هو آخر صياد محترف في مياه نهر الراين العذبة.
.
أنه الفرنسي أدريان فونارب (62 عاماً)، الذي يرمي شباكه من دون ملل في هذا النهر الذي عانى كثيراً، لتزويد أفضل المطاعم بالسمك.
ادريان صاحب اللحية الطويلة يشبه كثيراً الكاتب الأميركي ارنست همنجواي وهو صياد سمك «بدوام كامل» منذ 26 عاماً.
ويقدم ابن منطقة الزاس الفرنسية هذا نفسه على أنه «مواطن أصلي» من الراين وهو يصطاد على مدار السنة في الصيف كما في الشتاء على متن مركبه الصغير المجهز بمحرك وبشباك وقفاف السمك عند الحدود الفرنسية الألمانية.
ويقول لوكالة فرانس برس وهو يعرض غلته في شبكتين تحويان 35 كيلوجراماً من أسماك متنوعة اصطادها فجراً «أنا لا أقرر.
فالطبيعية هي التي تتولى القيادة».
بالنسبة له، الصيد دائما جيد ويوضح «أحتاج إلى 20 إلى 30 كيلوجراماً يوميا لاتمكن من الاستمرار».
وهو يقف بقامته الضخمة على جسر عائم في هذه المنطقة الجميلة شبه البرية الواقعة بين فوغيلغرون وفيسينهايم فيما تظهر وراءه جزيرة الراين وجبل الغابة السوداء (ألمانيا).
في عام 1988 قرر أستاذ الموسيقى هذا المولود في بالغو (شرق) وهو في سن السابعة والثلاثين أن يترك كل شيء ليجعل من هوايته مهنته.
ويوضح «هذا جزء من مسيرة وفلسفة حياة، حتى عندما كنت أعمل في الموسيقى كنت أتواجد دائما على نهر الراين.
أشعر وكأني ولدت هنا» مؤكدا أنه تعلم «المهنة» بمفرده.
ويقول عنه مارك هابرلين الذي يدير المطابخ في «لوبيرج دو ليل»، «إنه لطيف بشوش ومحب للحياة ومستعد دائما لتقديم خدماته» موضحا أن تعاونه مع عائلة هابرلين تعود إلى أكثر من 15 عاماً.
ويقول «نهر الراين مصدر إلهام بالنسبة لي إلا أنه عانى من تخريب الإنسان».
وهو لا يزال رغم كل هذه السنوات عازف اكوردويون موهوبا وله اسطوانتان ويستغل رجوعه إلى المنزل بعد الصيد ليعزف مقطوعة تانغو أو جاز «من وحي» نهر الراين.
(فوغيلغرون، فرنسا - أ ف ب)
عدد اليوم
