الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسراف «هوس» يطارد الأسرة من رمضان والعيد إلى العودة للمدارس

الإسراف «هوس» يطارد الأسرة من رمضان والعيد إلى العودة للمدارس
27 أغسطس 2012
زاد تتابع ثلاثة مواسم «شهر رمضان والعيد والعودة إلى المدارس»، الضغوط المالية على الأسرة، ورفع معدلات الإنفاق في معظم البيوت إلى حدودها القصوى، في ظل الغياب الواضح لثقافة ترشيد الاستهلاك والاهتمام بتخطيط الميزانية الشهرية ما بين دخل الفرد ونفقاته. وأكد محللون الاستغلال الخاطئ للصرف المبكر للرواتب خلال منتصف الشهر الجاري، بمكرمة من الحكومة مع قرب نهاية الشهر الكريم وحلول العيد، مما كان يتطلب من الأسر توزيع احتياجاتها، مع دون تركيز الإنفاق في فترة قصيرة، حيث ظهرت الحاجة الماسة، مع الاستعداد لموسم العودة إلى المدارس، وهو ما كشفت عنه حيرة الأسر في كيفية تدبير تلك النفقات. اعترف العديد من أفراد الأسره، بوقوعهم فريسة لإغراءات المراكز التجارية، في الفترة الأخيرة، وما قدمته من عروض وصفوا أغلبها بالوهمية، مما استنزف الكثير من ميزانيتهم، ووضعهم في مأزق، يصعب معه، توفير احتياجات العودة إلى المدارس، من كتب وقرطاسية وملابس، ناهيك عن حجم المصروفات المدرسية، التي تزيد عاماً عن الآخر. وأشار أحمد سالم، موظف متقاعد ورب أسرة، إلى أن معظم الأسر لا تعرف معنى الالتزام بميزانية محددة، وكأنها تعيش على مفهوم خاطئ لكلمة «البركة» وتردد المثل القائل«أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»، ولأن الكلمة والمثل، يطبقان في غير محلهما، فإن الأسرة، تدفع الثمن، وتجد نفسها في نفق مظلم، يصعب الخروج منه، إلى الجهة الأخرى، حيث تزداد المعاناة من الأزمات المالية والسحب على المكشوف من البنوك، فتتراكم الديون فوق بعضها بعضاً، ويحتاج رب الأسرة فترة طويلة لتوفيق أوضاعه المتعثرة، والخروج من الضائقات المادية والمشاكل الأسرية، التي يتضخم أمرهما، لتزامنهما مع دخول ثلاثة مواسم، حيث شهدت الأسواق في الفترة الماضية، إقبالاً كبيراً، خلال شهر رمضان، خاصة في أقسام المواد الغذائية، وشهدت أرتال عربات التسوق، التي تجرها الأسرة، وما نتج عنها من ازدحام أمام صناديق الدفع، وتراوح هذا الوضع بين الصعود والهبوط خلال الشهر الكريم، لكن وصل إلى مراحل مرتفعة جداً مع قدوم العيد وحلول الإجازة، التي تطلبت المزيد من الإنفاق مع الخروج إلى التنزه وحجوزات الفنادق. مظاهر الاستهلاك وقال: أصبح بعضنا أسراً استهلاكية، تعودت خلال العقود الأخيرة على المظاهر وعدم التفكير في حجم الإنتاج أو حتى محاولة البحث عن مصادر دخل إضافية تدعم أوضاعها الاقتصادية، على عكس ما دأب عليه أهلنا في زمن الأولين، حيث كانت الأسرة آنذاك تشكل كياناً منتجاً وفعالاً في محيطها البيئي والاجتماعي، وكانت الأدوار تتوزع بين أفراد العائلة، فرب الأسرة ملتزم بالعمل خارج البيت بالتجارة أو الزراعة أو الصيد، والزوجة تقوم بمهام تتعلق بالخبز والطبخ وتدبير شؤون الأبناء، كما تهتم بالخياطة والأشغال اليدوية وخلافه، مما يقلل الحاجة إلى لأسواق إلا للضروريات فقط، كما لم يكن لديهم هناك مكان للتبذير والصرف غير المبرر للأغراض الكمالية الزائدة، التي نعاني من انتشارها هذه الأيام. وتتحدث موزة محمد، ربة أسرة: تعودنا على الإسراف وكثرة الإنفاق خاصة خلال المناسبات، ولشهر رمضان والعيد خصوصية من نوع آخر، حيث تكثر فيه الولائم وتفتح المضايف والديوانيات لاستقبال جموع الزائرين من الأهل والأقرباء والمعارف والجيران، وهذا كله يتطلب الكثير من الصرف وزيادة النفقات على واجبات الضيافة من المستلزمات الغذائية وخلافه، ثم حل علينا عيد الفطر السعيد وهو أيضا له تحضيراته الكثيرة، من شراء الملابس إلى توزيع العيديات والهدايا، مما تطلب المزيد من الصرف والإنفاق المادي، وها نحن من جديد، نستعد لاستقبال موسم العودة للمدارس، مما يضيف المزيد من الضغط على أعبائنا المالية ويضعنا جميعا، كأسر وأفراد في أوضاع مادية حساسة، لا نعرف كيفية مواجهتها!! زيادة ملحوظة ووصفت، علياء محمد، موظفة، الزيادة الملحوظة في معدلات الإنفاق خلال المناسبات والأعياد وتوقيت بدء الموسم الدراسي بالمبرر، معللة ذلك بأن غالبية الأسر تضطر إلى ذلك خلال هذه المواسم بشكل خاص، في ظل استغلال بعض التجار وأصحاب المحال والمكتبات حاجة الناس لمختلف المنتجات والبضائع من الأغذية والملابس والقرطاسية المدرسية، رافعين أسعارهم للضعف والضعفين في كثير من الأحيان، مما يزيد من التكاليف المادية التي تتحملها الأسر، منوها إلى أن ظاهرة الأسعار المتفاوتة وغير الثابتة في الأسواق هي من أهم معوقات الترشيد الاستهلاكي للفرد، مما يتطلب زيادة مراقبة الجهات المعنية لهذه الزيادات غير المبررة في الأسعار خاصة خلال المواسم، التي من شأنها التسبب بمشكلات مادية ومعنوية تقصم ظهور الكثير من الأسر من ذوي الدخل المحدود. كما نبهت إلى أن ثقافة حب المظاهر وشغف الإسراف المعتاد لها دور كبير في زيادة نسبة الإنفاق خلال أيام هذه المواسم، خاصة إن الكثيرين في المجتمع قد تعودوا على الاهتمام بالمظهر والحرص على شراء الماركات العالمية باهظة الثمن من الملابس والأكسسوارات والحقائب والأحذية، مما يفرض ميزانيات مضاعفة لتغطية هذه النفقات الكمالية، التي تخرج في الكثير من الأحيان عن السيطرة ويصعب التحكم بها. تتابع المواسم ونبه علي القمزي إلى أن تلك المواسم سبقها، موسم آخر، ارتبط بنهاية العام الدراسي الماضي، واستعدادات سفر العديد من الأسر، مما تكلف العديد من النفقات المالية، مشدداً على أن التخطيط الجيد للميزانية الشهرية، يخرج الأسرة من هذا النفق المظلم، ويجعلها تعيد ترتيب أوضاعها المالية، بما يتوافق مع احتياجاتها، ويجنبها مخاطر اللجوء إلى القروض البنكية والتعثر في سداد أقساطها. وقال إن مسألة المبالغة بالطلبات والإسراف والتبذير غير المبرر من قبل الكثير من ربات الأسر خلال مواسم رمضان والأعياد والعودة للمدارس، من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تضاعف حجم المشكلة ويزيد الضغط على أي ميزانية مالية، فيتسبب بالمزيد من الأزمات والصعوبات الحياتية. وحذر مختصون من عدم التخطيط المادي المبرمج والاستعداد المسبق خلال مواسم رمضان والعيد والعودة للمدارس، لأنه قد يدفع الكثير من الأفراد والعائلات إلى حدود الاقتراض البنكي، مما يترتب عليه ضائقات مالية لها تأثيرات سلبية متراكمة على الكيان الأسري، حيث دعت الباحثة الاجتماعية نعيمة الناخي إلى نشر التوعية الأسرية لضرورة التحلي بثقافة التخطيط المالي وتحديد الميزانية الشهرية لكل بيت، بحساب المدخولات والمدفوعات بشكل واضح ومنظم. وقالت، علينا جميعا التخلي عن عدم النظام في ممارستنا لشؤون الحياة، وترك الأمور المادية عائمة دون توجيه وترتيب يحافظ على المستوى المعيشي الذي يكفل لكل فرد من أفراد المجتمع حقه في العيش الكريم، لأن أي ممارسات خاطئة وغير محسوبة في هذا المجال، تؤدي إلى نتائج وخيمة ومكلفة، مشددة على أن تجنب مثل هذه المطبات والمصاعب المالية خاصة على ذوي الدخل المحدود، يتطلب وضع الخطط والميزانيات الكفيلة بتوزيع الحصص المادية حسب الأولويات، والالتزام بميزانية معينة طوال شهور السنة، تمكنها من توازن متطلباتها الأسرية ما بين المدفوعات والمشتريات، حيث تكون الأولوية دوما لدفع الفواتير والأقساط الشهرية ان وجدت، ثم يوضع جدول للمشتريات الواجب توافرها من المواد التموينية وخلافه، مع تخصيص حصص مالية اضافية لشراء ملابس واحتياجات الأولاد وغيره، بالاضافة إلى الحرص على حفظ مبالغ محددة وادخارها لحالات الطوارئ، ومواجهة مصاريف دخول المواسم والمناسبات. تخطيط الميزانية وتتابع: لتعميم الوعي الاقتصادي والثقافة المالية في مجتمعاتنا العربية يجب أن يكون للاعلام والمراكز الاجتماعية دور في هذا المجال، فمن خلالهما يمكن نشر الحقائق وعقد الندوات وحلقات النقاش التي تفتح أبواب الحوار بين أفراد المجتمع، وتبين أهمية التخطيط والتوزيع السليم لميزانية الأسرة، وما يتوجب عليها من تطوير أنفسها وان ترتقي بتفكيرها ووعيها في المجالات كافة، مشيرة إلى أن الثقافة الاقتصادية وترشيد استهلاك الفرد لهما بالغ الأثر في تحسين شؤون الحياة. ونبه الخبير الاقتصادي زياد النمر المختص في دراسات السوق، إلى دخول الأسر إلى منعطف مالي خلال الأيام المقبلة، سيتجاوزه بسلام، من تدرب على فن قيادة أسرته وتنظيم احتياجاتها، وفقاً لمصادر دخله، وتوزيعها على مدار العام، وعدم الانسياق وراء العروض الترويجية التي تتبعها، بعض المراكز التجارية، مستغلة بعض المواسم والمناسبات المختلفة. وقال إن الأسرة الناجحة في حياتها، هي التي توفق بين احتياجاتها المالية، لأنها تؤثر بشكل كبير على النواحي الاجتماعية ومدى العلاقة بين أفرادها، بالإضافة إلى ضرورة تعويد الأبناء على ترشيد الاستهلاك، منذ الصغر، وأن تتبع الأسر أمام أطفالها، نهجاً سليما، يكون بالنسبة لهم الأساس في تعلم ذلك، وألا تلبي جميع طلباتهم، من دون مناقشتهم فيها. واعترف محمد الشامي، موظف، بأنه لم يحسن استغلال موارده المالية التي تدفقت عليه من مشروعه الخاص، في الفترة الماضية، وفرح بالحصيلة، وراح يجمع أفراد أسرته، ليملون عليه طالباتهم المتعددة، وبالطبع سارع إلى تلبيتها، فكان في كل مرة يخرج إلى المراكز التجارية، يشترى بمبالغ وصلت مرة إلى آلاف الدراهم، ولم ينتبه إلى ذلك، إلا خلال الفترة الحالية، وتعثره، في تدبير المصروفات المصرية وتدبير احتياجات الأبناء من كتب وقرطاسية وحقائب، حيث تتفنن المراكز التجارية في تنويع معروضاتها، بما يغري الأبناء بشراء مستلزمات عديدة، في ظل غلاء الأسعار، فقد تجاوز سعر الحقيبة المدرسية إلى 150 درهما، بجانب احتياج الابن الواحد من أبنائه إلى كتب وقرطاسية، مشيراً إلى أنه لديه ستة من الأبناء« ثلاثة أولاد وثلاث بنات»، وبالتالي يتضاعف حجم المطلوب إنفاقه خلال الفترة الحالية. وأعرب عن أسفه في تفكيره حالياً في التقدم إلى جهة عمله لطلب سلفة تخصم على أقساط شهرية من راتبه، وبالتالي ستتعقد أموره المالية، وأن لم تسمح له جهة عمله بذلك، سيضطر إلى التقدم لأحد البنوك للحصول على قرض شخصي. قرار الشراء إلى ذلك قالت عنايات عبد العزيز،موظفة، إنها تحاول دائما الحديث مع أسرتها عن أهمية ترشيد الاستهلاك، خاصة خلال التسوق بالمراكز التجارية، حيث تعتبر تجمع الأسرة وتسوقها بشكل جماعي، له العديد من الفوائد، إن سيطرت الأم على الموقف، وأعطت لأبنائها درساً في التسوق، يبدأ بحسن اختيار المنتج والمقارنة مع سعر مثيله في الأسواق، ثم التفكير في مدى الحاجة إليه، ومن ثم اتخاذ القرار بالشراء، مشيرة إلى أنها تعلم أبناءها أيضاً ضرورة الاهتمام بالسلعة، التي يشترونها والحفاظ عليها، وتكرار محاولات إصلاحها، وليس الاستغناء عنها بمجرد تعرضها لأي عطل. وترى ريم حسن، التي تزوجت مؤخراً، أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى، على ربة الأسرة، خاصة أن بعض النساء معروف عنهن حب التسوق، والتفاخر بين بعضهن في اقتناء الماركات العالمية، مما يكبد الأسرة، مبالغ مالية كبيرة، ترهق ميزانيتها، مشيرة إلى أنها لن تتبع ذلك في حياتها المستقبلية، وستسعى إلى تكوين أسرة تعرف معنى ترشيد الاستهلاك، ولا تربطه بالشح أو البخل، كما يظن البعض. تخفيضات مناسبة أكد أحد المسؤولين في إدارة مركز تجاري، أن الأسواق عادت إلى نشاط ملحوظ، وصل إلى درجة مرتفعة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، حيث تزايد الإقبال على أقسام بيع القرطاسية والحقائب المدرسية، لذلك قامت العديد من المراكز بالإعلان عن التخفيضات المناسبة، سعياً منها للتخفيف عن الأسر، وطمعاً في استقطاب المزيد من الزبائن، في ظل المناسبة، التي تشهدها الأسواق منذ شهور تقريباً، نظراً لتعاقب المواسم المختلفة، والتي يزداد خلالها الإقبال على التسوق، من نهاية العام الدراسي وبدء استعداد العديد من الأسر للسفر وبالتالي، يتطلب الأمر شراء الهدايا، مروراً بقدوم الشهر المبارك، والعيد إلى موسم العودة إلى المدارس، وما يصاحبه من ارتفاع معدلات التسوق مرة أخرى. باحث اجتماعي يدعو إلى توزيع الاحتياجات وتجنب التسوق غير الهادف أبوظبي (الاتحاد)- دعا الدكتور محمد أبوالسعود في بحث اجتماعي عن إنفاق الأسرة خلال المواسم المختلفة، إلى اتباع الأسر لنهج توزيع الاحتياجات، بداية من توقيت حصولها على الدخل الثابت حتى نهايته، علي أن تبدأ عملية الشراء من المراكز التجارية بطريقة محددة، من دون التجول العشوائي، والتعامل مع الأمر على أنه نزهة بين الأقسام المختلفة داخل المركز، ومد الأيادي إلى التقاط ما تحمله الأرفف من دون التفكير جدياً بمدى الحاجة إلى ذلك، خاصة عندما تصطحب الأسرة جميع أفرادها إلى مركز التسوق، وبالتالي تكثر الأيادي، ناصحاً بتحديد بعض الأوقات للتسوق، وعدم اصطحاب الأطفال، لأن طلباتهم لا تتوقف ويصعب التحكم فيها، أمام المغريات، التي تقدمها مراكز التسوق عبر طرق العرض المبهرة. وقال إن ربة الأسرة تلعب الدور الأهم في تحديد احتياجات البيت من السلع الغذائية، ووصفها بوزيرة مالية ناجحة في الشؤون الأسرية، حيث تجيد تحديد احتياجات بيتها أكثر من رب الأسرة، التي يأخذ ما يقع عليه نظره، في محاولة منه، لإرضاء زوجته وتوفير كل احتياجاته، مشيراً إلى أن بعض الزوجات تتبع أسلوباً مفيداً في هذا الاتجاه، بتدوين ورقة تحدد فيها طلباتها من السلع الغذائية، ويقوم الزوج بدوره، في شراء مادون له في الورقة، بعيداً عن عمليات الشراء العشوائي، التي تؤدي إلى زيادة الانفاق، وعدم الانتظام في الصرف. وبين الأخصائي النفسي، محمد سعيد أهمية مراجعة الأسرة للأمور المالية، وطرق الصرف، وألا تكرر زياراتها إلى مراكز التسوق من دون أسباب واضحة، حيث يصعب التحكم النفسي، في رغبات الشراء، أمام فنون الإعلان عن السلع، وما تقدمه من كلمات سحرية، لا ينتبه إليها الشخص، إلا بعد الشراء، حين يجد أنه خسر الكثير من ميزانيته الشهرية، منبهاً الى أن الكثير من الأسر، التي لا تحدد احتياجاتها، تتفاجأ في نهاية جولة بالأسواق أنها اشترت العديد من السلع غير التي تريدها.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©