كابول (وكالات) - ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أمس أن الحكومة الأفغانية وجهت الدعوة لشخصيات بارزة مرتبطة بحركة طالبان، لتقديم التوجيه والمساعدة في عملية الوساطة بين الحركة المسلحة والحكومة الأفغانية. وأمس الأول، صرح الموفد الأميركي مارك جروسمان بعد محادثات مع كرزاي في كابول أنه وجد “دعما قويا للسلام”.
وأشارت الصحيفة الأميركية البارزة إلى أن من بين الشخصيات التي تتردد بكثر على قصر الحكم في أفغانستان، عبد السلام ضعيف، سفير طالبان السابق لدى باكستان قبل الغزو الأميركي لأفغانستان، والمعتقل السابق في معسكر جوانتانامو، لإجراء محادثات مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي.
وذكرت أن قادة أفغانستان محبطون جراء عدم قدرتهم التواصل مع مفاوضي طالبان الذين دخلوا مباشرة في محادثات مع الولايات المتحدة، لكنهم وجدوا بديلا في المسلحين السابقين، كثير منهم مسجونون ثم أطلق سراحهم في وقت لاحق، والذين يعيشون على بعد أميال قليلة من بوابات القصر الرئاسي.
وقالت الصحيفة إن ضعيف، الذي يبدو أنه عازف عن إعادة إحياء نشاطه الدبلوماسي، يحاول إقناع الحكومة وأي شخص آخر يستمع أن طالبان جادة بشأن السلام إذا نفذت شروطا مسبقة.
وقال ضعيف في مقابلة إنهم “مستعدون لمناقشة السلام.. تلقوا رسالة من قياداتهم، وهم مستعدون”. وتعقد الحكومة الأفغانية اجتماعات مع أعضاء طالبان الذين تخلوا قبل سنوات عن قتال الحكومة وعقدوا صلحا معها، ومع الشخصيات البارزة السابقة في الحركة.
وأفادت الصحيفة أن الاجتماعات معظمها تتم بصورة غير رسمية وسرعان ما يؤكد مسؤولون أنها ليست بديلا عن المفاوضات مع دبلوماسي طالبان في قطر. وقال شيدا محمد العبدلي، نائب مستشار الأمن القومي الأفغاني، “نجري مباحثات حالية.. ونعتقد أن بعضا من هؤلاء الرجال أمثال ضعيف يتحدثون نيابة عن بعض الفصائل في الحركة.. لكننا لا نزال ننتظر ممثلين معينين رسميا”.
إلى ذلك، صرح الموفد الأميركي مارك جروسمان أمس الأول بعد محادثات مع كرزاي في كابول أنه وجد “دعما قويا للسلام”. وجاءت زيارة جروسمان بعدما أبدى متمردو طالبان عزمهم فتح مكتب سياسي في قطر قبل محادثات مع واشنطن حول إنهاء الحرب المستمرة في أفغانستان منذ عشرة أعوام.
وقال المسؤول الأميركي إنه يمكن بدء المحادثات في غضون أسابيع إذا وافق كرزاي. وقال جروسمان خلال مؤتمر صحفي إلى جانب نائب وزير الخارجية الأفغاني جواد لودين “بذلت جهود لفتح مكتب لطالبان في قطر من أجل المفاوضات”. وقال لودين إن الحكومة الأفغانية تدعم الخطة المتعلقة بفتح المكتب في قطر، مضيفا إن وفدا من الحكومة القطرية سيزور كابول قريبا. وقال جروسمان “من أجل إجراء مفاوضات مع طالبان، يتعين الحصول على تصريح واضح من حركة طالبان أفغانستان بنبذ العنف وقطع صلاتهم بالقاعدة”.
وكرر الموفد الأميركي أن بلاده لم تتخذ قرارا حول طلب طالبان الإفراج عن أعضاء من الحركة محتجزين في جوانتانامو. وقد أوفدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون جروسمان إلى كابول ليبحث مع كرزاي مسألة المكتب القطري، إذ تردد أن الرئيس الأفغاني أعرب عن مخاوف بشأن تهميشه بينما تجري المحادثات في قطر.
عدد اليوم
