السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«المركز الوطني» يوثق تاريخ الإمارات بملايين الوثائق ترصد تفاصيل بناء الدولة

«المركز الوطني» يوثق تاريخ الإمارات بملايين الوثائق ترصد تفاصيل بناء الدولة
26 أغسطس 2012
أبوظبي (وام) - يعد المركز الوطني للوثائق والبحوث، الذي تأسس عام ،1968 من المؤسسات التوثيقية الرائدة، حيث يحتفظ في أرشيفاته بملايين الوثائق التي تعرّف بتاريخ دولة الإمارات العربية ومنطقة الخليج. ولما كانت الوثائق تشمل الخطابات والمراسلات والاتفاقيات والمعاهدات وأنشطة القادة وترصد تفاصيل بناء الدولة ونموها وازدهارها وكانت الصورة مقرونة دائماً بالنص المكتوب، كان لا بد من إنشاء أرشيف للصور الفوتوغرافية، فتأسس عام 1974 للحفاظ على الصور الفوتوغرافية التي تعدّ ثروة وثائقية حقيقية، فهي تدون تاريخ الإمارات ومسيرة مؤسسها المغفور له - بإذن الله - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي سخّر حياته لخدمة وطنه وشعبه وهذا ما جعل كل صورة من صوره - طيب الله ثراه - توثق قصة نجاح وعطاء. ويحتوي أرشيف الصور في إدارة الوثائق على آلاف الصور التي ترصد تاريخ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة وتطورها وتوثق جوانب من الماضي، فأقدم صورة في الأرشيف تعود إلى عام ،1904 وهي للشيخ زايد بن خليفة في مجلسه في الهواء الطلق مع الشيوخ والمواطنين التقطها المصور الألماني بيرخارت أثناء زيارته للخليج العربي. وتعددت مصادر الصور التي يقتنيها أرشيف الصور في المركز فقد حصل عليها من وزارة شؤون الرئاسة ووكالة أنباء الإمارات وشركات النفط التي كانت تنشط في منطقة الخليج قبل قيام دولة الإمارات وبعض السفارات الأجنبية لدى الدولة وبعض الأجانب الذين سبق لهم أن عملوا في الدولة. وقد أقام المركز جناحاً خاصاً ملحقاً بقاعة الشيخ زايد بن سلطان يعرض فيه صوراً فوتوغرافية ووثائق تتعلق بتاريخ دولة الإمارات وبالدكتورة جيرترود دايك “لطيفة” الكندية التي عملت في مستشفى الواحة في بدايات تأسيسها بمنطقة العين وقد أهدتها الدكتورة “لطيفة” للمركز. ويعرض المركز في القاعة نفسها بعض الصور النادرة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - لدى زيارته إلى مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك بعد قيام الاتحاد ونماذج من الصور للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أثناء زياراته واستقبالاته وصوراً لحكام الإمارات السابقين رحمهم الله. ووثقت عدسات المصورين جوانب في مسيرة الكفاح التي عاشها شعب الإمارات في مرحلة ما قبل ظهور النفط وقيام الاتحاد ثم تابعت تدوينها للتحولات ولمسيرة البناء والنماء ومباحثات الاتحاد التي تمخضت عنها أنجح تجربة وحدوية فوثقت الصور الاتحاد الثنائي بين أبوظبي ودبي، ثم التساعي (الإمارات السبع مع قطر والبحرين) فاتحاد دولة الإمارات الحالي. وتابعت أضواء العدسات مرحلة ما بعد الاتحاد فوثقت مراحل التنمية والتطور التي بدأت بعد تولي الشيخ زايد - رحمه الله - مقاليد الأمور في مدينة العين(ممثلاً للحاكم في المنطقة الشرقية)، ثم تقلده حكم إمارة أبوظبي ورئاسته لدولة الإمارات.. وفي هذا الصدد رصدت الصور زياراته الداخلية لتفقد أحوال المواطنين ومتابعة المشاريع في إمارات الدولة واجتماعاته بحكام الإمارات والمسؤولين ولقاءاته أنجاله وأحفاده وزياراته المحلية والخليجية والعربية والعالمية واستقبالاته القادة والمسؤولين من مختلف الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة وحضوره المؤتمرات والقمم الخليجية والعربية والعالمية ورحلات القنص وزياراته - رحمه الله - لمركز الوثائق والبحوث، حيث يستطيع الباحثون - باستقراء هذا الأرشيف الضخم - معرفة مراحل قيام دولة الإمارات العربية المتحدة على أرض جرداء وشبكة العلاقات المتينة التي أقامتها مع مختلف دول العالم. وترصد صور الأرشيف أيضاً تطور التعليم والزراعة والرياضة والقوات المسلحة والشرطة ونهضة المرأة والاهتمام بالتراث والآثار ومختلف المرافق الحكومية. ولما كانت مقتنيات الأرشيف من الصور بالمركز الوطني للوثائق والبحوث توثق مختلف المناسبات الوطنية، فإن عدداً كبيراً من الباحثين والمتخصصين بتاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج قد استفادوا من هذه الصور وضمنوها مؤلفاتهم. كما استفاد المركز من هذه الصور في إصداراته التي توثق التاريخ بالكلمة والصورة معاً وكتاب (زايد من التحدي إلى الاتحاد) يدل على ذلك كما استفاد من الصور أيضاً في إصدار دورياته مثل: مجلة “ليوا” ونشرة “الذاكرة” الفصلية ونشرة “رؤية” الإلكترونية الشهرية. واستفاد المركز أيضاً من الصور التاريخية التي يحتفظ بها في تنظيم عدد من المعارض التي أقيمت في مناسبات مختلفة داخل الإمارات وخارجها ولعل أبرزها معرض مسيرة وطن شامخ عام 2004 والمعرض الإماراتي الفرنسي عام 2009. ويصنف المركز الوطني للوثائق والبحوث أرشيف الصور إلى أربعة مواضيع رئيسة الأول يشمل صور حكام الإمارات وأبرز صور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ شخبوط - رحمهما الله - وصور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة ، حفظه الله، والثاني صور كبار الشخصيات من الشيوخ والوزراء والمسؤولين والسفراء والدبلوماسيين والثالث صور في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة والمناسبات والأعياد الوطنية والأعياد الدينية والشؤون الثقافية والفعاليات والشؤون الاجتماعية والاقتصادية والشؤون الصناعية والتجارية والرابع صور نشاطات المركز من مؤتمرات وندوات ومحاضرات ودورات تدريبية وزيارات وفود وحفلات وغيرها. وفي المركز عدد كبير من المواد السمعية - البصرية التي تلقي مزيداً من الضوء على أهم الأحداث وأبرز المناسبات الرسمية وعلى ماضي دولة الإمارات العربية المتحدة ومراحل التطور المختلفة فيها وكثيراً ما تعرض مثل هذه المواد على الشاشات التي تتوزع في مختلف أرجاء المركز أو على هامش الفعاليات التي يحييها المركز في مقرّه أو في الخارج. وألحقت الخرائط الجغرافية والرسوم التخطيطية للمواقع القديمة وخرائط مواقع مغاصات اللؤلؤ التي يقتنيها المركز بأرشيف الصور حديثاً وعلى هذا الصعيد فإن لدى المركز خرائط يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين. وأبرز الخرائط في المركز خريطة كنتينو البرتغالية التي تعود إلى عام 1502، وهي أقدم الخرائط وخريطة العالم التي رسمها إبراهام أورتيليوس عام 1570 وخريطة الخليج التي رسمها أليكسي هوبرت جيلوت (باريس 1696) وخريطة الربع الخالي التي رسمها ولفرد ثسغر 1951 وخريطة حدود الإمارات المتصالحة رسمها جوليان والكر 1963م.. وإلى جانب الخرائط، هناك عدد من الرسوم التخطيطية للقلاع والحصون التي اكتشفها البرتغاليون في دبا والبدية وخورفكان وغيرها. إن كل صورة أو خريطة أو مادة سمعية بصرية في أرشيف الصور تعدّ ثروة تاريخية للدور الذي تؤديه في توثيق ذاكرة الوطن وألبومات الصور التي يحتفظ بها المركز تختزل الحقائق التاريخية التي يسعى الباحثون لتوثيقها ولأهمية الصورة في توثيق ماضينا يأمل أرشيف الصور في المركز الوطني للوثائق والبحوث من جميع أبناء مجتمعنا أن يزودوه بما لديهم من صور توثق محطات من ماضي دولة الإمارات أو بنسخ منها ليحتفظ بها للأجيال القادمة مع التعليق المناسب لها مقرونة باسم الشخص الذي أهداها للمركز. وفي ضوء توجيهات إدارة المركز قامت إدارة الأرشيفات بعملية مسح ضوئي وأرشفة إلكترونية للصور لتسهيل الوصول إليها وإتاحتها للمستفيدين منها وللحفاظ على النسخة الأصلية أطول عمر ممكن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©