السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا تَسْكبِ الدمعَ لأجلي..

2 يناير 2013 20:35
مريم مصبح الرميثي الثلاسيميا عزف علَى أوتار جرح حزين ونبض غارق بينَ الوَجعَ والأنَينَ شعور يظل يحرق دواخليَ يسقيني الحَرقَة جرعةَ جرعة وأنا له أسير لاحقت أمواج الألمَ وامتطيتها أجَدها في عروقي في أنيَني في بكائي في صراخي يقَظْتي ومنْاميَ وعلى سريري مكتوب مصاب بالثلاسيميا تمزقني الثلاسيميا تأكلني تَمتص دمي الصغير تغرق مشْاعري في بركةِ من الدماءِ المحمومةِ وتطْمرها بوابلِ من الأدوية والحبوب تسرق فرحتيَ الغضْة تمزقها وتنَثر أشلاءَها .. في دَوامات الاشتياق تنحر أجملَ أحلامي “ سأكبر لأصبحَ طبيبا ... لأزرع شجرة ... لأبني بيتاً” طاردت فراشات الأمل افترست أغَلى أمنياتي حيَاتي .... استوْطنتَها حَطمت الفرح أراقت على صفحاتها ابتسامتي سَلبت من طيورها التغريد ثم أفلتتها مَ كسورةَ بلا صوت فكيفَ أعيد إلى صوتي بعضَ طيورِ الصباح؟ أيامي ... أضَاعتها وأضَاعتني ولحظات عمري صارت لقمةَ سَائغة تنهشها تكفنها بغيمةِ سوداء ثلاسيميا... هَا قد انتهت آخر محطات حياتي والآن جاءَ دورك لتحملينَي وتضعيني في مقريَ الأخير في سَكنيَ الوحيد الآن حان وقت ذهَابي.. حان وقت رحيلي لألبسَ كفنْي ذبلت الأنفاس ثم جردَ الجَسد من الروح المطمئنة وما عاد للعيون بريق ونو ر سكونَ الورد ... قدر محتوم وشوارد الفكر يتيمة تزينت الأصابع العشر لوريث الرمل وحان وقت قدوم الديدان تتسلل من بين الجروحِ الغَريزة لتأكلَ من جَسدي لنَ تجدي في كفَني سوىَ بقايا لأعَضائيَ ملوثةَ بمضاداتِ كنتِ تكرهينها لا تَسْكبِ الدمعَ لأجلي فلن تلامسَ يدي المرتعشة مَدامعك لتَمسحها لأني سأبقى دوماً في ذكرياتكِ “توفَي بالثلاسيميا”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©