الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ساركوزي.. أيعود للمشهد السياسي الفرنسي؟

22 سبتمبر 2014 00:35
جيريجوري فيسكوزي وهيلين فوكيه باريس قال الرئيس الفرنسي السابق نيكولاس ساركوزي، البالغ من العمر 59 عاما، والذي تعهد من قبل باعتزال السياسة بعد هزيمته في مايو 2012 أمام الاشتراكي فرانسوا أولاند، على حسابه الخاص بشبكتي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، إنه سيترشح لرئاسة حزبه اليميني «الاتحاد من أجل حركة شعبية»، استعداداً لترشحه لخوض السباق الرئاسي عام 2017. وكتب «ساركوزي» على «فيسبوك» أنه بعد تفكير طويل قرر أن يقدم للفرنسيين خياراً سياسياً جديداً، لأن بقاءه متفرجاً على الوضع الذي تمر به فرنسا سيكون شكلاً من أشكال الإهمال. وقال ساركوزي: «أنا مرشح لكي أكون رئيساً لعائلتي السياسية»، أي حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» المحافظ، منهياً بذلك تكهنات تواترت لأشهر حول احتمال عودته إلى الساحة السياسية. وتمثل عودة ساركوزي الرسمية إلى الساحة السياسية عقبة أخرى أمام أولاند، 60 عاماً، والذي يعد بالفعل الرئيس الفرنسي الأقل شعبية على مدار نصف قرن. وتظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين الفرنسيين لا يريدون ترشيح «أولاند» للرئاسة مرة أخرى، وأن الفرص أمامه ضئيلة حال ترشحه. فقد أحرز الاقتصاد الفرنسي نمواً ضعيفاً خلال العامين الماضيين منذ توليه الرئاسة، في حين أن عدد العاطلين ارتفع ليسجل 3.4 مليون عاطل مقابل 2.9 مليون عند توليه منصبه. ومن ناحية أخرى، فإن «ساركوزي» لم يترك حقاً المشهد السياسي خلال الـ 28 شهراً التي أعقبت هزيمته. فقد أدلى بتعليقات تنتقد منافسه، وكتب مقالات للرأي، وأجرى بعد المقابلات، وتحدث خلال مؤتمرات عقدت حول العالم وظهر مع بعض قادة الدول مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وكانت عودة «ساركوزي» إلى الحياة السياسية متوقعة، خاصة بعد صدور عدة تقارير في الصحافة الفرنسية خلال الأسابيع الأخيرة. بينما سُئل «أولاند؛ عن هذا الأمر خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الخميس الماضي، حيث قال «هؤلاء الذين حكموا البلاد بالأمس وما قبله من حقهم التطلع إلى الحكم غدا وبعد غد». أما رئيس الوزراء «مانويل فالس»، فقد كان أقل دبلوماسية، حيث ذكر للصحفيين في مطلع هذا الأسبوع «إنها حملة دعائية خطيرة ومنظمة. إنها إثارة زائفة وقد يكون لها مردود عكسي». وتظهر استطلاعات الرأي أن ساركوزي سيهزم أولاند بسهولة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ولكن ليس بفارق كبير مثلما هو الحال مع رئيس الوزراء الفرنسي السابق آلان جوبيه، الذي يبلغ من العمر 69 عاماً، والذي يترشح كذلك لرئاسة حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية». وتظهر استطلاعات الرأي انخفاض شعبية أولاند إلى أدنى مستوياتها - حيث حصل الرئيس في استطلاع أجري مؤخرا على نسبة تأييد 13 في المائة - لدرجة أن المنافس الأكثر احتمالاً لساركوزي في الجولة الثانية سيكون السياسية ماريان لوبان المناهضة للاتحاد الأوروبي. وفي حين أن استطلاعات الرأي تظهر إمكانية تفوق ساركوزي على لوبان، إلا أن جوبيه سيتمكن من تحقيق ذلك بسهولة أكبر. وقد أدى خروج ساركوز من المشهد إلى نشوب معركة مثيرة للانقسام بداخل حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية»، الذي يتعهد ساركوزي اليوم برأب الصدع به. ووسط اتهامات مضادة بتزوير أصوات الناخبين، زعم كل من رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيلون، وجان فرانسوا كوبيه أنهما قد فازا برئاسة الحزب في الاقتراع الذي أجري في شهر نوفمبر من عام 2012، لتحدث بذلك مواجهة لم تُحل إلا بتكليف مجموعة للبت فيها تضم كبار ساسة الحزب. وقال ساركوزي: «أقترح تحويل (الحزب) من القمة إلى أسفل، من أجل إنشاء قاعدة خلال ثلاثة أشهر لتجمع سياسي واسع قادر على التحدث إلى جميع الفرنسيين وتجاوز الانقسامات التقليدية التي لم تعد تستجيب لأي واقع». ومن ناحية أخرى، فإن عودة ساركوزي إلى الساحة السياسية تواجه عقبات قانونية. ففي شهر يوليو، كان ساركوزي أول رئيس فرنسي سابق يوضع رهن الحجز التحفظي في قضية تتعلق بمزاعم مفادها أن بعض القضاة كانوا يطلعونه على مجريات الأمور في بعض القضايا. كما يحقق القضاة في باريس في ما إذا كانت حملة «ساركوزي» قد حصلت على تمويل سياسي غير قانوني من الزعيم الليبي السابق «معمر القذافي»؛ والمبالغة في فرض الرسوم والمخالفات المالية خلال حملته في عام 2012. هذا إلى جانب دوره في قرار وزيرة المالية السابقة «كريستين لاجارد» فيما يتعلق بتسوية التحكيم مع رجل الأعمال الفرنسي «برنار تابي». وقد تمت تبرئة «ساركوزي» من التمويل السياسي غير القانوني المزعوم من قبل وريثة شركة لوريال «ليليان بيتنكورت». كما تم استخدام التنصت على المكالمات الهاتفية في قضية «القذافي» والذي أدى إلى التحقيق في استغلال النفوذ. ومن جانبه، نفى «ساركوزي» ارتكابه لأية مخالفات في جميع القضايا ووصف مزاعم «القذافي» بأنها «سخيفة». وعلى الجانب الآخر، أشارت زوجة «ساركوزي» إيطالية المولد «كارلا بروني ساركوزي» إلى عودته إلى الحياة السياسية في شهر أبريل الماضي. وأضافت «كامرأة لا أؤيد ترشحه، ولكن كمواطنة أؤيده. فأنا أريده أن يكون سعيداً ولكني أهتم بمصلحة بلادي». وينظر مؤيدو ساركوزي إليه، وهو الشخصية المثيرة للانقسام، على أنه السياسي الوحيد القادر على حشد الدعم لحزب »الاتحاد من أجل حركة شعبية«، الذي يمثل »يمين الوسط» وضمان فوزه في انتخابات عام 2017. ولا يزال أمام ساركوزي تخطي سلسلة من القضايا والعقبات القانونية التي قد تعيق عودته إلى الحياة السياسية . ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©