الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الفلامنجو» يمرح في أحضان الأراضي الرطبة في «الوثبة»

«الفلامنجو» يمرح في أحضان الأراضي الرطبة في «الوثبة»
27 أغسطس 2012
أبوظبي (الاتحاد) - تجسد حياة طائر الفلامنجو الكبير نموذجاً للتعايش بين أحضان الطبيعة والصناعة، خاصة بعد أن نجح في التكاثر مرة أخرى في محمية الوثبة للأراضي الرطبة في أبوظبي، حيث سجلت هيئة البيئة بأبوظبي أول عملية تكاثر ناجحة لطيور الفلامنجو في محمية الوثبة عام 1998. وذكرت الدكتورة شيخة سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بهيئة البيئة - أبوظبي، أنهم من خلال عملهم في إدارة هذه المناطق مثل محمية الوثبة، وغيرها من المناطق المحمية في الإمارة، أصبح من الواضح لديهم بشكل متزايد أن حماية هذه المناطق تضمن الحفاظ على المكونات البيئية، في ظل التنمية الاقتصادية التي تشهدها الدولة، ونتيجة لبرامج الحماية والرعاية. وأضافت الظاهري أن محمية الوثبة للأراضي الرطبة تبعد حوالي 45 دقيقة بالسيارة عن مدينة أبوظبي، وتأسست عام 1998 بتوجيه من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيرة إلى أن المحمية تديرها هيئة البيئة - أبوظبي، وتغطي المحمية مساحة إجمالية تقدر بحوالي 5 كيلو مترات مربعة، وتعتبر موطناً لأكثر من 250 نوعاً من أنواع الطيور التي تعتمد على البحيرة والمناطق الرطبة حولها للاستراحة أو التغذية أو التكاثر، كما توفر المحمية ملجأً آمناً لكثير من الأنواع الأخرى من الزواحف والثدييات الصغيرة والحشرات. ونالت المحمية اهتماماً عالمياً عندما شهدت أول محاولة ناجحة لتكاثر طيور الفلامنجو الكبير في عام 1999، في حين تم تسجيل مشاهدات عن محاولة لتكاثر الفلامنجو في عام 1993، إلا أنه لم تنجح بسبب تدخل الإنسان. ويذكر أن آخر عملية لتكاثر الفلامنجو الكبير في شبه الجزيرة العربية تعود إلى عام 1922، وتحتضن محمية الوثبة الآن أكثر من 2000 طائر فلامنجو، وصلت نسبة كبيرة منها إلى سن البلوغ والتكاثر، ويعد ذلك إنجازاً يحسب للدولة في مجال برامج الحماية. وذكرت الظاهري أنهم ضمن المراقبة الروتينية التي يقوم بها فريق مراقبة الطيور بالهيئة، تم تسجيل أعشاش في مواقع متعددة، إلا أن عملية التكاثر كانت في موقع واحد، وتم رصد تعشيش الطيور بمواقعها التقليدية التي تكاثرت فيها، في المرتين الماضيتين عامي 1998و1999، وتم رصد وجود أول بيضة لفراخ الفلامنجو خلال الأسبوع الأخير في شهر مايو الماضي، وسجلت أول ولادة لفرخ في 27 يونيو، ورصدت ولادة المزيد من الأفراخ في الأيام التالية، وقد شهد موسم تعشيش عام 2012 ولادة 17 فرخاً، وهو عدد مماثل لعدد الفراخ التي ولدت في عام 2011. وقالت إن نجاح تكاثر هذا الطائر في المحمية، لهو مؤشر على مدى ملائمة بيئة محمية الوثبة كمأوى لطيور الفلامنجو، وإن رصد نوعية المياه وروبيان الملح الأرتيميا، وهو الغذاء الأساسي والوحيد القابل للعيش والتكاثر في مياه البحيرة لطيور الفلامنجو، قد ساهم في تحسين إدارة المحمية ككل، مما وفر بيئة مناسبة لتكاثر طيور النحام بنجاح، وقد ساعد برنامجنا لرصد وتتبع طيور الفلامنجو والبيانات القيمة، التي تم جمعها على مدى السنوات القليلة الماضية، في رصد أنماطها في الهجرة والتكاثر وتحسين حماية بيئتها. وبينت أن نطاق انتشار طائر الفلامنجو يمتد من غرب حوض البحر الأبيض المتوسط،إلى سريلانكا في الشمال وحتى جنوب أفريقيا في الجنوب، ويزور هذا الطائر دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل منتظم، ويمكن رؤيته طوال العام في بحيرات المياه العذبة والمالحة للأراضي الرطبة، حتى أنه يوجد بالقرب من الأماكن السكنية والعامة مثل الطرق السريعة والضواحي والمناطق الصناعية والأحواض الملحية’ وأيضا بجوار برك الصرف الصحي. يعتبر طائر الفلامنجو الكبير أحد الأنواع الرئيسية التي تتكاثر بنجاح في محمية بحيرة الوثبة وبو السياييف وبحيرة الشهامة في إمارة أبوظبي، ويعشش الفلامنجو الكبير على الجزر أو في الموائل الساحلية ويضع بيضة واحدة، وتنفذ هيئة البيئة - أبوظبي برنامجا ناجحا لتعقب طيور الفلامنجو منذ عام 2005.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©