السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«اليوم التالي» لمرحلة ما بعد الأسد يعلن الثلاثاء

26 أغسطس 2012
واشنطن (رويترز) - بينما تستعر الحرب في سوريا ويحاول المجتمع الدولي توحيد قوى المعارضة المتشرذمة. أنهت مجموعة صغيرة من السوريين بمساعدة معهد السلام الاميركي والمعهد الالماني للشؤون الدولية والامن، مشروعا يحمل اسم “اليوم التالي” يتضمن خطط ما بعد سقوط الرئيس بشار الأسد لاسيما خريطة المرحلة الانتقالية، وتحاشي ما يخشاه كثيرون من استمرار حمامات الدم في ظل عدم ظهور زعيم للمعارضة يوحد الصفوف. وشارك افراد من جميع الطوائف السورية في المشروع المقرر ان يصدر ضمن تقرير يقع في 120 صفحة تحت عنوان “اليوم التالي: دعم التحول الديمقراطي في سوريا” الثلاثاء المقبل في برلين. وقالت رفيف جويجاتي الناشطة الاميركية من أصل سوري وهي عضو في اللجنة التنفيذية للمشروع “ليست مسودة بكل تأكيد.. انها مجموعة من التوصيات لخبراء من مختلف ارجاء العالم وتستند لخبراتنا ومعرفتنا بالسوريين”. وذكر ستيفن هايدمان الخبير في الشؤون السورية في المعهد الالماني الذي تموله الحكومة “أن نحو 50 سوريا بعضهم شارك من داخل البلاد من خلال خدمة سكايب الإلكترونية، اعدوا المشروع الذي يسعى لوضع توصيات تقوم على مبادئ التسامح والشفافية والمحاسبة”. واضاف “لم تخرج المجموعة وتقول هذا ما يجب ان يكون عليه الدستور.. تقول هذه الإجراءات المناسبة التي تفرز دستورا من خلال الكثير من الأخذ والرد بين المواطنين والقائمين على صياغة دستور”. وقال خبراء في السياسة الخارجية انه ليس هناك ما يكفل وقف نزيف الدم حتى في حالة رحيل الأسد. وأوضح هؤلاء أن السيناريو الأسوأ لحرب اهلية تستمر سنوات احتمال جلي، ومن منطلق القلق من هذا التطور تحديدا اطلق افراد في المعارضة السورية هذا المشروع. وقال هايدمان “ما يقلق المجموعة كثيرا احتمال ان يعقب انهيار نظام الاسد تنامي العنف الطائفي.. ان يخلف الكثير من الغضب وربما الكثير من العنف مما قد يقوض فرص التحول إلى الديمقراطية”. ويترقب زعماء سوريون سقوط الاسد لتصدر المشهد. وقالت جويجاتي “اعتقد أن هناك عدة زعماء تم تحديدهم ولكن لم يعلن عنهم خوفا على حياتهم”، وأضافت “لكن دورنا ليس اختيار زعيم او زعماء.. دورنا هو تعريف الحكومة الانتقالية، وببساطة تقديم توصيات لتصورنا لكيفية تحول سوريا لدولة مدنية ديمقراطية”. وذكرت ان توصيات التقرير تتضمن: - اقرار فترة انتقالية لاستعادة الاستقرار وبدء المصالحة الوطنية وعودة المواطنين لديارهم ومدنهم وإجراء حوار بين الأقليات تعقبه انتخابات. - ينبغي أن تقتصر مهمة القوات المسلحة على حماية الحدود، وليس أعمال المخابرات والتجسس على المواطنين. - ينبغي أن تقدم الحكومة الانتقالية في آن واحد الإغاثة للاجئين وإعادة من يقيمون في الخارج وبناء مساكن محل المنازل التي دمرتها المعارك وإعادة توطين المشردين. - ينفذ السوريون برنامجا لنزع اسلحة الجماعات المسلحة المختلفة كي يكون هناك فصل واضح بين القوات المسلحة والمدنيين. وقالت جويحاتي “ان التقرير لا يهدف لأن يبين للمجتمع الدولي المتشكك ان ثمة انسجاما داخل المعارضة السورية، أو أن ثمة زعماء جددا متأهبون ولكنه قد يخدم هذين الهدفين”. وتابعت “هذا هو سبب قيامنا بهذا العمل. قمنا بذلك لاننا شعرنا بأنه خطوة ضرورية.. لم نقم بها بهدف طمأنة أي طرف بل بنية انجاز شيء يمكن ان يكون مفيدا”. وقال مسؤولون أميركيون انه جرى تكثيف التخطيط لفترة ما بعد الأسد في سوريا لاسيما مع تركيا. واجتمعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مع مسؤولين اتراك في اسطنبول مؤخرا لتنسيق الجهود في سوريا وتشكيل مجموعة عمل مشتركة. وقال مسؤولون اميركيون ان مجموعة العمل الجديدة تهدف لوضع تصور لحكومة كاملة في المراحل التالية من الازمة السورية بالتعاون مع الجيش والمخابرات التركية، ويعتقد انهما على دارية وافية بتطور الأحداث عبر الحدود. وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه “مستقبل سوريا في ايدي السوريين حقا وعليهم ان يقرروا كيف سيضعون نظاما جديدا للحكومة إذا رحل الأسد.. دون قيادة مسؤولة لجميع الاطراف في البلاد قد تنزلق اكثر نحو صراع اهلي بعد الاسد ولكنها ليست نتيجة حتمية”. وقال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا مؤخرا إن القوات المسلحة السورية ينبغي ان تظل قائمة اذا رحل الأسد من السلطة. وركزت إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما على تقديم مساعدات إنسانية ومعدات اتصال للمعارضة السورية وأحجمتا عن تسليح المعارضة. وقال منتقدو هذه السياسة إن تسليح المعارضة سيسهم في اسقاط الأسد وتجنب صراع اطول أمدا. وقال ستيفن هدلي مستشار الامن القومي للرئيس السابق جورج دبليو. بوش “هل يمكن ان نحسن الاوضاع إذا تدخلنا ومن ثم نقلص مخاطر انزلاق؟ أقول نعم”. وتابع “الانتظار وترك الامر يطول لن يحد من الفوضى بل يزيدها”. ويقلق المجتمع الدولي من ان تؤدي الازمة الإنسانية إلى زعزعة استقرار المنطقة الأوسع ويبدي تخوفه من حرب أهلية. وقالت الامم المتحدة إن نحو اكثر من 200 ألف شخص فروا من سوريا نتيجة المعارك. وقال بول بيلر المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الاميركية والأستاذ بجامعة جورج تاون حاليا “لدينا هذا التصور الفعلي لحروب اهلية تمتد عبر الحدود.. صراحة لا يقلقني هذا مثلما يفعل صراع طويل داخل سوريا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©