الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مراتب الصحفيين ورواتبهم

27 أغسطس 2012
من المنتظر أن يبلغ دخل مارك طومسون في منصبه الجديد رئيساً تنفيذياً لشركة وصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، والمدير العام المُنتقل من شبكة “بي بي سي” البريطانية نحو ستة ملايين دولار أميركي في العام المقبل كراتب ومكافآت. هذا رقم خيالي ضخم بالنسبة لمعظم العاملين في الصحافة، ولاسيما في الصحافة العربية و”المراتب المهنية الأدنى”، حيث لا يزيد ما يتقاضاه عدد كبير من الصحفيين ما يعادل الحد الأدنى للفقر، لدرجة ارتفع فيها قبل فترة كثير من الأصوات، وفي أكثر من بلد استنكاراً لما يمكن اعتباره إهانة للصحفيين، والمطالبة بتصحيح ما يعتبر “وضعاً مُعيباً”. صحفيو الحد الأدنى للفقر لا يحق لهم طبعاً حتى الحلم بأن يصبحوا مثل طومسون، حتى لو أصبحت مؤسساتهم يوماً ما مثل “نيويورك تايمز” لأكثر من سبب وسبب. وبحسب ما نشر في “الجارديان” عن الاتفاق بين الصحيفة الأميركية ورئيسها الجديد، الذي سيترك عمله في لندن مديراً عاماً لشبكة “بي بي سي” ليباشر مهامه الجديدة في نوفمبر المقبل، سيتلقى طومسون ثلاثة ملايين دولار مكافأة “ترحيب ذهبي” يضاف إليها مليون دولار سنوياً كأساس راتب، ومليون آخر كمكافأة أخرى. وعلى امتداد 3 سنوات سيتلقى طومسون أيضاً ثلاثة ملايين دولار إضافية بدل حوافز، وتشجيعاً للبقاء في الشركة ومقابلة خططها المستقبلية. كما سيتلقى طومسون بدلات أخرى عديدة، منها تعويض رسوم انتقال بين ضفتي الأطلسي من سكنه الحالي في شمال اكسفورد إلى نيويورك. ومنها كذلك مبلغ احتياطي لتغطية أي رسوم قانونية أخرى. حالة طومسون هذه ليست فريدة. كما أن بعض الصحفيين لا يقلون أهمية وثمناً عن بعض نجوم الرياضة وعارضات الأزياء، علماً أن سلف طومسون في “نيويورك تايمز”، جانيت روبنسون، ستتلقى ما مقداره 24 مليون دولار تعويضاً عن “استقالتها المفاجئة” من منصبها. كما أن “نيويورك تايمز” ليست الوحيدة التي يتقاضى فيها الرؤساء التنفيذيون رواتب أساس باهظة. فالراتب السنوي لطومسون في “بي بي سي” كان يقل بنحو ثلاثين ألف دولار عما سيقبضه من “نيويورك تايمز”، بل إنه أقل بكثير (بنحو ثلاثمائة ألف دولار) مما كان يتقاضاه قبل عام 2010 في الشبكة نفسها قبل أن تقرر هذه الأخيرة خفض رواتب الموظفين الكبار ضمن خطة التقشف القاسية اعتباراً من العام. من حيث النتائج، يمكن القول إن طومسون لم يسكت في النهاية على ضيم خفض راتبه فاغتنم فرصة المكافأة الذهبية الكبرى التي ستقدمها الصحافة الأميركية له، وغادر “بي بي سي” إلى أفضل فرصة ومكافآت أكبر. أمثال طومسون لا خوف عليهم وفق قواعد السوق الغربية. ولعل أساس مشكلة كثير من الصحفيين أو الجمهور الأكبر منهم، وسبب انتهائهم مثلما يبدأون هو أنهم، وبدل أن يسعوا وراء مسيرة متميزة مهنياً، فإنهم يضطرون طوال حياتهم إلى الركض وراء لقمة عيش مرّة (كريمة)، خاصة عندما يعملون في ظروف منعزلة ومحيّدة تماماً عن قواعد العرض والإنتاج. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©