الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تكامل» أفكار تترجم إلى خدمات وابتكار على أرض الواقع?

«تكامل» أفكار تترجم إلى خدمات وابتكار على أرض الواقع?
27 أغسطس 2012
أوضح أحمد سعيد الكليلي مدير عام لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا أن لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا تشكلت عام 2009، بهدف تشجيع ودعم وتنمية العلوم والتكنولوجيا والابتكار في إمارة أبوظبي، وجعلها جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث تقوم اللجنة بالتنسيق بين الأطراف المعنية من جهات حكومية وشركات خاصة ومؤسسات تعليمية وأكاديمية، سعياً إلى تجسيد رؤية أبوظبي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الرامية إلى بناء اقتصاد معرفي مُستدام ومتنوع يواكب مسيرة التنمية. ويشير الكليلي إلى أن برنامج تكامل هو أحد المبادرات التي تجسد رؤية وتطلعات لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا، ويعتبر أن الابتكار عملية متواصلة، ودورة متكاملة لا تعتمد فقط على إنشاء المعرفة، بل على تحويلها إلى شيء مفيد كمنتجات جديدة، أو خدمات أفضل، أو حتى عمليات أكثر كفاءة، ولهذا فإن إنشاء بيئة ابتكار متطورة في الإمارة يتطلب مساندة المواطنين والجامعات والشركات «الصغيرة والمتوسطة والكبيرة»، على تحقيق الإمكانيات الكاملة لأفكارهم المبتكرة. غدير عبد المجيد (العين) - أوضح أحمد سعيد الكليلي مدير عام لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا أن برنامج تكامل يركز على تيسير التكامل بين المراحل المختلفة للابتكار انطلاقاً من عملية توليد الأفكار وانتهاءً بالتطبيق العملي لهذه الأفكار من خلال منتجات وخدمات مبتكرة، وفي مرحلته الأولى، يهدف البرنامج إلى زيادة عدد براءات الاختراع الدولية الممنوحة للجهات القائمة في أبوظبي. وسوف يتم تحقيق هذا من خلال: تنظيم سلسلة من ورشات العمل لقطاع التعليم والشركات للتوعية بأهمية براءات الاختراع ، وتقديم الدعم القانوني والمالي لطلبات براءات الاختراع الدولية. وحدد الكليلي شروط برنامج تكامل ومعايير استحقاق الترشيح بقوله إن الترشيح للبرنامج يكون إما لمؤسسة أكاديمية قائمة في أبوظبي، أو شركة قائمة في أبوظبي أو لمواطن إماراتي مقيم بأبوظبي، حيث يجب على إحدى هذه الجهات الثلاث أن تقدم استمارة تتضمن وصفاً عاماً للاختراع، وبعدها تقوم اللجنة بتقييم هذه الطلبات للتأكد من أهليتها واكتمالها، وقد تقوم بإجراء مقابلات شخصية مع المخترعين، وبعد أن تتم الموافقة على الطلب بالتواصل مع مقدم الطلب وإعلامه بالإجراءات التالية اللازمة لتسجيل اختراعه، حيث يغطي برنامج تكامل جزءاً من تكاليف الحصول على براءة اختراع أميركية تشتمل على تكاليف تحضير ملف التقديم وتكاليف التحكيم، ويتم تحديد مستوى الدعم استنادا إلى درجة ارتباط موضوع براءة الاختراع برؤية أبوظبي 2030، كما يجب على المرشح «الجهة المخترعة» أن تقوم باستكمال تقديم براءة الاختراع في خلال شهرين من الحصول على الموافقة على الطلب. ولفت الكليلي إلى أن عمر برنامج تكامل لا يزيد على أشهر قليلة، لكن النتائج الأولية مشجعة جداً، حيث إنه في عام 2011 دعم برنامج تكامل 13 من الأفكار المبتكرة في مجالات عدة تضم الصحة والطب، التقنيات النظيفة، النفط والغاز، تقنيات المعلومات والاتصالات، وأشباه الموصلات، ويتوقع هذا العام زيادة بنسبة من 50 إلى 60 بالمائة بعدد طلبات تسجيل براءات الاختراع التي ستحظى بدعم برنامج تكامل. التقنيات النظيفة وفي مجال التقنيات النظيفة تمكن فريق من كلية الهندسة الميكانيكية في جامعة من حصاد الأنابيب الكربونية النانوية من مخلفات الوقود الحيوي، ويتكون هذا الفريق من الدكتور يوسف حايك، والمهندسين الباحثين عبد الرحمن بن غباش، أحمد المرزوقي، حسن اليليلي، وعيسى المعلمي، حيث قال الدكتور الدكتور يوسف حايك عن التقنية التي توصلوا إليها في عالم الأنابيب الكربونية النانونية: منذ اكتشافها عام 1991 تستخدم أنابيب الكربون النانوية بفضل تمتعها بخصائص ميكانيكية وكهربائية وحرارية عالية، في صناعة العديد من المنتجات مثل أشباه الموصلات والأجهزة الإلكترونية ومواد التشحيم المستخدمة في الطائرات، لكن إنتاج أنابيب الكربون النانوية يعتمد على الكربون المنقى، وتنقية الكربون من المصادر الحالية عملية مكلفة تتطلّب كمية كبيرة من الطاقة وتتسبّب بالتلوّث البيئي وما قمنا به هو البحث عن مصادر أخرى لإنتاج أنابيب الكربون النانوية بحيث تكون صديقة للبيئة، ولا تحتاج إلى عملية تنقية مكلفة . ويتابع: لقد توصلنا إلى تطوير طريقة لتصنيع أنابيب الكربون النانوية من مورد وافر وذو كلفة منخفضة وصديق للبيئة، وذلك باستخدام الطحالب المجهرية، التي جعلت عملية الإنتاج والتنقية أقل كلفة وأكثر نظافة في آن واحد، والسبب في أنها أقل كلفة أن الطحالب المجهرية تتكاثر بشكل طبيعي مما يحد من الاعتماد على الكربون المنقى، وأكثر نظافة لأنه يمكن تصنيع أنابيب الكربون النانوية من دون إلحاق أي ضرر بالبيئة. وأوضح المهندس الباحث عبد الرحمن بن غباش أن استخدامات أنابيب الكربون النانوية عديدة، إذ يمكن الاستفادة منها في صناعة البطاريات والخلايا الشمسية والأجهزة الإلكترونية والتجهيزات الرياضية والملابس الواقية، وما إلى ذلك، نظراً لوفرة الطحالب المجهرية، مما يعني أن هذا الاكتشاف وفق عبد الرحمن سيغير مقاييس هذه الصناعة بشكل جذري. الصحة والطب واستكمل فريق آخر من جامعة الإمارات إجراءات تقديم الطلب لمكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو بصدد الحصول على براءة اختراع قريبة، ويعد اختراعه في مجال آخر، ألا وهو مجال الصحة والطب، حيث توصل فريق من جامعة الإمارات، إلى استخلاص مضادات حيوية من نوى التمور ويتكون هذا الفريق من أعضاء هيئة تدريس في كلية العلوم وكلية الزراعة والأغذية وهم الدكتور أحمد حسين والدكتور إبراهيم بلال والدكتور خالد الطرابلي، بالإضافة إلى الباحث طالب الماجستير سالم راشد. وتحدث الدكتور أحمد حسين عن المحرك الأساسي الذي وجهه وزملاؤه إلى اختراع مضاد حيوي للحيوانات من نوى التمور: إن الطلب على اللحوم العضوية كلحوم البقر والدجاج يرتفع بشكل مستمر على الصعيد العالمي، ونظراً لاحتمال إصابة المواشي والدواجن ببكتيريا كالاشريكية القولونيّة والسالمونيلا، فإنه غالباً ما تُضاف المضادات الحيوية إلى علفها، وذلك لحمايتها من الأمراض، لكن هذه المضادات الحيوية، بالرغم من فعالتيها في محاربة الأمراض التي تنقلها الأغذية، إلا أنها مصنعة من مكونات غير عضوية. ويضيف: من أجل حماية المواشي والدواجن من البكتيريا المؤذية دونما الاستعانة بمضادات حيوية غير عضوية وصلنا إلى حل يكمن في نتاج أرض الإمارات، وذلك باستعمال إحدى مواردنا الأكثر وفرةً ألا وهي التمور، حيث اكتشفنا طريقة لتطوير مضاد حيوي و طبيعي يساعد على النمو، وفي الوقت نفسه يحارب البكتيريا المحمولة عن طريق الأغذية كالاشريكية القولونيّة والسالمونيلا، وتشمل الطريقة المتّبعة استخراج وتخمير نوع معيّن من السكر الموجود في نواة التمر وتحويله إلى مضاد حيوي طبيعي قويّ ، مما سيؤدي إلى استبدال المضادات الحيوية غير العضوية بمنتج متوفر في الامارات، وسيوفر عائدا ربحيا لمنتجي التمور المحليين ويجعل استهلاك الأغذية أكثر صحة وأماناً. ويشير الباحث سالم راشد الذي يعتبر هذا الاختراع مادة أطروحته للماجستير إلى أنه بعد إجراء مجموعة تجارب على نوى عدة أنواع من التمور تبين أنه لا يوجد تلك الفروقات الكثيرة التي فضلت نوعا عن آخر في نجاح عملية استخلاص المضاد الحيوي منها، ويبين سالم أنهم بصدد تسجيل براءة اختراع لمنتجهم الفريد من نوعه والذي سيخدم الإمارات ودول الخليج في المقام الأول بوصفها دول منتجة للتمور بكميات كبيرة، وذلك بالتعاون مع برنامج تكامل الذي تمثله لجنة أبو ظبي لتطوير التكنولوجيا. تقنية المعلومات ومن الاختراعات المميزة في مجال تقنيات المعلومات والاتصالات اختراعان، توصل إليهما فريقان مخترعان وعدة باحثين من مركز إيبتيك للأبحاث والابتكارات (EBTIC) الذي تم تأسيسه بالتعاون ما بين شركة اتصالات وشركة بريتش تيليكوم وجامعة خليفة، ويتعلق الاختراع الأول بتطوير شبكات مؤسسية فعالة، أما الثاني فهو عبارة عن تكنولوجيا متطورة تفيد في تحديد المواقع داخل المباني والمنشآت. وعن الاختراع الذي يعزز شبكات الخدمات المؤسسية، قال الدكتور باسم مجيد عن المشاكل التي نجح هو وزملاءه الدكتور زاوفنغ دو، والدكتور بهزاد بوردبار من شركة اتصالات وعدد من الباحثين من معهد ايبتك في التصدي لها وبالتالي خدمة شبكات المؤسسات: باتت المؤسسات تعتمد بشكل متزايد على الخدمات عبر الشبكة لتسيير أعمالها الحساسة، لكن الاستخدام المتزايد للخدمات كمحركات الشبكة والبريد الإلكتروني والاتصالات ووظائف أخرى عبر الشبكة أو المنظومة «السحابية»، يشكل عبئاً ويسبب أعطالاً أو تأخيراً في بعض المهام الحساسة، و للتصدي لهذه المشكلة، قمنا بتطوير وسيلة لرصد خدمات التغطية بدقة لتوقع الأداء المستقبلي وحجم عمل المعالج ، فكانت النتيجة أننا استطعنا الحدّ من الأعطال التي تطال الخدمات وتعزيز أداء شبكات الخدمات المؤسسية.?ولفت الدكتور باسم مجيد إلى أن لجنة أبو ظبي لتطوير التكنولوجيا قامت بتقديم الدعم اللازم لتسجيل المنظومة السحابية التي توصل إليها فريقه في مكتب براءات الاختراع في أميركا، بالإضافة إلى 6 اختراعات أخرى قاموا بها ودعمتهم اللجنة في حفظ حقوق ملكيتهم فيها أيضا، الأمر الذي يظهر جهود برنامج تكامل المنبثق عن لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا في تعزيز الإبداع والابتكار والسعي لرفع مكانة الإمارات عالمياً بزيادة عدد براءات الاختراع التي تسجلها في واحدة من أقوى دول العالم. تكنولوجيا متطورة أما الدكتور نايف السندي والدكتور جايمس أويا والدكتور كن بون هم ثلاثة مخترعين من معهد إيبتك، فتمكنوا من اختراع تكنولوجيا متطورة تفيد في تحديد المواقع داخل المباني والمنشآت وحول هذه التكنولوجيا، حيث يشير الدكتور نايف إلى أن تكنولوجيا نظام تحديد المواقع العالمي تستخدم بواسطة الأقمار الصناعية حاليا بنجاح كبير لتحديد مواقع الأجهزة اللاسلكية في الخارج عن طريق أنظمة الـGPS، وإن لهذه التكنولوجيا دقة معينة تفي بالغرض بالخارج، لكن في أغلب الأحيان تكون محدودة أو معدومة داخل المباني بسبب عدم وصول الإشارات اللاسلكية من الأقمار الصناعية إلى داخل المباني، لذلك فإنه يصعب تحديد المواقع بالدقة المطلوبة ،وهنا يأتي دور»تكنولجيا تحديد المواقع في داخل المباني والمنشآت» التي يمكن تطبيقها في كثير من المجالات اليومية منها تحديد موقع الأطفال في الحضانات، وتحديد المواقع بدقة داخل المجمعات التجارية الكبيرة والمطارات لمساعدة المستخدمين بالبحث عن متجر أو مطعم معين، وتحديد موقع رجال الإطفاء داخل المباني أثناء قيامهم بعمليات الإنقاذ، و تحديد مواقع الأدوات الطبية داخل المستشفيات، وغيرها. تحديد المواقع ويستطرد: نحن نعمل حالياً على اختراع وتطوير تكنولوجيا جديدة لتحديد المواقع داخل المباني عن طريق تقنية البصمة، وستستخدم تكنولوجيا تقنية البصمة لتحديد وتعقب المواقع داخل المباني في ورصد مكان مستخدم الهاتف المحمول أو الجهاز اللاسلكي بدقه كبيرة وإرشاده إلى الأماكن المطلوبة عن طريق استخدام البنية التحتية القائمة على الشبكة اللاسلكية مثل WiFi/ WLAN، وما يميز هذه القاعدة/ البنية التحتية أنها متواجدة ومنتشرة في معظم الأماكن في وقتنا الحاضر مثل المكاتب والمستشفيات والمؤسسات التعليمية ومراكز التسوق والمطارات مما يسهل تطبيق هذه التقنية في الكثير من مجالات الحياة اليومية. وأضاف، يجري المشروع الذي نعمل على تطويره على عدة مراحل: أولها مرحلة بناء قاعدة بيانات داخل مبنى في دولة الإمارات تشمل تجميع إشارات التردد الراديوي من نقاط الإرسال، أما المرحلة الثانية ستتضمن تحليل هذه البيانات وتطويرها إلى مرحلة تصل إلى اشتقاق معادلات تحدد مكان الأشخاص والمواقع بدقة عالية، وفي الثالثة سيتم بناء نموذج تجريبي للمنتج وتطويره، حتى المرحلة الأخيرة التي سيتم فيها بناء منتج نهائي جاهز لتسويقه، وقد انتهينا من المرحلة الأولى وقامت لجنة أبو ظبي لتطوير التكنولوجيا بدعمنا في تسجيل براءة اختراع لنا في فكرة التقنية التي توصلنا إليها الأمر الذي يجعلنا نكمل خطوات العمل اللاحقة ونحن مطمئنين على أن حقوق ملكيتنا لها محفوظة. وفي نهاية الحوار يتوجه المخترعين إلى لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا بالشكر الجزيل على ما قدمته وتقدمه لهم من دعم وتشجيع ويتمنون من المؤسسات الأخرى أن تحذو حذوها في دعم الإبداع والابتكار. اضاءة أشاد الدكتور يوسف حايك وفريق بحثه بالدعم الكبير الذي وجدوه من لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا لاختراعهم، ومساعدتهم على تسجيل الاختراع في الولايات المتحدة الأميركية وأن حفظ الحقوق والملكية الفكرية، وتسهيل إجراءات التسجيل وتحمل جزء كبير من التكاليف الباهظة الخاصة بذلك، فشعر الفريق بوجود دافع قوي لتواصل عمليات البحث والابتكار والتطوير، وأن أفكاره محمية ولن تسرق من جهة أو أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©