لم تعد فكرة الساعة الذكية والهدف منها تخفى على الكثير من المستخدمين للهواتف والكمبيوترات اللوحية اليوم، فهذه الساعات التي تمتاز بالذكاء الصناعي لن تغني المستخدمين عند طرحها في الأسواق عن الهواتف المتحركة الذكية، بل ستأتيهم بطرق ووسائل جديدة ومختلفة ومبتكرة من الراحة والسهولة في التعامل مع اتصالاتهم ورسائلهم النصية الواردة على هواتفهم الذكية، وستكون بمثابة حلقة الوصل بين الهاتف والمستخدم، يحصل من خلالها على أغلب التنبيهات والإشعارات الواردة على هاتفه، ويتمكن من متابعة التعليقات على أشهر مواقع التواصل الاجتماعي، وغير ذلك الكثير من الأمور.
الكثير من الشركات العالمية تنوي، وخلال الأيام والأشهر القليلة المقبلة، الكشف عن آخر وأحدث ما توصلت إليه في عالم الساعات الذكية، حيث يترقب الآلاف من عشاق الشركة الكورية اليوم، المؤتمر الخاص الذي ستعقده شركة سامسونج في العاصمة الألمانية برلين، والذي ستكشف فيه الشركة عن الكثير من المنتجات الذكية المرتقبة التي ينتظرها بشوق الكثير منهم، وعلى رأس هذه المنتجات هي ساعة الشركة الذكية الأولى على مستوى العالم «سامسونج جير».
الساعات الذكية
بمجرد الحديث عن الساعات الذكية، فإن ساعة أبل الذكية «آي واتش» هي أول ساعة من المؤكد أنها ستخطر على بال الكثير من المستخدمين، وذلك لكثرة الشائعات التي تحدثت عنها وعن الميزات والمواصفات التي ستأتي بها، إلا أن هذه الشائعات تحولت وتوجهت ومنذ أسابيع قليلة إلى بعض الشركات العالمية الأخرى التي بدأت بالتفكير في إنتاج ساعات ذكية على غرار ساعة أبل، وعلى رأسها جميعاً الكورية «سامسونج».
واليوم دخلت شركات جديدة في مضمار هذه الشائعات التي تحدثت عن عزمها إنتاج ساعات ذكية في القريب العاجل، مثل شركة موتورولا الأميركية التي تمتلكها شركة جوجل، بالإضافة إلى شركة مايكروسوفت، عدا عن اليابانية «سوني» والكورية «إل جي»، والتي تنوي كلٌ منها إنتاج ساعة ذكية خاصة بها، لها من المؤكد ما يميزها عن غيرها من المواصفات والتقنيات المختلفة.
«سامسونج جير»
قبل أيام قليلة نشر موقع VentureBeat العديد من الصور، التي أكد أنها خاصة بساعة سامسونج الذكية التي يتوقع أن يتم الكشف عنها اليوم خلال مؤتمر الشركة الذي يسبق انطلاق مؤتمر IFA التكنولوجي في العاصمة الألمانية برلين.
حيث أشار الموقع الإلكتروني أن هذه الصورة التي تم نشرها هي صورة إحدى ساعات سامسونج التجريبية، التي تم إرسالها مؤخراً لبعض المطورين والشركاء لإجراء الاختبارات والفحوص اللازمة عليها، وأكد الموقع أن شكل الساعة التي جاءت بشكل مربع وبزوايا منحنية ليس هو الشكل النهائي لها، إلا أنه قد يكون قريباً جداً من التصميم النهائي للساعة، مما يفسر إلغاء الشركة الكورية فكرة الزجاج المنحني في ساعتها الجديدة، التي تناقلتها الشائعات قبل أيام قليلة.
وبحسب الموقع فإن شاشة الساعة الجديدة ستأتي مصنعة من النوع العضوي «OLED»، بمعنى أنها ستمتاز بحفظها للطاقة وعدم ارتفاع حرارتها، بالإضافة إلى وضوحها الفائق وسطوعها العالي. وستأتي الشاشة بقياس 3 إنش، وللمقارنة جاءت شاشة النسخة الأولى من آي فون بحجم 3,5 إنش، مما يعني أن حجم ساعة سامسونج لن يكون صغيراً، مما سيسهل على المستخدمين قراءة التنبيهات والإشعارات ومتابعة التعليقات المختلفة.
وأشار الموقع إلى أن الساعة ستأتي باللونين الأخضر الغامق والأسواق، وستتمكن من الاتصال والتزامن مع الأجهزة الذكية كافة التي تنتجها الشركة الكورية من فئة «إس»، وذلك عبر تقنية البلوتوث. كما أكد المصدر أن الساعة الجديدة ستكون قادرة على الاتصال بأغلب الهواتف الذكية التي تنتجها الشركات العالمية الأخرى، بشرط أن تعمل بنظام التشغيل أندرويد من «جوجل». كما أكد أن «سامسونج جير» تتميز بتقنيات الاتصال بالإنترنت عبر «الواي فاي»، وستقوم بالكثير من المهام التقليدية الرئيسية المهمة للمستخدمين حتى لو لم تكن متصلة بالهاتف.
ستأتي الساعة كما أشار الموقع بكاميرا بوضوح يصل إلى 4 ميجابكسل، كما ستزود بسماعتين، بالإضافة إلى احتوائها على باقة البرامج الحصرية من «سامسونج» مثل تقنيات الأوامر الصوتية وبعض التطبيقات الخاصة بالرياضية والتمرينات الصحية، عدا عن مجموعة من التطبيقات الأساسية التي ستأتي مثبته في الساعة من المصنع، وعلى رأسها تطبيق فيسبوك وتويتر، وغيرها الكثير من التطبيقات والبرامج المتوافقة مع نظام التشغيل أندرويد، والتي تتوافر في الهواتف والأجهزة اللوحية التي تعمل به.
ساعة موتورولا
إلى ذلك، تتواصل الشائعات الحديث عن ساعة جوجل الذكية المرتقبة التي ستطرحها إحدى الشركات التابعة لها «موتورولا»، والتي حصلت مؤخراً على موافقة مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأميركية لساعة ذكية تعمل باللمس، مزودة بنظام ذكي للتبع، وتأتي مزودة بالكثير من التقنيات والتكنولوجيا الخاصة التي تمكنها من العمل كمحطة أرصاد جوية صغيرة في أيدي مستخدميها.
حيث أكدت موتورولا الأميركية مؤخراً أن ساعتها الذكية الجديدة ستأتي مزودة بنظام التتبع الذكي والمبتكر «Gaze Detection»، الذي يمكن بحسب الشركة الساعة من تتبع حركة عين المستخدم بمجرد النظر إليها، ولعل نظام مراقبة العين وتتبعها من «سامسونج»، والذي قامت بتزويد بعض أجهزتها الذكية به، هو فكرة النظام نفسها الذي ستأتي به شركة موتورولا في ساعتها الذكية، مع اختلاف الوظيفية في كلا النظامين.
كما أشارت موتورولا أنها ستزود ساعتها الذكية بنظام عرض خاص، يجعل رؤية شاشة الساعة ومتابعة ما عليها أمراً غاية في السهولة، حتى عند النظر إليها من أصعب الزوايا وأكثرها ميلاً. وأظهرت براءة الاختراع التي كشفت عنها الشركة الأميركية، أن ساعتها ستحتوي على الكثير من «المجسات» التي ستمكن مرتديها ومستخدميها من متابعة حالاتهم الصحية ومراقبتها خلال ممارسة الرياضة.
ساعة كاسيو
لم تشكل تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة كاسيو اليابانية في ما يتعلق بالساعات الذكية، وذلك لصحيفة النيويورك تايمز مؤخراً، مفاجأة للكثير من المهتمين والمتابعين لأخبار هذه الشركة العالمية المتخصصة في صناعة الساعات الرياضية التي تتميز بمواصفاتها وقدراتها المختلفة.
حيث باتت الشركة اليابانية الشهيرة «كاسيو» مستعدة لمنافسة كبريات الشركات العالمية في صناعة الساعات الذكية، خصوصاً منافستها من الجنسية «سوني»نفسها، حيث أشار الرئيس التنفيذي لشركة كاسيو (كازو كاشيو) في رسالة واضحة بأنها موجهة إلى العملاق سوني: «نحن مستعدون» وأضاف: «فجأة اكتشف الجميع المعصم» في إشارة على التنافس العالمي الشرس في مجال صناعة الساعات الذكية، خاصة من الشركات التي دخلت مؤخراً في مجال تصنيعها، وهي إشارة واضحة إلى الشركات العالمية التي لم يسبق لها أن طرحت ساعات أو تعاملت معها، وتنوي اليوم طرح ساعات ذكية.
تنافس عالمي
هنالك اليوم العديد من أسماء الشركات العالمية التي باتت شبه مستعدة لطرح ساعاتها الذكية، سواء كان نسخاً جديدة ومطورة أو نسخاً أولية حديثة وذكية، وفي حي سيشهد العالم اليوم، وخلال ساعات قليلة ولادة ساعة سامسونج جير الذكية، سيترقب الملايين من المستخدمين والمنتظرين لهذه الساعات وما تأتيهم به من تقنيات وابتكارات جديدة، من ساعة أبل الذكية «آي واتش»، وساعات موتورولا من جوجل، وإل جي و كاسيو وسوني ومايكروسوفت التي يتوقع أن تبدأ هذه الشركات العالمية بالكشف عنها، وعن مواصفاتها تباعاً، بعد أن تكشف «سامسونج» النقاب عن ساعتها اليوم.
استخدام التكنولوجيا
تعتبر شركة سوني اليابانية، وعلى غرار شركة موتورولا الأميركية، من الشركات العالمية السباقة في عالم الساعات الذكية «على الرغم من عدم شهرتها واتساع رقعتها»، ففي حين تعتبر الساعة الذكية لكلٍ من «أبل» و«سامسونج» بمثابة التجربة الأولى لهما، فهي تعتبر بمثابة التجربة الثانية لكلٍ من «سوني» و«موتورولا». إلى ذلك تنوي الكثير من الشركات العالمية الدخول في هذا السوق الجديد تماماً، في محاولة صريحة وواضحة منها لكسب الجزء الأكبر من المستخدمين والزبائن الذين يرغبون في تجربة هذه الساعات والتعامل معها، مما يمهد المجال ويفتح جميع الأبواب المغلقة أمام التكنولوجيا التي طالما كان المستخدم قريباً منها وينتظر اللحظة التي يستخدم فيها التقنيات والأجهزة الذكية على وحول جسده.
عدد اليوم
