السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دور «الناتو» المرتقب

3 سبتمبر 2013 22:37
اختار الرئيس الأميركي على نحو حكيم طلب الدعم من الكونجرس بخصوص سوريا، وهو ما يوفر نافذة من الوقت للرجوع إلى هيئة أخرى ينبغي أن تقدم أكثر من الدعم المعنوي: «الناتو»، وذلك أن منظمة حلف شمال الأطلسي ينبغي أن تكون جزءاً من أي جهد دولي للرد على الأزمة في سوريا، بدءاً بضربات عقابية بعد الاستعمال المحتمل جداً لأسلحة كيماوية من قبل نظام بشار. ولهذا الغرض، ينبغي على الرئيس، ووزيري الدفاع والخارجية، ورئيس هيئة الأركان المشتركة جميعاً أن يشرعوا في الاتصال بنظرائهم في الحلف من أجل تأمين تحرك من قبل «الناتو». هذا التحرك يمكن تبريره استناداً إلى مبدأ الدفاع عن النفس، وذلك بالنظر إلى التهديد الذي يواجه تركيا، وهي عضو في «الناتو» تؤيد دعوةَ أوباما إلى تدخل تقوده الولايات المتحدة، وإلى التهديد الإجمالي الذي تطرحه أسلحة الدمار الشامل، كما يمكن تبريره استناداً إلى العقيدة الدولية المتطورة لـ«مسؤولية الحماية». وحتى الآن، لم يتحرك «الناتو» بسبب غياب قرار لمجلس الأمن الدولي يرخص لعمل ضد سوريا، ولكن ذلك غير ضروري تحت قوانين التحالف، إذ سبق للحلف أن تحرك بقوة دون هذه الموافقة، وخاصة في كوسوفو في عام 1999. ورغم عدم شعبية مثل هذا التحرك ربما– وخاصة عقب تصويت البرلمان في التاسع والعشرين ضد استعمال بريطانيا للقوة العسكرية– إلا أن هذه المهمة توجد في صلب دور «الناتو» خلال القرن الحادي والعشرين. وإذا كان الحلف قد حصل على قرار من مجلس الأمن لتطبيقه في ليبيا عام 2011، فإنه ذهب إلى كوسوفو من دون هذه الموافقة. وهو سيناريو يمكن تكراره في سوريا، مع دفعة قوية من الولايات المتحدة وحليفتيها فرنسا وتركيا، اللتين تعهدتا بدعم تدخل في سوريا. وعلى غرار ما حدث في ليبيا، فإنه لن يكون من الضروري أن تساهم كل دولة بقوات، طالما أنها تدعم جميعاً المبدأ الأساسي للاشتباك. والواقع أن الإجماع بشأن تحرك لـ«الناتو» ممكن حتى من دون مجلس الأمن الدولي، الذي ترفض فيه روسيا والصين دعم أي تحرك ضد سوريا. ففي الوقت الراهن، تؤيد فرنسا والولايات المتحدة التدخل، خلافاً لألمانيا. في وقت من المرتقب ألا يقدم البريطانيون أي دعم عسكري. وهو ما يشبه كثيراً الوضعَ الذي واجهه «الناتو» في ليبيا، حيث كانت بريطانيا وفرنسا في مقدمة التدخل، وكانت ألمانيا وبولندا تميلان إلى الخلف، بينما كانت الولايات المتحدة في الوسط. ومع ذلك، توصل «الناتو» بسرعة إلى إجماع بشأن ضرورة التحرك، وكذلك كان. إن على أوباما أن يقوم بدفعة قوية في اتجاه انخراط «الناتو»، على غرار ما فعله مع الكونجرس. فالحجج هي نفسها، والنفوذ الأميركي لايزال قوياً في بروكسل، حيث يوجد مقر الحلف. وإذا كانت الحكومة الأميركية قد خلصت «بقدر كبير من الثقة» إلى أن نحو 1429 سورياً، من بينهم 426 طفلاً على الأقل، قد قُتلوا بواسطة مواد كيماوية سامة، فما هو العدد الذي يجب أن يموت حتى يكون ثمة تدخل؟ الأكيد أن على «الناتو» أن يكون جزءاً من جهد دولي لمعاقبة نظام الأسد بقوة، لأنه يطرح خطراً حقيقياً وواضحاً بالنسبة للحلف، وعلى الولايات المتحدة أن تقود «الناتو» للقيام بذلك. ‎جيمس ستافريديس القائد الأعلى لقوات «الناتو» في أوروبا من 2009 إلى 2013 ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©