عواصم-وكالات الأنباء: قررت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس تجميد النظر في الطلب الإيراني بالحصول على المساعدة الفنية في بناء مفاعل أراك النووي الذي تخشى الولايات المتحدة أن يوفر لطهران البلوتونيوم اللازم لإنتاج الأسلحة الذرية· وجاء قرار مجلس حكام الوكالة المؤلف من 35 بلدا بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات التي خصصت لبحث تقديم التعاون الفني للجمهورية الإسلامية انتهت بتسوية بين الدول الغربية والدول النامية·
وفي تطور آخر قال مدير الوكالة الدولية محمد البرادعي إن تعاون إيران المحدود منع الوكالة من إحراز ''مزيد من التقدم'' حول المسائل العالقة بخصوص برنامج طهران النووي الذي تشتبه الولايات المتحدة في أنه يخفي وراءه برنامجا لتطوير الأسلحة· غير أن البرادعي قال إن ايران قامت مؤخرا ''بخطوات في الاتجاه الصحيح'' بالموافقة على السماح لمفتشي الوكالة الدولية بأخذ عينات من معدات في موقع عسكري سابق في لافيزان، وكذلك بالوصول إلى ملفات في مفاعل نطنز لتخصيب اليورانيوم·
وتطالب الوكالة الدولية بالسماح لها بذلك منذ أشهر في الوقت الذي تواصل إيران التقدم في برنامجها لتخصيب اليورانيوم في تحد للدعوات الدولية لها بتعليق نشاطاتها النووية الحساسة·
وقرر مجلس حكام الوكالة عرقلة مساعي إيران بالحصول على التعاون الفني للمفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل والذي تعكف طهران على بنائه في أراك على بعد 200 كيلومتر جنوب طهران، بشطب الطلب من قائمة تتضمن 800 مشروع مساعدة وافق عليها المجلس اليوم الخميس على أن يتم تنفيذها خلال العامين المقبلين· وأكد المندوب الأميركي في الوكالة الدولية جريجوري شولت على أن شطب الطلب الإيراني عن القائمة ليس تأجيلا بل هو شطب دائم· وصرح للصحافيين ''أن مشروع أراك لم يؤجل، ولم يجمد، بل تم شطبه نهائيا من برنامج الوكالة الدولية للطاقة الذرية''· وأكد أن ''شطب مشروع أراك الذي قرر بالتوافق، يعكس قلق المجلس الدائم حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني''· وأضاف أن ''المفاعلات التي تعمل بالماء الثقيل مناسبة لإنتاج كميات كبيرة من البلوتونيوم الذي يعتبر المكون الرئيسي لبناء أسلحة نووية''·
وفي تسوية لحفظ ماء الوجه، تم تجميد مشروع أراك وليس رفضه، حيث أعلن رئيس مجلس حكام الوكالة أنه ''لم يتم اتخاذ قرار'' بشأن الطلب الإيراني·ووصف دبلوماسي إيراني قرار الوكالة بأنه ''مجرد تأجيل''·
وقال موفدو دول عدم الانحياز الذين يسعون إلى حماية حق الدول النامية في الحصول على التكنولوجيا النووية السلمية إنه بإمكان إيران إعادة التقدم بطلب للحصول على المساعدة في المستقبل·
وصرح دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي أمس الأول أن ''النتيجة'' هي رفض منح المساعدة لإيران للعامين المقبلين، وبانتهاء تلك المدة يمكن أن يكون مجلس الأمن قد قرر دعوة إيران إلى تعليق العمل في المفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل· وتقول طهران إن الهدف من المفاعل هو إنتاج النظائر الطبية·
عدد اليوم
