اشترطت القيادة العسكرية الأوكرانية أمس التزام «هدنة تامة» بين قواتها والمتمردين الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا لتطبيق اتفاق السلام المرحلي القاضي بمنح المناطق الانفصالية سلطات أوسع وإقامة منطقة عازلة لتثبيت وقف إطلاق النار الهش الساري منذ يوم 5 سبتمبر الجاري، فيما شهدت موسكو أول تظاهرة لرافضي دور الكرملين في النزاع.
وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأوكراني أندريه ليسنكو لصحفيين في كييف بأن إقامة المنطقة العازلة المنزوعة السلاح غير ممكنة إلا إذا أصبح وقف اطلاق النار تاماً في المناطق الانفصالية.
وقال «إحدى النقاط الأساسية تتعلق بوقف إطلاق النار وبعد ذلك فقط تأتي النقاط الأخرى.
ما لم تنفذ هذه النقطة الاولى، لا نستطيع أن نتحدث عن النقاط التالية.
إذا كان هناك سحب للقوات فينبغي أن يتم بالتزامن مع انسحاب القوات الروسية».
واتهم أن الانفصاليين وجنودا روسا واصلوا استهداف مواقع القوات الأوكرانية قرب مينسك كبرى معاقل المتمردين.
وقال إن جنديين أوكرانيين قتلا وأصيب 8 آخرون بجروح خلال اليومين الماضيين.
وذكر أن الانفصاليين نفذوا هجوما آخر على مطار دونيتسك وقُتل 40 منهم عندما أطلقت القوات الحكومية النار دفاعا عن نفسها.
في المقابل، قال أحد قادة المتمردين في «جمهورية دونيتسك الشعبية» الانفصالية «منذ الفجر وبدء تطبيق وقف اطلاق النار، لاحظنا تراجعا لاستخدام الجيش الاوكراني قاذفات الصواريخ المتعددة الفوهات والمدفعية».
وأضاف «تراجع قصفها على أحياء المدينة القريبة من المطار، ودباباتهم ومدرعاتهم مخبأة في المرائب تحت الأرض».
وتابع «تلقينا أمراً بألا نطلق عليهم نيران الاسلحة الثقيلة.
لكن عندما يطلقون علينا النار، سنرد بالتأكيد.
ما ان يلاحظوا تحركا من جهتنا، يعمدون إلى اطلاق النار.
كل طرف يريد أن يثبت للآخر انه لا يزال هنا».
في غضون ذلك، ذكر مراسل لوكالة «فرانس برس» أن آلاف الاشخاص وبينهم شخصيات روسية معارضة تظاهروا في وسط موسكو في حين طالبوا بإحلال السلام في اوكرانيا ورفضوا الدور المنسوب إلى الكرملين في النزاع واتهموا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالكذب لنفي ذلك.
وأوضح أن بعضهم حمل الاعلام الروسية والاوكرانية ولافتات كتبوا عليها شعاري «لا للحرب في اوكرانيا» و«أوقفوا كذب بوتين».
وطالب منظمو التظاهرة بأن تكف السلطات الروسية عن سياستها «العدائية وغير المسؤولة» في اوكرانيا والتي تؤدي في رأيهم الى عزل روسيا وإثارة اضطرابات اقتصادية وتصاعد التوجهات الفاشية فيها.
وقال متظاهر جاء على كرسي متحرك للمشاركة في المسيرة أنا واثق بأن بوتين هو سبب الحرب.
أريد أن يكف بوتين عن التدخل في شؤون أوكرانيا».
وقال آخر «هذه الحرب جنون وجريمة ضد أوكرانيا وسكان دونباس (شرق أوكرانيا) والروس».
وقدرت الشرطة الروسية أن عدد المشاركين في التظاهرة الأولى من نوعها والتي تم تنظيمها تحت عنوان «مسيرة من اجل السلام»، بنحو 5 آلاف شخص.
لكن أحد المنظمين ذكر أن عددهم بلغ «عشرات الآلاف».
وقد أكد القائد الأعلى لقوات حلف شمال الاطلسي الجنرال (الاميركي) فيليب بريدلوف، مساء أمس الأول، أن قوات روسية ما زالت موجودة في شرق أوكرانيا.
وقال للصحفيين«إن عدد الجنود الروس داخل أوكرانيا قد تراجع كثيراً عن أعلى مستوياته قبل اكثر من اسبوع، إلا أن هذه القوات لم تعد إلى بلادها وما زالت مستعدة للتدخل عسكريا في أوكرانيا».
(عواصم - وكالات)
عدد اليوم
