الخرطوم تتطلع لفتح صفحة جديدة مع واشنطن

بدأ بريستون ليمان المبعوث الخاص للرئيس الأميركي في السودان أمس زيارة للخرطوم تستغرق ثلاثة أيام يبحث خلالها مع عدد من المسؤولين في الحكومة السودانية آخر التطورات والأوضاع في السودان عقب التطورات الأخيرة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وبالتزامن، أعلنت وزارة الخارجية استعداد السودان ومؤسساته المختلفة للتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين بعد إيفاء السودان بكافة استحقاقات اتفاقية السلام الشامل. وكان المبعوث الأميركي وصل صباح أمس إلى العاصمة السودانية الخرطوم قادما من القاهرة بعد زيارة لمصر استغرقت ثلاثة أيام شارك خلالها في الاجتماع الدولي الذي عقد الأحد لمبعوثي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بشأن أفريقيا. وشارك في الاجتماع الذي عقد للعام الثاني على التوالي بالقاهرة نحو مائة من خبراء ومبعوثي السلام الدوليين والإقليميين في القارة الأفريقية. وعقد المؤتمر هذا العام تحت عنوان “تعزيز الحوكمة السياسية من أجل السلم والأمن والاستقرار في أفريقيا”. وأطلق ليمان من القاهرة تحذيرات بشأن تداعيات الأوضاع الخطيرة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان مشددا على ضرورة العمل على تجنب الحرب بين شمال السودان وجنوبه لتكون الفرصة متاحة للولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة للتعاون مع الحكومة السودانية لحل المشكلات العالقة الأخرى. وقال في تصريحات صحفية عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن هذه التطورات ستخلق مشكلات خطيرة تهدد الاستقرار في السودان حيث أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين من هذه المناطق. وأعرب المبعوث الأميركي عن أمله في أن تتصدى العملية السياسية بالسودان لهذه المشكلات لافتا إلى أنه اطلع على آراء الأمين العام للجامعة العربية من أجل تحقيق هذا الهدف. واستبعد محللون سياسيون في استطلاع لـ”الاتحاد” أن تحقق زيارة ليمان أهدافها المعلنة مشيرين إلى أن الدور الأميركي بشأن السلام في السودان لم يعد يحظ باهتمام الخرطوم. وأكدوا لـ”الاتحاد” أن الحكومة السودانية أصبحت زاهدة في أي وعود تقدمها أميركا في هذا الشأن وتشكك في أي مبادرة تطرحها بشأن السلام في البلاد مما يفقد الزيارة أهميتها، مؤكدين على أن أي حديث بشأن اختراق في ملف العقوبات على السودان أو تطبيع العلاقات مع واشنطن، مستبعدين تماما في الوقت الراهن. ورجح المحللون أن يركز ليمان في محادثاته مع المسؤولين السودانيين في العلاقات مع جنوب السودان وبحث ما يثار في الخرطوم حول دعم تقدمه حكومة الجنوب للمتمردين من منسوبي الحركة الشعبية بقطاع الشمال لنسف امن واستقرار البلاد. وتوقع المحللون أن يختتم ليمان زيارته للمنطقة بزيارة لدولة جنوب السودان.