«الأبيض» يبتسم 4 مرات فقط مع كاتانيتش في 822 يوماً!

من 22 يونيو 2009، بداية التعاقد معه على رأس الجهاز الفني للمنتخب الأول لكرة القدم إلى 6 سبتمبر الحالي “أمس الأول”، تاريخ إقالته من تدريب “الأبيض” بعد مباراة لبنان أمس الأول، طوت الكرة الإماراتية “المرحلة السلوفينية” التي استمرت 822 يوماً، بقيادة ستريشكو كاتانيتش. وعلى الرغم من طول الفترة الزمنية، إلا أن هذا المدرب لم يترك أي أثر إيجابي يذكر في مسيرته مع منتخبنا، حيث كانت مرحلة سلبية لم تحقق خلالها كرتنا أي تقدم يذكر، بل على العكس شهدت تقهقراً واضحاً في الأداء والنتائج، حتى أن النهاية كانت بخسارة تاريخية على يد المنتخب اللبناني الذي لم يسبق له أن فاز على “الأبيض” من قبل. ومنح اتحاد الكرة الفرصة كاملة للمدرب كاتانيتش من أجل العمل، وتحقيق الأهداف التي تم رسمها منذ البداية، حيث دعمه رئيس الاتحاد محمد خلفان الرميثي، في الأوقات الصعبة، ووفر كل الظروف المواتية، إلا أن مسيرة العمل لم تكن موفقة، وخيبت توقعات الجميع، خاصة في آخر حدثين كبيرين، هما نهائيات أمم آسيا يناير الماضي، وتصفيات كأس العالم 2014. وقاد كاتانيتش “الأبيض” في كافة الاستحقاقات الخارجية المهمة، بداية من الجولتين الأخيرتين لتصفيات أمم آسيا، مروراً بـ”خليجي 20” باليمن والبطولة الآسيوية في قطر، إلى تصفيات كأس العالم. وخلال 4 استحقاقات كبرى، خاض منتخبنا الأول 13 مباراة رسمية لم يفز خلالها سوى في 4 لقاءات فقط، كانت أمام منتخبات ضعيفة مثل ماليزيا والهند والبحرين وأوزبكستان، بينما تكبد 5 هزائم أغلبها خلال المواجهات القوية، حيث عجز عن مقارعة المستويات المتطورة وخسر أمام السعودية “صفر- 1” في نصف كأس “خليجي 20” وأمام العراق “صفر- 1” وإيران “صفر- 3” في نهائيات كأس آسيا 2011، وأمام الكويت “2- 3”، وأمس الأول أمام لبنان “1- 3” في تصفيات كأس العالم 2014. 4 تعادلات رسمية وفي المقابل تعادل منتخبنا في أربع مباريات رسمية أمام العراق وعُمان دون أهداف في “خليجي 20” و(2- 2) أمام الهند في إياب الدور الثاني لتصفيات كأس العالم 2014. وأفضل نتائج كاتانيتش كانت في كأس الخليج، حيث تصدر مجموعته، لكنه سرعان ما ودع بعد التأهل إلى الدور الثاني. أما في بقية المنافسات، فكانت النتائج سلبية، ودون تطلعات مسؤولي الاتحاد والجماهير، بخسارته أمام العراق وإيران والتعادل أمام كوريا الشمالية، محتلاً المركز الأخير في المجموعة، وودع البطولة من “الباب الصغير”، دون أن يترك أي بصمة له في هذا الحدث القاري الكبير. الفشل الحقيقي وفي تصفيات كاس العالم كان الفشل الحقيقي لهذا المدرب الذي عجز بشكل واضح عن تحقيق أي تطور يذكر في المستوى والأداء والنتائج بل على العكس من ذلك ادخل كرة الإمارات في متاهة جديدة، بعد أن أعاد “الأبيض” إلى “دائرة الصفر”، بخسارة أول جولتين في تصفيات كأس العالم، وتضاؤل حظوظ المرور إلى الدور الأخير من التصفيات، مسجلاً تراجعاً كبيراً في مسيرة المنتخب من منطلق أن منتخبنا نجح تحت قيادة ميتسو في الوصول إلى المرحلة الأخيرة من تصفيات مونديال 2010. وعلى مستوى التجارب الودية التي خاضها المدرب كاتانيتش، وعلى الرغم من كثرتها بإقامة 14 مباراة دولية ودية مع منتخبات من مدارس كروية مختلفة، إلا أن النتائج لم تعكس حقيقة إمكانات منتخبنا، لأن الفوز جاء على منتخبات متوسطة المستوى مثل مالدوفيا والهند ولبنان وسوريا والأردن والكويت. بينما خسر “الأبيض” المواجهات الودية القوية أمام تشيلي وأنجولا والعراق والجزائر، مما يدل على أن الجهاز الفني لم يحقق التطور المطلوب، وبقي مستوى منتخبنا مثله مثل المنتخبات الضعيفة أو المتوسطة. وحتى خلال برنامج تصفيات كأس العالم 2014 لعب كاتانيتش أمام فرق أوروبية من رومانيا والنمسا في معسكره الخارجي، والتي لم تشكل اختباراً حقيقياً لجاهزية المنتخب، وكانت التجربة الوحيدة مع منتخبات أمام لبنان، في الوقت الذي لعبت فيه بقية المنتخبات الأخرى مواجهات قوية، نذكر من بينها منافسنا في المجموعة المنتخب الكويتي، والذي لعب مع كوريا الشمالية، خلال مرحلة التحضير للتصفيات. والملاحظ في مرحلة كاتانيتش أن منتخبنا لم يشهد نسقاً متصاعداً في مسيرة العمل والبناء، بل على العكس تراجع بشكل كبير في الفترة الأخيرة، حيث كانت البداية تبعث على التفاؤل بتراجع عدد الأهداف المسجلة في شباكنا، من خلال تصحيح الوضع الدفاعي، وبروز مجموعة من الوجوه الشابة في أكثر من مركز، إلا أن الوضع سرعان ما عاد إلى نقطة البداية، في بداية من نهائيات أمم آسيا، عندما أثبت المدرب عجزه عن تقديم الإضافة المرجوة في البطولات المهمة، فشهد مسار “الأبيض” انحداراً حادا في جميع الاتجاهات، وحتى عندما تم تجديد الثقة فيه من قبل اتحاد الكرة لإكمال المسيرة لم يؤكد جدارته بذلك، بناء على الأداء والنتائج المسجلة.