الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوق العرصة صندوق من الكنوز التراثية في الشارقة

سوق العرصة صندوق من الكنوز التراثية في الشارقة
27 أغسطس 2012
موزة خميس (الشارقة) - يمكن تشبيه سوق العرصة بصندوق للكنوز، وهو يعد من أقدم الأسواق في الدولة، حيث كان يجتذب التجار من كل مناطق الدولة، خاصة أهل المنطقتين الوسطى والشرقية، وسمي بسوق العرصة؛ لأنه يقع بمحاذاة عرصة السوق، وهو مسمى للأرض التي تقع بين بيت النابودة متحف الشارقة للتراث، ومجلس النابودة، وكانت هذه الأرض موقعاً لإناخة الإبل، وللبيع بالمفرق والجملة والمقايضات. وللتعرف إلى السوق في تلك الحقبة من الأربعينيات والخمسينيات والستينيات، تقول مريم الشماّع إحدى اللواتي نشأن في المنطقة، إن «أصحاب المحال في سوق العرصة كانوا يشترون ويبيعون الخضراوات التي كانت نادرة في ذلك الزمان نظراً لبعد الأماكن الزراعية عن الشارقة، وكان هناك خبازون وصانعو كباب وبائعو معدات ومكائن الخياطة وصانعو الحلوى». وتضيف الشماع «السوق يضم 87 محلاً متنوعاً تعرض بضائع تبهر السياح ما بين المجوهرات والمصوغات الذهبية والفضية، وهناك التحف من نحاس والبلور وخزف وخشب، كما يمكن إيجاد الكثير من اللؤلؤ الطبيعي والعملات الحقيقة الأثرية والتراثية، إلى جانب الملابس والأعشاب الشعبية والكثير من التمور، ويوجد في وسط السوق مقهى شعبي يقدم المأكولات الشعبية والحلويات والشاي بالإضافة للقهوة والمرطبات». وتوضح «يوجد لسوق العرصة أبواب لحماية المحال من السطو وكانت تغلق في المساء في ذلك الزمن، ويجاور سوق العرصة بقية المحال التي شكلت سوقاً آخر مجاوراً يسمى السوق القديم وله أزقة، ولا يزال من تربوا ونشأوا هناك يعودون لزيارة تلك السكيك المرة تلو الأخرى لتنشق عبير الأهل والأجداد الذين مروا ذات يوم من هناك». وتشير الشماع إلى أنه كان في سوق العرصة نساء يفترشن الأرض لبيع بعض المنتجات البسيطة التي تصلح للنساء مثل البخور وخليط البضاعة المصنوع من المحلب والزعفرانة، بالإضافة إلى زيوت الشعر والأمشاط المصنوعة من الخشب أو العظم. من جهته، يقول عبدالعزيز المسلم، مدير إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام، والجهة المشرفة على سوق للعرصة «تقوم الإدارة بعمل معارض موسمية لإحياء وتنشيط التعريف التثقيف بخصوص المنطقة والسوق، وكخطوة متميزة قامت الإدارة باستحداث سوق الجمعة إحياء لسوق العرصة القديم، وذلك بتخصيص يوم الجمعة من كل شهر وعلى مدار السنة، ليكون سوقاً مفتوحاً يقام في الساحة وتعاد فيه نماذج البسطات وعرض البضائع المكشوفة رغبة في الترويج لهذه الأسواق، وجذب المرتادين من المواطنين وغيرهم من عرب وأجانب ولجلب الأفواج السياحية والزيارات الرسمية». ويضيف «أفواج السياح تأتي في الشهور التي يتحسن فيها الطقس للتجوال بين محال السوق، وخاصة أن معظم القطع التي تباع أصلية ولها تاريخ، ويمكن لهواة جمع التحف الحصول على بعض القطع الثمينة التي تم شراؤها من قبل التجار مثل المدافع والصناديق والبنادق». ويتابع «يمكن الحصول على العملات مثل الجنية الإنجليزي والعملات الفرنسية وغيرها من العملات الإسلامية، ويمكن إيجاد الجرار التي كان يخزن فيها العسل والأشربة، كما يمكن إيجاد الأحجار الكريمة التي يحملها السياح معهم كأغلى التذكارات الثمينة، ويأتي أيضا من يبحث عن أحجار كريمة لكن أثرية». ويلفت إلى أنه تم إقامة مجلس لكبار السن من أبناء المناطق القريبة من السوقـ وهم أحفاد أولئك الرجال الذين عملوا في السوق ورحلوا عن الدنيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©