السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إندونيسيا: تمكين الجمعيات الشبابية

8 سبتمبر 2011 00:38
قابلْت مؤخراً بعض الأصدقاء عبر الإعلام الاجتماعي. كانوا طلاباً في المدارس الابتدائية والمتوسطة عندما وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة. يتفق معظم هؤلاء الشباب على أن إرهاباً كهذا لا يمكن تبريره. وتقول "كوروتا أيوني" على سبيل المثال: "مهما كانت الأسباب وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر، إلا أنه لا يمكن تبريرها باسم الإنسانية. لقد قتلت آلاف الأبرياء من أجل مصالح طائفية ضيقة". إلا أن القلق الرئيسي عند هؤلاء الشباب يركّز على أثر الحادي عشر من سبتمبر على بلدهم. لسوء الحظ، ترتبط آثار الحادي عشر من سبتمبر في إندونيسيا بوجهة النظر القائلة بأن الغرب يخوض حرباً مع الإسلام، وهي وجهة نظر ساهمت بشكل غير مباشر في زيادة عدد المتطرفين الإندونيسيين المسلمين الشباب. وبالنسبة للذكرى العاشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر المقبلة، فإن الإرث المناسب هو تشجيع مخارج سلمية للشباب للانخراط في المجتمع. المحزن أن عدداً صغيراً ولكنه مهماً من الشباب الإندونيسي شارك في هجمات إرهابية في إندونيسيا في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، اعتقلت الشرطة في يناير 2011 ستة إرهابيين تبلغ أعمارهم ما بين 19 و21 سنة في كلاتن بجاوا الوسطى. كما تأكدت مشاركة الشباب المسلم في حركات متطرفة من خلال استطلاع أجراه معهد دراسات الإسلام والسلام في جاكرتا في الفترة من 2010 إلى 2011. وقد كشف الاستطلاع أن بعض تلاميذ المرحلة الثانوية على استعداد للانخراط في نشاطات عنفية متنوعة وإغلاق أو مهاجمة النوادي الليلية وإغلاق دور العبادة التابعة لديانات أخرى بالإكراه، أو مساندة المسلمين في مواقع النزاع عن طريق توفير الأسلحة لهم. ومن المهم في عملية عكس التطرف لدى الشباب مشاركتهم في منظمات لها معنى. المحزن أن المنظمات التي تستهدف الشباب تناقص عددها في السنوات الأخيرة. عند مغادرة الرئيس الإندونيسي سوهارتو عام 1998، والتي نتج عنها عهد جديد من الإصلاح في إندونيسيا، تم ضم العديد من الجمعيات الشبابية في الأحزاب السياسية المحلية أو الوطنية، بهدف توفير دعم إضافي للمرشحين الانتخابيين. ومن بين تلك الجماعات التي لا تركز على السياسة، تسعى العديد منها إلى رفع مستوى التقوى الجماعية وتقديم مشاركة شبابية في المنظمات الأصولية مثل جبهة المدافعين الإسلاميين. تجري عملية تحويل الشباب المسلمين إلى متطرفين في نفس الوقت الذي تتراجع فيه شعبية المنظمات الشبابية التي تركز على تطوير الشخصية والإبداع. ويصعب هذه الأيام العثور على "كارانج تارونا"، وهي شبكة من المنظمات الشبابية في القرى تعمل على تمكين الشباب من خلال نشاطات مثل الألعاب الرياضية وتعلّم المهارات المالية وإيجاد الأعمال الفنية. ويقول "توفان روتو راسكينو"، المدير العام لـ"كارانج تارونا" إن أحد أسباب كون "كارانج تارونا" أقل جاذبية للشباب وأقل نشاطاً من السنوات الماضية هو أن وزارة الشؤون الاجتماعية، والتي كانت في يوم من الأيام الراعي الرئيسي لـ"كارانج تارونا"، تم حلّها أثناء رئاسة عبد الرحمن وحيد عام 1999. ويمكن لإشراك الشباب في نشاطات خلاّقة مثل الفن والرياضة أن يحدّ من مخاطر انضمامهم إلى مجموعات متطرفة، لأنهم يملكون الفرص لتطوير صداقات مع الشباب من خلفيات عرقية ودينية واجتماعية اقتصادية متنوعة، وبالتالي زيادة تسامحهم تجاه التنوع. على سبيل المثال، يشارك تلاميذ مدرسة بابيلان الدينية في ماغيلانغ الدينية في جاوا الوسطى في الجائزة العالمية للشباب (IAYP)، وهو برنامج جائزة عالمية يستهدف الأفراد بين سن 14 و25 سنة من المهتمين في الانخراط في برنامج تطوعي لتطوير الذات. يعمل نورول فايزة، منسق البرامج في الجائزة العالمية للشباب، في مدرسة داخلية إسلامية اسمها مدرسة بابيلان الدينية. يقول فايزة إن البرنامج يساعد الطلبة على أن يكونوا منفتحين أكثر تجاه الاختلافات في خلفيات الآخرين. على سبيل المثال، ينخرط المشاركون الشباب في حوارات مع زملائهم من مدارس غير إسلامية ويلعبون مباريات رياضية ودية مع طلاب من مدارس دينية كاثوليكية قريبة. هناك أيضاً أمثلة عن جمعيات شبابية ناجحة على المستوى الجامعي، مثل منتدى طلبة سيبوتات، وهو أقدم نادٍ دراسي إندونيسي للطلاب. يعمل الناشطون في هذا المنتدى، ومركزه مقاطعة بانتن على تطوير تفكير منفتح وديمقراطي ناقد، وهم ملتزمون بالدفاع عن حقوق الإنسان. ويعارض أعضاء النادي بنشاط كذلك التمييز ضد الأقليات. تظهر هذه الأمثلة أن برامج مقاومة التطرف التي تشجّع نمو المنظمات الشبابية بعيداً عن السياسة يجب أن تكون جزءاً من الحل لوقف الحركات المتطرفة. تتطلب مجابهة الحركات المتطرفة توجهاً لطيفاً. المحزن أن واحدة من نواحي إرث الحادي عشر من سبتمبر كان ما يسمى "الحرب على الإرهاب"، الذي ساعد على إعادة تنشيط حركات متطرفة من خلال اجتذاب الشباب نحو قضايا متطرفة معادية بالدرجة الأولى للولايات المتحدة. هناك أسلوب أفضل لمحاربة التطرف والإرهاب، أثبت نجاحه في إندونيسيا وفي دول أخرى عديدة، وهو تمكين الشباب ومساعدتهم على تحقيق تطلعات إيجابية، ومن خلال ذلك التخلي عن تلك السلبية والعنفية. سوف يوفر أتباع هذا الأسلوب للشباب نظرة أفضل للمستقبل وإغلاقاً مناسباً أكثر لمأساة الحادي عشر من سبتمبر. تستريونو باحث في مركز دراسات الإسلام والسلام بجامعة الدولة الإسلامية "صياريف هداية ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©