26 أغسطس 2012
حصدت آلة القتل والدمار للقوات النظامية السورية امس 173 قتيلا مدنيا بينهم 79 أعدموا ميدانيا في مجزرة جديدة، وعثر على جثثهم داخل أقبية في بلدة داريا بريف دمشق التي احصي فيها وحدها 114 قتيلا بينهم 5 أطفال، إضافة الى احصاء سقوط 19 قتيلا في دير الزور و16 في حلب و12 في درعا و4 في كل من حماة وادلب وحمص. بينما تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 11 مقاتلا معارضا و25 جنديا نظاميا.
وقال نشطاء لـ”رويترز” إن حصيلة المجزرة في داريا 79 شخصا على الأقل”. وقالت جماعة نشطاء اللجنة التنسيقية في البلدة في بيان “إن من بين من عثر عليهم مصابين بالرصاص في الرأس ثمانية أفراد من عائلة القصاع، ثلاثة أطفال ووالدهم وأمهم وثلاثة أقارب آخرين”. وأضافت “ان جثث هؤلاء عثر عليها في مبنى سكني قرب مسجد مصعب بن عمير”.
وقال الناشط محمد الحر “ان جثث 36 شابا عثر عليها في مبنى واحد مع عدد من المصابين بجروح بالغة والذين لم يتسن نقلهم إلى المستشفيات في المنطقة نظرا لأن الجيش يحتلها”. وأضاف ان 12 جثة أخرى عثر عليها في قبو مبنى آخر. وتابع قائلا “نقوم بعملية تحديد هوية الجثث وتوثيق كيفية حدوث الوفاة..الأدلة الأولية تظهر إطلاق النار على غالبيتهم من مسافة قريبة على الوجه والرقبة والرأس على غرار الإعدام”. وتابع قائلا “قالت نساء من أسرتين على الأقل إن الجنود أطلقوا النار على أشقائهن أمامهن”.
وأفاد المرصد بأن احياء سليمان الحلبي والهلك وهنانو وباب الحديد في مدينة حلب تعرضت للقصف العنيف من قبل القوات النظامية. كما تعرض حيا سيف الدولة والمرجة لقصف عنيف في موازاة اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين. وتحدث المرصد ايضا عن اشتباكات عنيفة بين عناصر من الثوار والقوات النظامية التي تحاول اقتحام حي حلب الجديدة”.
وافادت وكالة “فرانس برس” ان معارك عنيفة وقعت في حي المشهد (حين تمركزت مجموعة من المعارضين على بعد خمسين مترا من دبابة للجيش وتبادلت اطلاق نار كثيفا مع جنود وقناصة. بينما أطلقت دبابات عند تقاطع احياء الانصاري (غرب) والسكري (جنوب) والفردوس (جنوب) قذائف عدة أثارت هلعا في صفوف السكان، الذين سارعوا إلى الملاجئ وسط سحابة من الغبار والدخان.
وأفاد شهود عيان بأن شوارع حلب شهدت طوابير طويلة امام المخابز مع تفاقم أزمة التموين. واندلعت في حي قاضي عسكر بوسط المدينة مشادة بين نحو عشرين شخصا كانوا ينتظرون امام فرن بعدما حاول أحدهم تجاوز الصف. لكن في احياء مثل الصاخور (شمال شرق) والشعار (شرق) والصالحين (جنوب)، بدا ان الجيش السوري الحر يسيطر على الوضع عبر اقامة عدد من الحواجز. وفي الوسط القديم قال احد مقاتلي المعارضة “ان معظم الناس رحلوا”، واضاف “نحاول مساعدة الذين بقوا وهم يدعموننا”.
وفي ريف دمشق، قال المرصد ان بلدات عربين والضمير ويبرود تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية، كما تحدث عن اشتباكات في داريا وعلى مداخل منطقة جرمانا وفي منطقة النبك. واوضح ان القوات السورية استخدمت الطائرات المروحية بالقصف كما شوهدت طائرات حربية في سماء يبرود، وقال “ان اشتباكات وقعت فجرا على طريق دمشق درعا في حي القدم أسفرت عن مقتل وجرح خمسة عناصر من القوات النظامية”.
وفي ادلب، تعرضت قرى الفقيع حزانو ومعرزاف وسرجة وكفرلاته لقصف عنيف من القوات النظامية أدى الى سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل، بحسب المرصد الذي اشار الى استمرار الاشتباكات العنيفة في مدينة اريحا. كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط كتيبة الدفاع الجوي في مدينة البوكمال بدير الزور.
وفي محافظة اللاذقية شمالا، دارت اشتباكات عنيفة في قرية ربيعة بريف اللاذقية رافقها قصف واستخدام للاسلحة الثقيلة والمتوسطة. ولفت المرصد ايضا الى اشتباكات في بلدة صوران بحماة يرافقها انقطاع في الاتصالات. وتعرض حي درعا البلد بمدينة درعا للقصف، بينما قامت القوات النظامية بحملة دهم واعتقالات في بلدة كفرناسج بريف درعا ودارت اشتباكات في بلدة نوى.
إلى ذلك، جددت المعارضة السورية امس دعوتها الامم المتحدة والجامعة العربية الى التدخل لمنع وقوع كارثة في مدينة حمص، وقالت في بيان الكتروني “يحث المجلس الوطني السوري الامم المتحدة وهيئات الاغاثة والهيئات الحقوقية التابعة لها والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي على التدخل بسرعة، لإنقاذ الاشخاص المحاصرين في حمص ومنع وقوع كارثة”.
وقال ناجي طيارة عضو المجلس الوطني “إن المحافظات المضطربة عرضة بشكل اكبر لخطر وقوع كارثة إنسانية، وأضاف “في هذا الوقت تحديدا المخاطر اكبر في حمص لأن سكانها محاصرون منذ أكثر من 80 يوما من قبل قوات النظام”. وتابع “جميع طرق الإمداد إلى حمص قطعت مما ترك السكان يواجهون خطرا حقيقيا ومحدقا”.
المصدر: دمشق
عدد اليوم
