هدوء اليابان وصخب العرب

عندما يفوز منتخب عربي نهلل ونطبل ونغني وتعلوا أصواتنا فوق كل شيء، نحتفل بطرق مشروعة وأخرى غير مشروعة، وكأننا بلغنا غاياتنا، نفرح لكل هدف وهذا مشروع، ونسعد بكل إنجاز وهذا طبيعي، إنما المبالغة في كل شيء هذا غير العادي، لماذا هم يتفاعلون مع الحدث بقدر حجمه ويكونون عقلانيين ومنطقيين يقومون بتصحيح أخطائهم وتجاوزها ولا يعودون اليها فيما نحن نبالغ؟، لماذا يحتفلون بالفوز بهدوء ومنطق ونحن نخرج للشوارع.. نفرح ونذمر ونتجاوز كل الأعراف والقوانين؟. في قطر والأردن واليابان واوزبكستان جاءت ردود الفعل متباينة ومختلفة، غضب الأردنيون والقطريون للخسارة، فيما كانت الفرحة الاوزبكية بادية على وجوه اللاعبين والجماهير لكنها تلاشت بسرعة استعداداً لموعد جديد وتحد جديد، فيما كان اليابانيون كحال الأوزبك يفكرون في مباراتهم القادمة، يحضرون ويجهزون ويستعدون بمنهج منطقي وعلمي بعيداً عن الحماس والفزعة التي تكون أحيانا كثيرة مفيدة لفرقنا، لكنها لا توصلنا لما نصبو إليه، حماسنا أخرجنا كعرب من البطولة الآسيوية وهدوؤهم رغم المطبات التي واجهوها أبقاهم يتنافسون في خط سيرهم نحو اللقب. سبعة من ثمانية منتخبات عربية ودعت “الدوحة 2011” في مشهد كنا نتمنى عدم حدوثه ولكن سوء الإعداد وأشياء أخري كثيرة عصفت بالمشاركات العربية، وودعت الدور الأول مبكراً منتخبات السعودية والكويت وسوريا والبحرين والإمارات وفي الطريق إلى الدور نصف النهائي سقط النشامى وأصحاب الأرض. خسارة النشامى أمس الأول كانت قاسية وكان بالإمكان أفضل مما كان ولكن اللاعبين دخلوا المباراة بثقة زائدة أسهمت في الخسارة الثقلية ورغم خروج الأردن الا ان القادم سيكون افضل بكثير لفرقة النشامى. وبالنسبة للمنتخب القطري فلقد خسرت البطولة فريقا قدم مستوى مميزا في الدور الأول وظهر لاعبوه بمهارات عالية استحقوا عليها الإشادة، صحيح ان اليابان استطاع تحقيق الفوز بأقل مجهود ولكن العنابي لم يقصر. البطولة خسرت الجماهير بخروج قطر من الدور ربع النهائي للمونديال الآسيوي. almla3eb@yahoo.com