الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رياض معتوق: الخزف ذاكرة الحضارة

3 سبتمبر 2013 20:44
يعتبر الفنان رياض معتوق الخزف ذاكرة الحضارة، التي اختزنت بداخلها قصص الشعوب، حيث لامس حياة الناس اليومية منذ القدم فتجلت من خلاله إبداعاتهم وذوقهم الأصيل وحسهم المرهف. وقد نجح الخزف في توثيق الحضارة ونقل الموروث بأمانة من خلال جمعه ما بين الوظيفة والإبداع حيث نسج إلينا قصص الأولين بلغة بصرية رائعة. كانت بدايته مع الخزف لعام 1974 عندما التحق بمعهد الحرف والصناعات الشعبية في بغداد وكان حينها في المرحلة الإعدادية، وتدرب على يد الأساتذة سالم وتركي حسين، ثم التحق بكلية الفنون الجميلة في بغداد ودرس على يد عدد من الأساتذة المتخصصين في هذا المجال. ويرى معتوق أن الخزف فن خالد، وتكاد لا تخلو أي حضارة من الحضارات الإنسانية من ممارسته وليس مصادفة أن يتعلق الإنسان بهذا الفن ويطوره بدءا من أواني المائدة إلى الألواح الطينية التي يكتب عليها، إلى تزين دور العبادة ثم إلى فن مستقل يحاكي الفنون التشكلية الأخرى، مضيفا أن صناعة الخزف متصلة بحياة الإنسان اتصالا وثيقا منذ دب الإنسان على ظهر الأرض واحتاج إلى ما يمسك به طعامه وشرابه. ويشير إلى أن القيمة الفنية للخزف وما يرتبط بها من أساليب متعددة هي أحد العوامل المؤثرة في تطور هذا الفن، وفن الخزف من الفنون العريقة التي أسهمت وعلى مر العصور بالتطور والارتقاء بالمنتج الفني، فقد قدم الخزاف تجارب عديدة في خامة الطين عبر العصور المختلفة قديما وحديثا وهذه التجارب متنوعة إما أن تكون على الخامات المستخدمة أو معالجتها بطرق مبتكرة تضاف لمجال الخزف. ويضيف معتوق «كانت هناك تجارب أخرى في معالجة السطوح بالعديد من الزخارف والرسوم والنقوش المتنوعة وبأساليب وطرق مختلفة تعرف بالتقنيات الفنية، وهذه التقنيات لها دور كبير تضفيه من قيم فنية وجمالية للخزف». وعن لون الخزف الطبيعي وإدخال الألوان عليه، يقول معتوق «هذا حسب طبيعة التكوين الخزفي من الناحيتين الفنية والوظيفية فعندما يتم تشكيل نماذج ذات طابع فني يكون اللون ذا تأثير سلبي عليها لذا يتم في هذه الحالة عرضها بلونها الطبيعي كي لا تفقد قيمتها الفنية». ويرى معتوق أن جمالية العمل الخزفي في أي زمان ومكان ليست معزولة عن هدفها الوظيفي الأساسي التي صنعت من أجله. لذلك يجد أن الخزف أخذ حقه كاملا من الناحيتين الوظيفية والفنية بزيادة الحاجة إلى المنتجات الخزفية لسهولة تصنيعها ورخص كلفتها وجودة خواصها لذلك أصبحت شائعة الاستعمال لتشمل الأواني المنزلية وطابوق البناء والبلاط وأنابيب صرف المياه والصناعات الزجاجية والعوازل الكهربائية والطابوق الناري والصناعات الفخارية والخزفية. ويرى معتوق أن فنان الخزف في حوار مع ذاته من خلال استخدامه لمختلف الأساليب والمفردات التجريدية وتلونها بألوان زاهية كثيرا ما تشد المتلقي إليها حيث يصنع كتل هندسية يملأ جوفها الكثير من المعاني، كذلك تتسم أعمال الفنان الخزاف بزحمة الإحساسات التي تعكسها الشخصية من خلال تكوينات مجردة. ويضيف يمثل الخزف علاقة حميمة بين الإنسان والأرض وترجع حدودها إلى التاريخ البعيد للإنسان، فبحركة يدوية سحرية يقوم الخزاف بالتعبير عن إبداعه وابتكاراته، حيث توجد آثار لهذا النشاط في الحضارات التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©