الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«هنا اليمن»: طفولة قتلت براءتها ميليشيات الشر الحوثية فانتفض «تحالف الخير» لنجدتها

«هنا اليمن»: طفولة قتلت براءتها ميليشيات الشر الحوثية فانتفض «تحالف الخير» لنجدتها
4 فبراير 2018 17:31
عدن (وام) «هنا اليمن» مهد الحضارات القديمة الذي يئن اليوم ويعاني ميليشيات شر حوثية ترفع راية الإرهاب في وجه كل يمني، وعاثت في الأرض خراباً وفساداً، فشردت ويتمت الأطفال ورملت الزوجات وقضت على مستقبل العائلات والأسر، وذلك في سبيل تحقيق أطماع شيطانية لمن لا همّ لهم، سوى دمار وخراب الأوطان. «هنا اليمن»، حيث انتفض «تحالف الخير» لنجدة الجمهورية اليمنية الشقيقة، فبالحزم والعزم والعطاء الإنساني جاء التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ليتصدى لأطماع الميليشيات الحوثية، ويسهم في تحرير المناطق والمدن اليمنية.. فهنا يد تحارب من أجرم وافترى، ويد أخرى تمد العون، وتنفذ الشعب اليمني. وكالة أنباء الإمارات «وام» رصدت ميدانياً على مدار أكثر من شهر مشاهدات من الأراضي اليمنية، تعرضها في ملف على جزأين، تستعرض خلاله مأساة الطفولة والأسر والعائلات اليمنية التي صار الموت يتربص بها في كل زاوية بسبب إرهاب ميليشيات الحوثي. كما تستعرض «وام» مبادرات وجهود قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودور دولة الإمارات وذراعها الإنسانية الهلال الأحمر لإغاثة الشعب اليمني، وإعادة الحياة مرة أخرى للمدن اليمنية المحررة. والبداية كانت عبر رحلة ميدانية لرصد جهود القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن لتنظيم وتأمين عملية الصيد في الساحل الغربي اليمني بعد تحرير مدينة المخا الساحلية من ميليشيات الحوثي الإيرانية. وكان اللقاء مع الطفل اليمني «عبدالله» الذي لم يتجاوز عمره 7 أعوام، وفوجئنا به ينهمر بالبكاء، ويتدثر في أبيه خوفاً بمجرد رؤيته للكاميرا، نعم فما عاناه هذا الصغير خلال فترة سيطرة الميليشيات على مدينته، جعله لا يفرق بين السلاح الحوثي، وهو موجه لكل فرد يمني شاب.. طفل.. امرأة.. كهل.. وبين وسيلة إعلامية جاءت تحمل ترصد آثار ما اقترفته يد الحوثي، وتمد يد الخير للشعب اليمني. ويقول الطفل اليمني بعد أن تخلص من رهبة ميليشيات الشر «الحوثية لم تفرق بين نساء وأطفال ورجال، وكانت تطردنا من منازلنا خلال فترة سيطرتهم على مدينة المخا، واستهدفتنا جميعاً بالألغام، وقضى العديد من أصدقائي بسبب إرهابهم». وينتقل الحديث إلى والده محمد الذي يعمل صياداً، والذي قال: «أشكر التحالف العربي على جهوده لتحرير الأراضي اليمنية من ميليشيات الحوثي، فاليوم عادت الحياة مرة أخرى إلى مدينة المخا، كما ساهمت دولة الإمارات بمشاريعها الإنسانية في إعادة تأهيل العديد من المرافق الحيوية بالمدينة مثل محطة المخا البخارية لتوليد الكهرباء والمستشفى العام والسوق التجاري». وأشاد بجهود القوات المسلحة الإماراتية لتنظيم وتأمين عملية الصيد في الساحل الغربي اليمني، مشيراً إلى أنه خلال فترة وجود الميليشيات الحوثية، توقفت عملية الصيد بشكل كامل في الساحل الغربي، وعانى الصيادون كثيراً من عدم قدرتهم على العمل، وتلبية احتياجاتهم المعيشية اليومية. وأكد أهمية هذه الإجراءات التنظيمية التي تتم من أجل عودة حركة الصيد مرة أخرى إلى الساحل الغربي اليمني. وتقوم القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بتنظيم وتأمين عملية الصيد في الساحل الغربي اليمني، عبر استحداث سلسلة من الإجراءات المبتكرة التي حظيت بترحيب كبير من جموع الصيادين. وحرصت القوات المسلحة الإماراتية على استحداث «استمارات» تسجيل للصيادين في الساحل الغربي اليمني، تشمل بيانات شاملة وتفصيلية عنهم، مع تنفيذ عملية الترقيم لقوارب الصيادين وصولاً إلى إصدار تسجيل ملكيات قوارب الصيد للصيادين التي تخول لهم عملية الصيد. وتوجه هاشم محمد الرفاعي، مسؤول الصيادين في مدينة المخا، بالشكر إلى قوات التحالف العربي، وقوات دعم الشرعية في اليمن على تحرير المدينة من الميليشيات الحوثية الإيرانية، مشيراً إلى أن أهالي مدينة المخا عانوا كثيراً خلال الفترة الماضية إلى أن تمت عملية تحرير المدينة، وعادت الحياة مرة أخرى إليها. وقال إن الإجراءات التنظيمية التي تقوم بها قوات التحالف العربي لعودة حركة الصيد مرة أخرى إلى الساحل الغربي اليمني، تحظى بترحيب كبير من الصيادين، خاصة أنها توفر لهم إطاراً تنظيمياً مثالياً لعمليات الصيد، وتؤمن لهم مصدر رزق ثابتاً مع عودة حركة الصيد. ووجه آخر للطفولة التي قضت بفعل وحشية الإرهاب الحوثي، تجلت خلال زياراتنا لمنازل ضحايا ألغام الحوثي والتي رصدنا خلالها أيضاً جهود التحالف العربي لتطهير المناطق اليمنية المحررة بالساحل الغربي من الألغام الحوثية. وأظهرت تقارير حقوقية محلية ودولية أن ميليشيات الحوثي، زرعت أكثر من نصف مليون لغم في المحافظات اليمنية المحررة، أودت بحياة المئات من المدنيين، وتسببت في آلاف الإعاقات الدائمة لآخرين. وطرق إرهاب «ميليشيات الحوثي» منزل الطفل عبدالمجيد عبده الذي قام للهو واللعب خارج منزله لبضع دقائق مع أصدقائه عندما تفجرت أمام جسده النحيل عبوة صغيرة ألحقت به «إعاقة أبدية». ويقول عبدالمجيد: «لم أشعر بشيء بعد انفجار القنبلة، وعلمت بعد ذلك أن الأهالي قاموا بنقلي إلى مستشفى المخا العام، ومنها إلى عدن، حيث تم بتر يدي بسبب الانفجار». وأضاف أن «الحوثيين هم من زرعوا الألغام، ويقومون بزرعها بكثافة على الطرقات ويستهدفونا جميعاً». وتجسد قصة روضة أحمد الطويل دليلاً آخر على إرهاب ميليشيات الحوثي التي زرعت بأيادي الشر الألغام على الطرقات لتنسف أحلام عائلة كاملة بعد أن قتلت الأخ وأصابت الأخت والأم بإصابات بالغة. وتصر روضة على التحدث إلينا رغم معاناتها بسبب الإصابة الشديدة. وتقول: «خلال وجودي في سيارة على الطريق برفقة أخي وأمي، فوجئنا بانفجار لغم بجوار السيارة، فإذا بي من شدة الانفجار اندفع خارج السيارة أنا وأمي، ونصطدم بقوة بشيء صلب في الطريق». وتضيف: «لم تتوقف المأساة عند هذا الحد، فميليشيات الحوثي قامت بعد ذلك بإطلاق النيران علينا بشكل عشوائي للتأكد من موتنا، إلا أن إرادة المولى عز وجل شاءت أن أبقى على قيد الحياة مع أمي». وواصلت روضة حديثها بكلمات مبكية: «مات أخي»، واليوم أواصل حياتي من دونه بعد أن قتل في هذا الانفجار، مؤكدة أن الحوثيين يقومون بزرع الألغام بكثافة وشكل عشوائي على الطرقات ويستهدفون المدنيين. وأشارت إلى أنه عقب هذا الحادث المأساوي تم نقلها إلى مستشفى المخا العام، ومنها إلى مدينة عدن لتلقي العلاج اللازم، حيث تم تركيب صفائح معدنية لها في الظهر، وتعاني كثيراً اليوم من عدم القدرة على المشي، وما زالت تحتاج لفترة كبيرة من العلاج. وانتقل إرهاب ميليشيات الشر الحوثي ليستهدف هذه المرة المواطن اليمني «حزام عبدالله راعي»، حين قرر أن يستقل إحدى السيارات بصحبة عدد من أبناء بلده سعياً للرزق، إلا أن «ألغام الحوثي» كانت تترصد به، وتنتظره لتتركه بإعاقة أبدية بعد أن تم بتر إحدى قدميه. ويقول عبدالله: «خلال مرور السيارة على الطريق، فوجئنا بانفجار عبوة ناسفة قتلت على الفور سائق السيارة والراكب الذي كان يجلس بجواره، وتركتنا نعاني إصابات بالغة». وأصاف: «تم نقلنا بعد ذلك إلى مستشفى المخا العام، ومنها إلى عدن بسبب شدة الإصابة، حيث تم بتر قدمي». وأكد أن ميليشيات الحوثي تقوم بزرع الألغام والعبوات الناسفة بشكل عشوائي على الطرقات، وهناك آلاف المدنيين الذين قضوا بسببها، متوجهاً بالشكر إلى قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن على جهودها لنزع هذه الألغام، وحماية أرواح المدنيين. كما تقدم بالشكر إلى دولة الإمارات وهيئة الهلال الأحمر الإماراتية، مؤكداً أن هناك حرصاً كبيراً على دعم الأسر اليمنية، وتوفير جميع مستلزماتها ورعايتها ومساعدتها على التخلص من المعاناة التي عاشوها بسبب ميليشيات الحوثي. وتقوم الفرق الهندسية التابعة للقوات المسلحة الإماراتية، وقوات دعم الشرعية في اليمن والقوات السودانية، ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بعمليات نزع الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات الحوثية في الطرق التي يستخدمها سكان مناطق الساحل الغربي في اليمن. وتواصل الفرق الهندسية التابعة للقوات المسلحة الإماراتية عملها بشكل يومي في تطهير المناطق المحررة التي زرعتها ميليشيات الحوثي بآلاف الألغام، والعبوات الناسفة في الطريق الواقع بين المخا ومدينة الخوخة. وتتنوع أشكال الألغام التي يقوم الحوثيون بزرعها، فمنها ما هو صناعة يدوية على شكل صخور إذا كانت المنطقة جبلية، وعلى شكل كتل رملية، بالإضافة إلى الألغام المعروفة الأخرى بأنواعها كافة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©