فتحي نصير شارك في المؤتمر الفني والإداري لمونديال 2006
لأن لغة الأرقام لا تكذب ولا تتجمل وهي المرادف للحقيقة، فقد كانت هي السمة السائدة للتقرير الفني الذي أعده الاتحاد الدولي لكرة القدم ويضم 126 صفحة بشأن نهائيات كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في ضيافة ألمانيا في الصيف الماضي·· وحضر فتحي نصير المحاضر والمراقب في الاتحادين الدولي والأفريقي المؤتمر الفني والإداري للمونديال الذي نظمه الاتحاد الأوروبي بوصفه المنظم والفائز باللقب ''ألمانيا المنظم'' و''إيطاليا الفائز''·· وذلك في مدينة فلورنسا الإيطالية مقر الاتحاد الإيطالي للمعسكرات، حيث الملاعب والصالات وأماكن الإقامة التي يقيم بها الآزوري قبل المباريات والبطولات الدولية· ورصد فتحي نصير العديد من المحاور الفنية الخاصة بمونديال 2006 ومقارنتها بما شهده مونديال ·2002
وكشف التقرير عن العديد من النقاط، وأجاب أيضا على العديد من الأسئلة الحائرة في أذهان وعقول عشاق الساحرة المستديرة، ومنها على وجه التحديد لماذا لم يفز منتخب البرازيل باللقب؟
ومن النقاط التي خلص إليها التقرير أن سرعة المباراة أو زيادة الرتم يرتفع كلما كان هناك تميز في تنفيذ المهارة، أو بمعنى آخر ارتفاع المستوى المهاري للاعب يساعد على سرعة اللعب·· وبدون خطط لا يوجد نجاح لأي عمل، وبالتالي فإن الخطط هي سبب نجاح الفريق لتحقيق الفوز·· وأوضح التقرير أن مشاركة اللاعب الناشئ المتميز مع المنتخب الأول ضروري، وأما مشاركة اللاعب الناشئ المتميز مع فريقه على مستوى الشباب والناشئين وفي نفس الوقت مشاركته مع المنتخب الأول مضيعة للوقت والمال وجهد اللاعب، وعليه ضرورة أن يتفرغ اللاعب المتميز للمستوى الأعلى·· وشدد التقرير على أن اختيار اللاعبين المتميزين يأتي قبل اختيار طريقة اللعب التي يتم تنفيذها بناء على إمكانات اللاعبين المهارية والبدنية والخططية والذهنية فيما يخص المنتخبات وفرق المحترفين·· كما أن الفريق المتميز لابد أن يكون له أكثر من أسلوب في تنفيذ الواجبات الخططية ولاتقل عن 3 طرق· وأوضح التقرير الفني أن طرق اللعب شهدت تطوراً ملموساً وأصبحت تضم 5 خطوط داخل الملعب، مع الاحتفاظ بقاعدة الهرم، وتمثل قاعدته خط الدفاع والقمة تمثل رأس الحربة، وعلى سبيل المثال فإن منتخب إيطاليا الفائز باللقب لعب بخمسة خطوط ''4/1/2/1/''2 وإسبانيا والأرجنتين لعبت بنفس الطريقة ونفس أسلوب التنفيذ·· فيما لعبت هولندا بطريقة ''4/1/2/2/''1 وتعتمد هذه الطريقة على شغل أكبر مساحة من الملعب فيما يمثل العمود الفقري للفريق بداية من حارس المرمى حتى رأس الحربة المتقدم·
أشار التقرير إلى أن ثمانية منتخبات لعبت بخمسة خطوط داخل الملعب·· في مقابل 21 منتخباً لعبت بأربعة خطوط منها فرنسا وألمانيا وإنجلترا والبرتغال وباراجواي وهولندا ولعبت 3 منتخبات بثلاثة خطوط هي إيران وصربيا والسويد·
وقارن التقرير بين الحضور الجماهيري طوال تاريخ البطولة، وكانت النسبة الأكبر في مونديال أميركا 94 بمتوسط 69 ألفاً في المباراة، ويليه مونديال البرازيل ،1950 حيث بلغ الحضور 61 ألفاً، وحضر 52 ألفاً في المباراة بالمونديال الأخير·· وكما بقيت المشاهدة من حيث المجموع في مونديال أميركا حيث بلغ الإجمالي 3 ملايين و587 ألف و538 متفرجا·· بزيادة 228 ألفا و99 متفرجاً عن المونديال الألماني·· وبقيت مباراة أوروجواي والبرازيل في مونديال 1950 صاحبة الرقم القياسي طوال تاريخ المونديال حيث حضرها 174 ألف مشجع·
ومن المفارقات أن التقرير تطرق إلى متوسط العمر المثالي لأي منتخب يحقق بطولة حيث بلغ المتوسط 28 عاماً، وجاء المنتخب الإيطالي في المركز الأول وتبعه فرنسا وألمانيا والبرتغال، وهي الفرق التي وصلت إلى نصف نهائي البطولة·
البطاقات الحمراء
شهدت النهائيات الأخيرة أعلى نسبة في البطاقات الحمراء والصفراء في تاريخ كأس العالم، وبالمقارنة بين البطولتين الأخيرتين كان هناك 326 بطاقة صفراء في ألمانيا ،2006 مقابل 266 بطاقة في مونديال كوريا واليابان عام ،2002 وبالنسبة للبطاقات الحمراء فقد بلغت 28 بطاقة في ألمانيا، مقابل 17 بطاقة في عام ·2002
زمن اللعب الحقيقي
وحول زمن اللعب الحقيقي في مباريات كأس العالم فقد أشار التقرير إلى أن ارتفاع المستوى الفني لبطولة 2006 عن بطولة 2002 نظراً لارتفاع زمن اللعب الحقيقي، حيث بلغ 55,9 دقيقة في ألمانيا، مقابل 54,28 في اليابان وكوريا، وكان أقل زمن حقيقي بالمونديال الأخير في مباراة السويد وباراجواي، وكذلك مباراة كوت ديفوار وصربيا، حيث بلغ 47 دقيقة فقط أما أعلى زمن فقد بلغ 69 دقيقة في مباراة أستراليا واليابان·
سيناريو الأهداف
شهد المونديال الألماني تسجيل 147 هدفاً مقابل 161 هدفاً في مونديال كوريا واليابان، وجاء 101 هدف من اللعب المفتوح و46 هدفاً من الضربات الثابتة·· وبطريقة أخرى فقد شهد المونديال الأخير تسجيل 103 أهداف من التسديدات، و27 هدفاً من ضربات الرأس، و13 هدفاً من ضربات جزاء، و4 أهداف بالخطأ، وبالنسبة لوقت التسجيل في المباريات فقد جاء ربع الساعة الأخير في المقدمة بتسجيل 36 هدفاً، مقابل 24 هدفاً في ربع الساعة الثاني، و23 هدفاً في ربع الساعة الأول، و22 هدفاً في ربع الساعة الرابع، و20 هدفاً في ربع الساعة الثالث، و11 هدفا في ربع الساعة الخامس،·· وبالنسبة للوقت الإضافي فقد شهدت أول 15 دقيقة ''الشوط الإضافي الأول'' 9 أهداف مقابل هدف واحد في الشوط الإضافي الثاني·
وأجاب التقرير على سؤال: من أين سجلت الأهداف؟ من داخل منطقة المرمى 35 هدفاً، ومن داخل منطقة الجزاء 73 هدفاً، ومن خارج منطقة الجزاء 26 هدفاً، ومن ضربات جزاء 13 هدفاً·
وذكر التقرير ملاحظة هامة هي أن نهاية الشوط الثاني خصوصاً في آخر 15 دقيقة والوقت بدل الضائع هو أخطر وقت في المباراة لتسجيل الأهداف·· كما أن اللعب على الأجنحة والتسديد يعتبر بمثابة السلاح الحديث لتسجيل الأهداف، وهو ما ينطبق على ضربات الرأس والتركيز داخل منطقة الجزاء أسلوب آخر لتسجيل الأهداف·· وكانت الملاحظة الجديرة بالاهتمام أيضا تتعلق - كما ورد في التقرير الفني - أن نهائيات ألمانيا شهدت تسجيل 23 هدفاً عن طريق اللاعبين البدلاء·
الألقاب
بعيداً عن اللقب الذي ذهب إلى خزينة الآزوري، فقد أشار التقرير إلى النجوم الذين توجوا بالألقاب، ومنهم زيدان صاحب الكرة الذهبية، وكلوزه الحائز على الحذاء الذهبي، ومنتخب البرازيل الفائز بجائزة اللعب النظيف، وبودولسكي أحسن ناشئ، وبوفون أحسن حارس·
السامبا الحزينة
ولأن عشاق السامبا البرازيلية أصابهم الحزن العميق بعد سقوط الفريق أمام فرنسا وتوديعه البطولة من الدور ربع النهائي؛ فقد لمس التقرير الوتر الحساس عندما كشف عن سر التراجع والخروج المبكر لحامل اللقب، مشيراً إلى أن البرازيليين عانوا من عدم ثبات التشكيل مقارنة بالبطولتين عامي 49 بأميركا و2002 باليابان وكوريا الجنوبية، وفي البطولتين شارك راقصو السامبا بـ 81 لاعباً فقط، فدانت لهم السيطرة والهيمنة، وبالتالي الفوز باللقب، وهو مالم يتوافر في بطولتي فرنسا 89 وألمانيا 6002· وخلص التقرير إلى أن إشراك عدد كبير من اللاعبين يدل على عدم الثبات بالنسبة للفريق، مما يؤثر على النتائج خلال المباريات، فالبرازيل أشركت 81 لاعباً في 5 مباريات، بينما أشركت فرنسا نفس العدد من اللاعبين في 7 مباريات، بالإضافة إلى وقت إضافي من شوطين·
عدد اليوم
