التركية أنه بحث مع رئيس هيئة الأركان التركي الجنرال نجدت أوزيل تطورات الأزمة القائمة بين تركيا إسرائيل. وصرح أردوجان بأنه سيقرر ما إذا كان سيزور غزة، بعدما يبحث مع المسؤولين المصريين ترتيبات ذلك خلال زيارته المرتقبة إلى القاهرة في الفترة بين 12 و14 سبتمبر الجاري. وقال “نجري مناقشات مع الجانب المصري حول هذا الموضوع، ولم يتقرر شيء حتى الآن”. من جانب آخر، أبدت إسرائيل رغبتها في تطبيع العلاقات مع تركيا. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك للإذاعة الإسرائيلية “إن إسرائيل وتركيا هما الدولتان الأقوى والأكثر أهمية، من عدة أوجه، في الشرق الأوسط”. وأضاف “لدينا خلافاتنا ولكن في الخلافات أيضاً، من الأهمية بمكان أن تُعمل العقل.. سيعود ذلك بالنفع علينا جميعا وعلى استقرار المنطقة”. وتابع “يجب أن تكون علاقتنا مع تركيا متينة، لأن بيننا مصالح مشتركة، ومن المهم جدا المحافظة عليها، وإنهاء كل الخلافات التي تعرقل أعمالاً وخطوات كثيرة”. وقال مسؤول إسرائيلي لصحفيين في القدس المحتلة، شريطة عدم نشر اسمه،”اسرائيل لا تريد ان تشهد مزيدا من التدهور في علاقاتها مع تركيا”. وأضاف المسؤول “خلال الأشهر القليلة الماضية كانت هناك العديد من المحاولات للحفاظ على العلاقة بين اسرائيل وانقرة ولكنها لم تنجح حتى الآن”. وقال مسؤول إسرائيلي آخر، طلب عدم ذكر اسمه أيضاً، إن الحكومة الإسرائيلية قلقة من العقوبات التركية وتجري حالياً محادثات مع أطراف مختلفة من أجل احتواء الوضع. وأضاف “الحكومة لم تتوصل الى قرار بعد بشأن طريقة تصرفها إذا اقتنعت بأن الوضع غير قابل للإصلاح”. إلى ذلك، قال مدير الشؤون السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد للإذاعة الإسرائيلية “لا توجد قطيعة مع تركيا، والدليل هو أن ملحقنا العسكري في انقرة باقٍ في منصبه والقنصلية هناك ما زالت تعمل”. وأضاف “لا بد من إيجاد حل لهذه الأزمة من خلال استخدام هامش مناورة موجود، خصوصا من خلال دور لحلف شمال الاطلسي وعلاقات تركيا مع الولايات المتحدة وأوروبا”. وتابع “إن تركيا ستخسر الكثير بانتهاجها سياسة متطرفة”.