الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

باريس: الأسد مسؤول عن هجوم كيماوي ضخم ومنسق

باريس: الأسد مسؤول عن هجوم كيماوي ضخم ومنسق
3 سبتمبر 2013 08:54
أكدت الاستخبارات الفرنسية أمس أن القوات المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد هي التي نفذت هجوماً كيماوياً «ضخماً ومنسقاً»، بريف دمشق في 21 أغسطس المنصرم، وذلك في تقرير رفعت السرية عنه تضمن 5 نقاط، مشيرة إلى أن معلوماتها تتضمن صوراً بالأقمار الصناعية تظهر أن الهجمات شنت من مناطق تسيطر عليها الحكومة شرق وغرب دمشق مستهدفة مناطق تسيطر عليها المعارضة. في الأثناء، تواصلت الحملة الأميركية المكثفة التي أطلقتها إدارة الرئيس باراك أوباما لحث النواب المترددين في الكونجرس على دعم اللجوء للقوة ضد الأسد، بمشاركة من الرئيس نفسه، ووزيري الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هاجل إضافة إلى رئيس الأركان المشتركة مارتن ديمبسي، بينما يستعد كيري وهاجل لتنوير جلسة استماع برلمانية اليوم. بينما أعلنت الحكومة البريطانية على لسان وزير الدفاع فيليب هاموند أمس، أنه ليس وارداً دعوة مجلس العموم مجدداً للتصويت على تدخل عسكري محتمل في سوريا، إلا إذا «تغيرت الظروف بشكل كبير». وبدوره، أكد أمين عام حلف شمال الأطلسي «الناتو» أندرس فوج راسموسن أنه رأى «أدلة ملموسة» أقنعته بأن النظام السوري مسؤول عن الهجوم الكيماوي مطالباً برد «حازم» يبعث «إشارة إلى الحكام المستبدين». من ناحيته، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن توجيه ضربة عسكرية أميركية لسوريا قد «يؤجل لفترة طويلة إن لم يكن للأبد» عقد مؤتمر «جنيف-2» للسلام المقترح معتبراً أن المعلومات التي عرضتها واشنطن لتبرير عمل مماثل «ليست مقنعة إطلاقاً». وبالتوازي، أعربت بكين أمس، عن «قلقها الشديد» من احتمال تنفيذ «أعمال عسكرية بصورة فردية» تستهدف النظام السوري، وكررت التأكيد على أن «الحل السياسي» وحده يؤدي إلى إيجاد حل للأزمة المتفاقمة. بينما أكد الحكومة السعودية مجدداً أن «رفض النظام الأسد لكل المحاولات المخلصة والجادة وإصراره على ارتكاب المجازر المروعة ضد شعبه يتطلب موقفاً دولياً حازماً وجاداً لوقف تلك المآسي الإنسانية». وذكر تقرير المخابرات الفرنسية أن قوات الأسد قصفت مناطق الهجوم بعد ذلك لمحو الأدلة، مشدداً على أنه «بعكس الهجمات السابقة، التي استخدمت كميات صغيرة من الكيماويات ولم تكن تهدف إلى ترويع الناس، كان هذا الهجوم تكتيكياً واستهدف استعادة أراض». وأعلن رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك ايرولت أن نقاشاً برلمانياً بشأن سوريا سيجري غداً إلا أنه سيكون «دون تصويت» رافضاً بذلك طلبات فئة من المعارضة طالبت بإعطاء الكلمة للبرلمان قبل الموافقة على أي عمل عسكري في سوريا على غرار ما حصل في بريطانيا والولايات المتحدة. وأكد ايرولت أن القرار الأخير لرئيس الجمهورية ولن يؤخذ إلا بعد تشكيل ائتلاف دولي، الأمر الذي يواصل الأخير عمله في مجال الإقناع لتشكيل هذا الائتلاف بأسرع وقت ممكن، مؤكداً تصميم باريس على معاقبة نظام الرئيس بشار الأسد على استخدام أسلحة كيماوية وردعه برد قوي وصارم». وقالت الاستخبارات الفرنسية إن هجوم ريف دمشق أسفر عن «281 قتيلاً على الأقل». وذكر مصدر حكومي فرنسي إن هذا الهجوم كان «كبيراً، لقد رصدنا 281 وفاة على الأقل». وهذه الحصيلة أدنى بكثير من تلك التي أعلنتها الولايات المتحدة الجمعة الماضي، وفيها أن الهجوم أسفر عن مقتل 1429 شخصاً بينهم 426 طفلاً. وأوضح ايرولت أن «الهدف ليس إطاحة النظام ولا تحرير البلاد». وقال مصدر فرنسي إن التقرير المؤلف من 9 صفحات وأصدره جهازا المخابرات العسكرية والخارجية يتضمن 5 نقاط تشير إلى أن مقاتلي الأسد مسؤولون عن الهجوم. وللتقرير دور محوري في دعوة الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند إلى معاقبة الأسد بعمل عسكري على الهجوم الكيماوي الذي تردد وقوعه في مناطق تسيطر عليها المعارضة. وكان برلمان بريطانيا رفض الأسبوع الماضي مشاركتها في أي إجراء ضد سوريا وقرر الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يعتقد أيضاً أن قوات الأسد هي المسؤولة، طلب موافقة الكونجرس قبل شن أي هجوم. وتقول المخابرات إن أطباء الجيش الفرنسي تحققوا من صحة نحو 47 مقطعاً مصوراً تردد أن بعض الهواة التقطوها صباح يوم الهجوم وتظهر آثاره على المدنيين. وأشار المصدر إلى أن بعض الأدلة الفرنسية الأخرى كشفت عن تفاصيل ما يشتبه أنها هجمات كيماوية أخرى وقعت بسراقب وجوبر في أبريل الماضي، ويبدو الآن أنها أودت بحياة نحو 280 شخصاً. وكانت مصادر أخرى قالت إن عينات الدم والبول المستخدمة في إعداد تقرير المخابرات، أخذت بعد أن ألقت طائرات هليكوبتر حكومية سورية ذخائر على سراقب قرب مدينة إدلب الشمالية في 29 أبريل المنصرم. وفحصت فرنسا أيضاً عينات لما يشتبه أنه أسلحة كيماوية هربها مراسلون من صحيفة «لوموند» الفرنسية من حي جوبر قرب وسط دمشق منتصف أبريل الماضي، للتحقق من احتوائها على غاز السارين. وقال المصدر إن المخابرات تأكدت من وقوع هذين الهجومين. وقال ايرولت «سيجري الأربعاء نقاش دون تصويت لأنه مهما كانت الاحتمالات، فإن القرار الأخير لرئيس الجمهورية لن يؤخذ إلا بعد تشكيل ائتلاف» دولي، مضيفاً أن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند «يواصل عمله في مجال الإقناع لتشكيل هذا الائتلاف في أسرع وقت ممكن» لمعاقبة النظام السوري على استخدامه السلاح الكيماوي. والقرار الأميركي بإحالة مسألة التدخل العسكري في سوريا على التصويت إلى الكونجرس وضع أولاند في موقع حساس لترجمة التزامه برد حازم على النظام السوري بعد هجوم 21 أغسطس الكيماوي. ولن يجتمع الكونجرس الأميركي قبل 9 سبتمبر الحالي. وذكرت رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الفرنسي باتريسيا ادام «إذا رفض الكونغرس الأميركي التدخل، فإن فرنسا لن تقوم به». وإثر لقاء أمس استمر لأكثر من ساعتين مع ممثلي الكتل البرلمانية، اعتبر ايرولت أن «لا أحد ينكر حقيقة» الهجوم الكيماوي في 21 أغسطس المنصرم، ومسؤولية دمشق عنه. وأضاف ايرولت أن «فرنسا إذن عازمة على معاقبة استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي وردعه عن اللجوء إليه مجدداً عبر عمل حازم ومتناسب». وكرر أن الهدف ليس «إسقاط» نظام الأسد ولا «تحرير سوريا».
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©