الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجازر جديدة في ضواحي دمشق

27 أغسطس 2012
أفاد نشطاء من المعارضة السورية بأن الجيش السوري قتل 200 شخص على الأقل في إحدى ضواحي دمشق يوم السبت، وهو هجوم يندرج على ما يبدو في إطار حملة وحشية بدأت خلال الأيام الأخيرة وتهدف إلى اجتثاث المقاتلين المتمردين وأنصارهم في المناطق المحيطة بالعاصمة. وقد أسفر أيضاً الهجوم في داريا، التي تقع على بعد نحو ستة كيلومترات إلى الجنوب الغربي من دمشق، عن مقتل أربعة أطفال على الأقل، حسب بعض النشطاء الذين قالوا إن نحو 122 ضحية تعرضت لإطلاق النار عن كثب على ما يبدو. وفي هذا الإطار، قال أبو كنعان، وهو ناشط من داريا، في حوار معه عبر "سكايب": "إن الكثير من الضحايا كانوا مقيدي الأيدي وتم إطلاق النار عليهم وهم مسندون إلى الجدران... ونستطيع أن نقول انطلاقاً من الجثث التي لدينا إنهم تعرضوا لعملية إعدام جماعية". وهذه التقارير الإخبارية حول أعمال القتل أتت في وقت غادر فيه رئيس فريق المراقبين الدوليين التابعين للأمم المتحدة في سوريا، الليفتانت جنرال بابكر غاي، البلاد، منهياً بذلك مهمة بدأت في شهر أبريل الماضي وواجهت الكثير من الصعاب والتحديات. يشار هنا إلى أن فريق المراقبين لم ينفذ سوى عمليات صغيرة ومحدودة منذ شهر يونيو الماضي بسبب تفشي العنف، ولأنه تعرض لهجوم مرة واحدة على الأقل. ومن الجدير بالذكر في هذا الإطار أن الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" قام في وقت سابق من هذا الشهر بتعيين الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي مبعوثاً خاصاً جديداً إلى سوريا، حيث سيتولى هذا الأخير مسؤولية التوسط بين طرفي النزاع وإنهاء الصراع -ولكنه احتمال بات يبدو مستبعداً على نحو متزايد في وقت أخذ المتحاربون يكثفون فيه هجماتهم، ويزداد فيه الخلاف حدة بين داعميهم الدوليين. ويقدر نشطاء المعارضة أن نحو 300 شخص قد يكونون قُتلوا على يد الجيش السوري في داريا، القريبة من مطار المزة العسكري، خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط، مشيرين إلى أن الهجمات على ضواحي دمشق قد تصاعدت على ما يبدو منذ أن شرع المقاتلون الثوار في التجرد من السلاح والانسحاب من المنطقة من أجل حماية المدنيين. ويبدو أن الجنود دخلوا الضواحي وعمدوا إلى قتل الناس على نحو ممنهج يوم السبت الماضي. وفي هذا الإطار، يُظهر شريط فيديو نشر على الإنترنت صفوفاً من الجثث، التي يبدو أن معظمها لرجال، ملفوفة في بطانيات ملونة داخل مسجد أبو سليمان الداراني. وكان الشخص الذي يقوم بالتصوير يهتف "الله أكبر" أثناء تنقله في القاعة. كما تُظهر مقاطع الفيديو التي صورت هجوم القوات الحكومية خلال الأيام الأخيرة عدداً من القذائف وهي تضرب مباني وتثير أعمدة ضخمة من الغبار، إلى جانب صور لصفوف من الجثث المتفحمة المصطفة في مقبرة. وعلى رغم أن داريا كانت من أكثر المناطق تضرراً من القتال في البلاد يوم السبت، إلا أنها كانت واحدة فقط من قرابة ست بلدات قام فيها الجيش السوري بعمليات عسكرية. وفي هذا الإطار، أفادت شبكة "لجان التنسيق الشعبية" بأن عدداً من أحياء العاصمة التجارية للبلاد، حلب، الواقعة في الشمال، قد تعرضت لقصف جوي، كما تعرضت درعا، الواقعة في الجنوب، للقصف أيضاً. وتقدر "اللجان" أن حصيلة قتلى ذلك اليوم بلغت 330 -وهو واحد من أكبر أعداد القتلى الذي يسجل في يوم واحد منذ بداية النزاع في مارس 2011. وعلى صعيد آخر، تم يوم السبت إطلاق سراح حسين علي عمر، وهو واحد من اللبنانيين الأحد عشر الذين كانوا قد اختُطفوا في سوريا في طريق عودتهم إلى بلدهم بعد زيارة دينية إلى إيران أواخر شهر مايو الماضي، من قبل خاطفيه، ووصل إلى مطار بيروت على متن طائرة تركية خاصة. وكان اختطاف الزوار اللبنانيين، وهم من الشيعة، قد زاد من حدة التوتر الطائفي في لبنان، وذلك على اعتبار أن العديد من الشيعة يدعمون الحكومة السورية في حين أن العديد من السنة يدعمون المعارضة السورية. وفي حوار مع الصحفيين، قال علي عمر، ابن الرهينة المفرج عنه، إن والده أطلق سراحه بعد أن تفاوضت مجموعة من علماء المسلمين في لبنان مع الخاطفين حول تأمين الإفراج عنه. غير أنها كانت لحظة حلوة مُرة في آن واحد عندما فُصل عن زملائه الأسرى حيث قال: "لقد كان والدي سعيداً وحزيناً في الوقت نفسه... لأن أصدقاءه اعتقدوا أنه سيُعدم، ولم تتح له الفرصة ليخبرهم بأنه أفرج عنه". وفي تطور غير ذي صلة على ما يبدو، أعلن متحدث باسم عشيرة آل المقداد اللبنانية يوم السبت أن العشيرة ستقوم بالإفراج عن عدد من الرهائن السوريين. وكان آل المقداد، للتذكير، قد اختطفوا سوريين الأسبوع الماضي في محاولة لمقايضتهم بإطلاق سراح واحد من أبناء عشيرتهم تعرض للاختطاف في سوريا. باباك ديجانبيشه بيروت ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©