السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..مستقبل "الإخوان" السياسي

غدا في وجهات نظر..مستقبل "الإخوان" السياسي
3 سبتمبر 2013 21:29
مستقبل "الإخوان" السياسي يقول محمد خلفان الصوافي: استطلاعات الرأي جاءت لتؤيد ما يحدث على أرض الواقع، وهو أن تيارات الإسلام السياسي باتت سيئة السمعة، وأن أغلب أفراد المجتمع ينادون بعدم السماح بإعادتها إلى ممارسة العمل السياسي والمجتمعي، بل يطالبون بحظرها تماماً. والأكثر من تلك السمعة السيئة، أن الذين كانوا يتفاخرون بأنهم يؤيدون "الإخوان" يتنصلون منهم، سواء في الشكل أو المضمون، وصاروا يعتبرون وصف "الإخواني" تهمة مسيئة، بل يغضبون ويثورون إذا ذكرهم أحد بأنهم كانوا يوماً يدافعون عن "الإخوان". في السابق؛ أي قبل ما يسمى بـ"الربيع العربي"، كان بعض المثقفين ممن يرفضون أيديولوجية "الإخوان" السياسية يلاقون رفضاً من المجتمع وهجوماً من جانب "الإخوان" ومؤيديهم، وهؤلاء المثقفون اليوم محل عناية واهتمام يشبه أن يكون اعتذاراً من المجتمع لعدم استماعه إلى آرائهم الناقدة "للإخوان" في الماضي. فقد قدَّم "الإخوان" لأنفسهم صورة كريهة لم يكن بإمكان كل معارضيهم وناقديهم أن يقدموها، وتلك الصورة التي قدموها عن أنفسهم، ستساعد على القضاء عليهم أكثر من كل جهود الدول العربية التي حاولت إقناع الشعوب بخطر الجماعة على المجتمع. إن عاماً ونصف من صعود "الإخوان" وإحساسهم بنشوة السلطة قد عجل باندحارهم بطريقة لم يفكر فيها أكثر معارضيهم، بمن فيهم خبراء الأمن. وسَّهل ذلك فكرة هدم الجماعة ونزع صفة الوطنية عنها، حيث أصبحت كلمة "الإخوان" مرادفاً لـ"خيانة الوطن". ولم يكن هذا المكسب ليتحقق دون أن يتعاملوا مع المجتمع مباشرة ويعرفهم الناس حق المعرفة. وكانت النتيجة أن 78 في المئة من عينة الاستطلاع قالوا إن حكم الجماعة أسوأ حكم مر على مصر، وحمَّل 57 في المئة "الإخوان" مسؤولية العنف الذي تشهده مصر. كانت نتائج الاستطلاع مهمة من ناحية تأكيد الشعور المجتمعي الواسع بخطورة "الإخوان"، وأن وصولهم إلى السلطة كان فرصة لتغير إدراك الرأي العام لهم واكتشافه لنواياهم. ويبقى على "الإخوان" في كل مكان، وليس في مصر فقط، أن تجد هذه النتائج صداها لديهم. السياسة الأميركية... ومنطق «البُستاني الحذِر» يشير جوزيف ناي إلى أنه يجب أن يكون للمراهنات الكبيرة في السياسة الخارجية احتمال معقول للنجاح على الأقل. وتوصلت في بحثي في تاريخ أميركا في القرن العشرين إلى أن الرؤساء الذين أحدثوا تحولاً في السياسة الخارجية، والذين قاموا بمراهنات كبيرة لم يكونوا أفضل في الأخلاقيات، أو في الفاعلية. فقد راهن «ودرو ويلسون» مراهنة مكلفة وخاطئة على معاهدة فرساي التي ساعدت في العزلة الكارثية لثلاثينيات القرن الماضي. وريتشارد نيكسون الذي نجح في مراهنته على الانفتاح على الصين في عام 1971 راهن بشكل متزامن تقريباً، وإن يكن بشكل خاطئ على دمار نظام «بريتون وودز» النقدي، الذي ساعد على تدشين عقد من التضخم. وفي وقت أكثر قرباً، وقع بوش الابن في خطأ استراتيجي مكلف بغزوه العراق، وكان هذا في جانب منه أملاً في تحقيق الديمقراطية في الشرق الأوسط. ضربة موجعة لـ "الإخوان" لدى د. علي الطراح قناعة بأن حركة "الإخوان" المسلمين تلقت ضربة موجعة، وأثرها يتداعى ليس بمصر وإنما حتى في دول الجوار. واللافت للانتباه تصاعد حدة ردات الفعل في دول الخليج العربي وتحديداً الكويت. كانت الضربة المصرية قاتلة لحركة "الإخوان" بعمومها مما جعل الطرف الكويتي يحذر دول الخليج العربي في دعمها للحركة التصحيحية في مصر. لا أعتقد أن المواجهة أمنية مع أنصار أو رموز الحركة بقدر ما يجب إعادة بناء الوعي المجتمعي حول طبيعة الحركة السياسية الإسلامية "الإخوانية" التي كانت متورطة بمخطط كبير يتعدى الحدود الإقليمية المصرية. فالتحقيقات التي تجرى مع رموز الحركة في مصر وما كشفت عنه الوثائق، تؤكد ضلوع الحركة بمخطط كبير، وهذا ما نبهت له دولة الإمارات منذ البداية. 500 سنة في السلطة! يقول د. وحيد عبد المجيد: لم يكن الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري في حاجة لأن يقسِم عندما روى ما سمعه من بعض قادة جماعة «الإخوان» خلال إحدى المحاولات التي قام بها لنصحهم بإبداء مرونة لحل الأزمة التي تفاقمت قبل انتفاضة 30 يونيو، وهو أنهم سيحكمون لمدة خمسمائة سنة. فقد ظهر منذ نوفمبر الماضي أن جماعة «الإخوان» استخدمت الانتخابات سُلماً للصعود إلى السلطة، ثم أخفت هذا السلم الذي كان يسمح لأي طرف باستعماله وبدأت في صنع سلم آخر لا يستطيع أحد الصعود عليه غيرها. كان إصدار مرسي قراراً في 21 نوفمبر 2012 أسماه إعلاناً دستورياً، وما هو كذلك، بمثابة الضربة الرئيسية الأولى لعملية التحول الديمقراطي التي بدأت عقب التغيير الذي ترتب على انتفاضة 25 يناير 2011 وقاد إلى إجراء الانتخابات الرئاسية التي أُتيح له فيها الوصول إلى السلطة بفضل أصوات من أُطلق عليهم «عاصرو الليمون» الذين لم يقترعوا لمصلحته تفضيلاً له أو لجماعته بل اعتراضاً على منافسه الفريق أحمد شفيق. كان ذلك الإعلان بداية الانقلاب على القواعد الديمقراطية الأساسية، حيث أعطى من لا يملك نفسه وجماعته ما لا يحق له ولها. فلم يكن رئيس الجمهورية يملك في ذلك الوقت سلطة التأسيس التي تمكّنه من إصدار أي إعلان دستوري سواء ذلك الذي أصدره أو غيره. ولكنه اغتصب سلطة ليست له واستخدمها لكي يعطي نفسه، ومن أجل جماعته، صلاحيات ليست من حقه عندما حصّن الكثير من قراراته ضد الطعن القضائي عليها. وقد مكّن ذلك الإعلان مرسي وسلطته وجماعته من فرض دستور مرفوض من بعض أهم مكونات المجتمع وقواه السياسية، والانطلاق في عملية متكاملة للاستحواذ على أجهزة الدولة أو «أخونتها» بمعدلات شديدة السرعة على نحو أثار قلقاً حتى في أوساط القوى السلفية الرئيسية التي عارضت تلك العملية، وفي مقدمتها «حزب النور». ما بعد التدخل... المستنقع السوري يتساءل د.بهجت قرني: إذا ثبت فعلاً استخدام الكيماوي وحدث التدخل، فما المستقبل إذن؟ المقصود بالتدخل هنا هو الهجوم العسكري الرسمي الذي قد يحدث هذا الأسبوع، لأن أنواع التدخل المختلفة لم تتوقف منذ قيام الانتفاضة السورية منذ أكثر من عامين. لم يقتصر هذا التدخل في الماضي على قطاع دون آخر أو على الجانب الحكومي أو المعارض. فنظام بشار يستفيد إلى أقصى حد من الدعم الإيراني من سياسي واقتصادي وعسكري، بل إن حلفاء إيران في المنطقة مثل «حزب الله» اعترفوا صراحة بأن بعض قواتهم تقاتل إلى جانب القوات السورية هناك أيضاً الدعم الاقتصادي والعسكري، خاصة الدبلوماسي من جانب روسيا، وكذلك الصين الذي أصاب مجلس الأمن بالشلل فيما يتعلق بأية قرارات تضعف نظام بشار، ثم على مستوى أقل هناك تأييد من بعض الأنظمة المسماة ثورية، والتي تعتقد أن أي مقاومة للنفوذ الأميركي هي معركتها، وبالتالي وجب تأييدها لإضعاف الهيمنة الأميركية على المستوى العالمي، كما هو حال فنزويلا. التدخل موجود أيضاً بالنسبة للمعارضة السورية، ومن الجائز بحجم أقل. هناك بالطبع التأييد السياسي من العديد من الدول العربية، وكذلك معظم الدول الغربية، ولقد ترجم بعض المؤيدين دعمهم السياسي إلى دعم اقتصادي، كما هو الحال بالنسبة لبعض دول الخليج، أو دعم عسكري غير رسمي، كما هو الحال بالنسبة لتركيا أو حتى مستشارين عسكريين من دول حلف «الناتو» وبتأييد نقدي من دول مثل قطر. العِراق... الدِّماء «خَبْط» شيعة وسُنة! يقول رشيد الخيُّون : يغلب على الظَّن أن مديري المختبرات والأطباء الطَّائفيين، وما أكثرهم، قد فكروا بمحاولة إيجاد ما يميز بين دماء على أساس الطَّوائف؛ فلا تفوتنا حكاية «الدِّم الأزرق»، الذي هيأ لإبادات بشرية. لكنَّ جثامين العِراقيين مسندة بلا رؤوس وهويات، ودماءهم المخبوطة في كلِّ تفجير لا تعطي فرصة لمثل هذا الاختراع. أقول هذا لأنني سمعت من أفواه طائفيين: كيف يتعرف إلى السُّني والشِّيعي مِن ملامح الوجه وطبيعة القوام، مثلما يشخص الآن من أماكن السُّكنى أو الانحدار، وبعد اكتشاف المبتغى، أخذ ماقتو الطَّائفية عندما يُسألون عن بلداتهم يقولون: «العِراق»، وبعد إلحاح يردون: العِراق وكفى! يجيبون بذلك ليس تعالياً على مدنهم وقراهم، فهي تيجان على الرُّؤوس، إنما لقمع الروح العنصرية في دواخل السَّائلين، ومَن يدري فربما بعد السؤال تسيل الدماء، ففي حمأة الطائفية، ليس على سبيل النكتة ولا المبالغة، أن العراقي إذا تعرض لمفرزة تفتيش أو جماعة مسلحة ويُسأل عن مذهبه يحار لحظتها بالإجابة، خشية القتل أو الخطف، فلا يعرف هذه المفرزة أو الجماعة لأية طائفة تنتمي. فقيل قديماً: «ليس يُلامُ هاربٌ مِن حتفه» (الميداني، مجمع الأمثال). نعم، الأمر وصل إلى هذا الحد، أن تكذب باسمك وبمدينتك وبمذهبك وبدينك أيضاً فالأجواء متبلدة بالريبة. حكى لي شاب مسيحي، اسمه لا يدل على مذهب وديانة، كيف تعرض للضرب والتنكيل؛ لأنه لم يقرّ بمذهبه! ولم يُصدقه أحد بأنه لا شيعي ولا سُني، حتى اكتشف أنه مسيحي، بعد أن سمعوه يبتهل باسم العذراء لتخليصه مِن هذه المحنة، فأشفق عليه وأطلق سراحه، ولعل مِن حسن حظه أن بين الخاطفين كان مَن يُقدر الآية: «الذِينَ قالوا إِنا نصارَى ذلك بِأن منهم قسيسِين وَرُهْباناً وأَنهم لا يستكبرُونَ» (المائدة: 82). وإلا لذبح ذبح النعاج! أفريقيا... حاجة ماسة إلى الكهرباء استنتجت إيلين جونسون سيرليف أن الطاقة التي يمكن الاعتماد عليها في الدول المتقدمة أمر مفروغ منه. ولا يبالي الناس بالأمر إلا عندما يقع خطأ ما، كأن ينقطع التيار الكهربائي أثناء مباراة "السوبر" في دوري كرة القدم الأميركية، مما يجبر اللاعبين والمشجعين على الجلوس في الظلام لمدة 34 دقيقة. وفي بلادي، ليبيريا، الواقعة في غرب أفريقيا، أصبح العيش من دون كهرباء طريقة حياة. ففي العقد الماضي خرجنا من وهدة حرب أهلية دامت 23 عاما تركت بنية الطاقة مدمرة. وفي بلاد تعداد سكانها 4.1 مليون نسمة، لا يتمتع بإمكانية الحصول على الكهرباء إلا نحو واحد في المئة في الحضر وتقريباً لا أحد من سكان القرى. والباقون يعتمدون على مصادر لا يعتمد عليها وغير كفء للطاقة مثل الخشب والفحم والشموع والكيروسين والمصابيح التي تعمل بالبطاريات وزيت النخيل ومولدات الكهرباء الصغيرة التي تعمل بالبنزين والديزل. والكثير من مصادر الطاقة هذه مسممة وتنتج مواد ملوثة لها عواقب وخيمة على الصحة في بلادنا. ولذا أسعدني أن أوباما وضع الافتقار للطاقة في محور جولته لأفريقيا هذا الصيف. وتستهدف مبادرته الجديدة التي يطلق عليها "انشروا الطاقة في أفريقيا"، أن تزيد إمكانية الحصول على الطاقة إلى الضعف في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بالاعتماد المسؤول على إمكانيات القارة من الغاز والنفط بالإضافة إلى إمكانياتها الكبيرة لتطوير طاقة نظيفة. سوريا ... مبررات التدخل العسكري الأميركي يرى إدوارد هالي أنه ليس ثمة مزيد من الوقت لنضيعه، ولذلك، على الولايات المتحدة أن تقوم بتحرك عسكري حازم وصارم في سوريا الآن. ذلك أن الانتظار أكثر يهدد القوانين الدولية والأعراف الأخلاقية التي تحظر القتل الجماعي منذ فظاعات الهولوكست ويتجاهل بشكل صارخ عشرات الآلاف من القتلى السوريين والملايين الذين اجتُثوا من منازلهم واضطروا إلى النزوح إلى مناطق أخرى داخل سوريا أو خارجها. غير أنه بينما تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بإعداد ردهم على أعمال القتل الأخيرة في سوريا، يتركز النقاش ليس على الخطوات العملية المقبلة، وإنما على مسائل معقدة وغامضة تتعلق بالسياسات، مثل النقاش حول قانونية معاقبة نظام الأسد على استعماله السلاح الكيماوي على ما يبدو. أما إسقاط نظام بشار، فلم يكن حتى من بين المواضيع المطروحة للنقاش مؤخراً. وعلى ما يبدو، فإن إدارة أوباما تريد «ردع وإضعاف» القدرات العسكرية السورية. غير أن ما يعنيه هذا التحرك المحدود بالطبع هو أن نظام الأسد سيتخندق منتظراً مرور العاصفة، فيمتص العقاب، ثم يشرع في قتل المدنيين من جديد، مدعياً في الوقت نفسه بأنه صمد في وجه أكبر قوة في العالم – أميركا. ثم إن الرسالة التي سيتم البعث بها حينئذ ستكون كالتالي: يمكنكم أن تقتلوا 100 ألف شخص بواسطة الرصاص والمدفعية دون خشية عقاب، ولكن لا يمكنكم أن تتسببوا في مقتل بضع مئات بواسطة السلاح الكيماوي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©