الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات دولة مستقلة ومتحدة تحت دستور وعلم واحد منذ 39 عاماً

الإمارات دولة مستقلة ومتحدة تحت دستور وعلم واحد منذ 39 عاماً
2 ديسمبر 2010 00:41
كما هو اليوم، الخميس أيضا الثاني من ديسمبر لكن قبل 39 عاما، اجتمعت إرادة قادة الإمارات وحكامها ليعلنوا وحدتهم واتحادهم، ويلتقوا تحت راية واحدة رسمت بأيد عشقت تراب الوطن، هي ذات الأيدي العاشقة التي صاغت أول دستور لوطن مضى الى الأمام مسطرا بحروف من نور قصة مجد تليد بطلها قائد عربي صنع المعجزات من لا شيء. ومن ذاك التاريخ، قاد أول رئيس دولة للإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان بلاده الى المجد، فقد كان يعرف في قرارة نفسه بأن الإرادة هي الطريق الى صناعة المستحيل، وهي ذات الإرادة التي ساهمت في ولادة دول فتية متحدة. وها هي أبوظبي التي انطلقت منها قبل 39 عاما وفود سياسية لتقديم طلبات انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، تؤكد أنها ماضية في تعزيز رسالة الاتحاد بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله الذي يؤكد في مناسبات عديدة أن الإمارات ستبقى دائما الى جانب قضايا أمتها العربية والإسلامية ونصيرة لقضايا الإنسانية في شتى بقاع الأرض. وفي تفاصيل ذاك اليوم كانت هناك لحظات تستحق أن تروى حتى تراها الأجيال وتكون شاهدا على حكاية أمة عرفت معنى مقولة أن «قوتها في اتحادها»، هذا الاتحاد المشرف الذي كانت شاهد عليه «الاتحاد» أي «الصحيفة» لتنقل أحداثه. بداية تاريخ وصل أصحاب السمو الحكام الى قصر الجميرا في دبي الساعة العاشرة من صباح من يوم الخميس الثاني من ديسمبر 1971، لتبدأ الجلسة التاريخية في قاعة الاجتماعات، ويقف سمو الشيخ حمدان بن راشد ليلقي كلمة الافتتاح بالنيابة عن والده المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي وهذا نصها: باسم دبي وباسم شعب دبي نحييكم أطيب تحية وبنفس تفيض بالبشر وتملؤها السعادة، نرحب بكم في بلدكم بين أهلكم وذويكم. أيها الاخوان، لقد تم أمس التوقيع على الاتفاقيات بإنهاء العلاقات التعاهدية الخاصة بين كل إمارة من إماراتنا وسيادتا على أراضيها، وما مضت ساعات قليلة على ذلك، حتى التقينا في هذا الاجتماع التاريخي لتحقيق ما تلاقت عليه إرادتنا وإرادة شعب إماراتنا لإعلان قيام الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، تستهدف توفير الحياة الفضلى لشعبها، والاستقرار الأمكن لها، وتحمي حقوق وحريات مواطنيها، وتسعى لتحقيق التعاون الوثيق فيما بين إماراتها لصالحها المشترك من أجل ازدهارها وتقدمها في كافة المجالات، وتتطلع للانضمام لجامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة، ومسايرة الركب العربي في مسيرته نحو أهدافه السامية، ونصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية، وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب الصديقة على أساس مبادئ ميثاق الأمم والاتفاقيات الدولية. وفي هذه اللحظات التي يرقب فيها شعب إماراتنا المفدى والعالم بأسره ما سيصدر عن هذا الاجتماع من المقررات، ابتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يهدينا سواء السبيل وأن يوفقنا لتحقيق ما اجتمعنا من أجله، والله ولي التوفيق ونعم النصير. أول اجتماع للمجلس الأعلى وتبدأ بعد ذلك الجلسة المغلقة، حيث يتم إقرار جدول الأعمال، وإعداد الإعلان الخاص بالعمل بأحكام الدستور المؤقت للاتحاد، كما تبدأ جلسة مغلقة أخرى لأصحاب السمو الحكام لتكون أول اجتماع للمجلس الأعلى للإمارات العربية المتحدة. وخلال هذا الاجتماع تم انتخاب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي كأول رئيس للدولة الاتحادية، مدة الرئاسة 5 سنوات تم أيضاً انتخاب الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائباً لرئيس الاتحاد ولنفس المدة، وأدى رئيس اتحاد الإمارات العربية المتحدة ونائبه القسم الدستوري. وتم خلال نفس الجلسة تعيين سمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم رئيساً لمجلس وزراء الاتحاد، وعرض العلم الاتحادي على المجتمعين وتمت الموافقة عليه، حيث ولد في هذه اللحظات التاريخية علم جديد سيرفرف إلى جانب أعلام العرب في جامعة الدول العربية، وإلى جانب بقية أعلام دول العالم في ساحة الأمم المتحدة. كما تم اقرار البيان الخاص بإعلان العمل بالدستور المؤقت وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحدد موعد الاجتماع القادم للمجلس الأعلى للإمارات العربية المتحدة. بيان قيام الدولة فتحت أبواب القاعة لتبدأ جلسة عامة، ويندفع الصحفيون والمصورون إلى داخلها، ويقف الأستاذ أحمد خليفة السويدي ليقرأ بيان قيام الدولة الاتحادية.. وهذا نصه «في هذا اليوم الخميس الواقع في الخامس عشر من شهر شوال سنة 1391هـ الموافق لليوم الثاني في شهر ديسمبر سنة 1971م، وفي إمارة دبي عقد حكام إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة الموقعون على الدستور المؤقت للإمارات العربية المتحدة اجتماعاً لهم في جو سادته مشاعر الاخوة الصادقة والثقة المتبادلة والحرص العميق على تحقيق إرادة شعب هذه الإمارات وأصدروا إعلاناً بسريان مفعول أحكام الدستور المذكور اعتباراً من هذا اليوم». وقال «ثم تابع الحكام اجتماعهم كمجلس أعلى للاتحاد، وبعونه تعالى تم في هذا الاجتماع انتخاب صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبوظبي رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة لمدة خمس سنوات ميلادية وصاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم إمارة دبي نائباً للرئيس لنفس المدة، وقد أدى كل منهما اليمين الدستورية وفق أحكام الدستور، كما تم تعيين صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ولي عهد إمارة دبي رئيساً لمجلس الوزراء الاتحادي، وسيعقد المجلس اجتماعه الثاني في أبوظبي يوم الثلاثاء الموافق السابع من شهر ديسمبر سنة 1971». وتابع «يزف المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة لشعب الإمارات العربية المتحدة ولكافة الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة وللعالم أجمع معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، جزءاً من الوطن العربي الكبير، تستهدف الحفاظ على استقلالها وسيادتها وعلى أمنها واستقرارها ودفع كل عدوان على كيانها أو كيان الإمارات الأعضاء فيها، وحماية حقوق وحريات شعبها وتحقيق التعاون الوثيق فيما بين إماراتها لصالحها المشترك من أجل هذه الأغراض ومن أجل ازدهارها وتقدمها في كافة المجالات وتوفير الحياة الأفضل لجميع المواطنين، ونصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب، على أساس مبادئ ميثاق الجامعة العربية وميثاق الأمم المتحدة والأخلاق الدولية المثلى، ويستنكر الاتحاد مبدأ استخدام القوة ويأسف لما اتخذته إيران أخيراً من احتلال جزء من الوطن العربي العزيز ويرى ضرورة احترام الحقوق المشروعة ومناقشة ما قد ينشأ من خلافات بين الدول بالطرق المتعارف عليها دوليا». «والمجلس الأعلى للاتحاد، إذ يتوجه في هذه المناسبة التاريخية المباركة إلى الله العلي القدير بالحمد والشكر على توفيقه وعونه وإلى شعب الاتحاد بالتهاني والمباركة على تحقيق أمانيه وإيماناً من المجلس بأن أي وحدة أو اتحاد في أي بقعة من الوطن العربي خطوة في طريق الدعوة الحقة للوحدة العربية الشاملة، فإنه ليحرص على تأكيد ترحيبه بانضمام باقي الدول والإمارات الشقيقة الموقعة على اتفاقية اتحاد الإمارات العربية المتحدة الموقعة في دبي في الثامن والعشرين من شهر فبراير سنة 1968 لدولة الإمارات العربية المتحدة. علم الاتحاد ومن القاعة يخرج الحكام الذين دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، يتوجهون إلى ساحة قصر الجميرة، في وسط الساحة سارية يقف أمامها الشيخ زايد ومن حوله أشقاؤه الحكام. وتسلم المغفور له الشيخ زايد علم الاتحاد ونظر إليه نظرة طويلة عميقة، نظرة استمرت لحظات ولكنها جمعت كل جهود وعمل وذكريات سنوات، ويمسك الشيخ زايد بالعلم ويرفعه، ليرتفع في نفس الوقت هدير من الهتافات والتصفيق ولتلمع الدموع في العيون. مأدبة غداء تكريماً لرئيس الاتحاد أقام المغفور له صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مأدبة غداء تكريماً لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وأصحاب السمو حكام الإمارات الشقيقة الأعضاء في الاتحاد. القلم في المتحف قدم هشام الكساب الأمين بوزارة شؤون الرئاسة في أبوظبي إلى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان قلم حبر للتوقيع على أول مرسوم اتحادي بتعيين أول رئيس لمجلس الوزراء في الدولة الاتحادية، وأمر المغفور له بحفظ القلم في المتحف الذي سيقام بقصر الرئاسة في أبوظبي. نص اليمين الدستورية هذا هو نص اليمين الدستورية التي أداها كل من رئيس الدولة الاتحادية ونائبه بعد انتخابهما أمام المجلس الأعلى للإمارات العربية المتحدة: «أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للإمارات العربية المتحدة وأن أحترم دستورها وقوانينها وأن أرعى مصالح شعب الاتحاد وأن أؤدي واجبي بأمانة وإخلاص وأحافظ على استقلال الاتحاد وسلامة أراضيه». المجتمع الدولي استقبل العالم العربي والمجتمع الدولي دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة مستقلة ذات سيادة وجزءاً عزيزاً من الوطن العربي الكبير، تستهدف الحفاظ على استقلالها وسيادتها وأمنها واستقرارها، تدفع كل عدوان على كيانها أو كيان الإمارات الأعضاء فيها، تحمي حقوق وحريات شعبها، تحقق التعاون الوثيق بين إماراتها، تعمل من أجل التقدم والازدهار والحياة الأفضل لكافة مواطنيها في كل المجالات، دولة عربية مسلمة تنصر القضايا والمصالح العربية والإسلامية، تمد يد الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب على أساس مبادئ ميثاق الجامعة العربية وميثاق الأمم المتحدة والأخلاق الدولية. وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة بكل ما حدث خلال السنوات الماضية لها أهمية الدخول في المجتمع الدولي. فالدولة بالإضافة إلى قوتها الداخلية سواء كانت هذه القوة اقتصادية أو بشرية أو جغرافية هي أيضاً علاقات وجسور مودة بينها وبين دول العالم. وهذه الجسور ما كانت لتمتد خارج حدود هذه الدولة لولا صاحب السمو حاكم البلاد، الذي رأى بإلهام الشكل الذي يجب عليه أن يكون المستقبل. فكانت أبوظبي تحرص أشد الحرص على تقوية أواصر الصداقة بينها وبين دول العالم، وكانت أبوظبي تحرص أشد الحرص على الاشتراك في المؤتمرات العربية سواء في نطاق جامعة الدول العربية أو خارج نطاقها، وهكذا مهدت أبوظبي للخطوة القادمة وهي الانضمام إلى المنظمات الإقليمية والدولية. القرارات والمراسيم صدرت في دبي بتاريخ الاتحاد مجموعة من القرارات والمراسم الاتحادية الخاصة بإعلان وبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان أولها القرار الاتحادي الأول الصادر عن المجلس الأعلى للإمارات العربية المتحدة والذي تضمن انتخاب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي، رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة لمدة خمس سنوات ميلادية، وانتخاب صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم إمارة دبي نائباً لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لنفس المدة. وكان القرار الثاني خاصا بتولي رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ونائب الرئيس أعباء منصبيهما بعد أن أدى كل منهما اليمين الدستورية. وتضمن القرار الاتحادي الثالث موافقة المجلس الأعلى للإمارات العربية المتحدة على تعيين الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيساً لمجلس وزراء الإمارات العربية المتحدة كما صدر القرار الاتحادي رقم 4 الذي حدد شكل ومقاييس وألوان العلم الاتحادي. إعلان بدء العمل بالدستور المؤقت أصدر أصحاب السمو حكام الإمارات العربية المتحدة إعلاناً بشأن تحديد تاريخ العمل بأحكام الدستور المؤقت للإمارات العربية المتحدة وهذا نصه: نحن حكام الإمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة. بعد الاطلاع على المادة 152 من الدستور المؤقت للإمارات العربية المتحدة الذي وقعناه في دبي في الخامس والعشرين من شهر جمادى الأول سنة 1391هـ الموافق لليوم الثامن عشر من شهر يوليو سنة 1971م. نعلن ما يلي: يُعمل بأحكام الدستور المؤقت للإمارات العربية المتحدة المشار إليه أعلاه اعتباراً من تاريخ صدور هذا الإعلان. صدر في دبي في هذا اليوم الخميس الخامس عشر من شهر شوال سنة 1391هـ الموافق لهذا اليوم الثاني من شهر ديسمبر سنة 1971م. زايد يعود إلى أبوظبي وصل إلى أبوظبي في تمام الساعة التاسعة من مساء أمس (يوم الاتحاد) المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم البلاد ورئيس اتحاد الإمارات العربية عائداً من دبي بعد الاجتماع التاريخي الذي عقد في الصباح وتم فيه إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة. وكان في استقبال سموه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي العهد، ورئيس مجلس الوزراء وشيوخ آل نهيان الكرام وجمع غفير من المواطنين الذين استقبلوا سموه بالهتاف والتصفيق الحاد، وما أن غادر سموه الطائرة حتى ردد لثلاث مرات «الحمد لله على نعمته»، ثم صافح بعد ذلك كبار المستقبلين واتجه إلى سيارته حيث توجهت به إلى قصره العامر في حفظ الله ورعايته. 21 طلقة ثم رفع العلم قام سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على إثر انتخابه رئيساً للاتحاد برفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة على سارية العلم الموجودة في ساحة قصر الجميرا الذي أعلن فيه قيام الدولة، وتم اطلاق 21 طلقة. أجواء إعلان الاتحاد في الساعة التاسعة صباحاً من يوم الاتحاد احتشد أكثر من مئة صحفي من كل أنحاء العالم في ردهات القصر وقاعته الكبرى.. الفرحة على كل وجه.. السعادة تلمع بها العيون إنه اليوم الكبير.. إنه اليوم العظيم.. التاريخ دخل القصر منذ الصباح الباكر وقبل الناس جميعاً وانتظر هو أيضاً.. نادرة هي هذه الأيام في حياة الأمم، رائعة هذه اللحظات التي يرى فيها الإنسان التاريخ يسطر أمام عينيه.. كلمة مبروك تتردد منذ الصباح حتى قبل بدء الاجتماع الكبير، فقد اتفق الأشقاء من قبل على كل شيء، في البهو حشد هائل من أبناء أبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة وعجمان وأم القيوين.. أخوة.. أبناء عشيرة واحدة، الحديث يدور بينهم عن المولود العظيم الذي سيرى النور بعد قليل، الفرحة تكاد تغني في جو القاعة، الصحفيون العرب يهنئون الأشقاء أبناء الخليج بيوم اتحادهم، أضواء آلات التصوير تلمع، أجهزة التسجيل تستعد، الأقلام مشرعة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©