إعداد ـ أيمن جمعة:
أكد عدنان شهاب الدين الأمين العام السابق لمنظمة أوبك أن الاحتياطيات النفطية الحالية تكفي لتلبية احتياجات العالم لعقود طويلة مقبلة ولكن بشرط ''اقامة حوار صادق وأمين بين الدول المنتجة والمستهلكة''، مشيراً إلى أن الوصول إلى انتاج عالمي حجمه 113,1 مليون برميل يومياً بحلول عام 2025 يتطلب استثمارات بقيمة 1,9 تريليون دولار في أنشطة المنبع وحدها·
وتظهر كل السيناريوهات أن الطلب سيواصل النمو بمقدار 30 مليون برميل يومياً حتى عام 2025 لكن شهاب الدين شدد على انه ''يجب ان نضع نصب أعيننا أن جانباً كبيراً من هذه الزيادة (40 % أي 12 مليون برميل يوميا) تقوم على افتراضات مثل استمرار النمو الاقتصادي وتطور التكنولوجيا·· وهي عوامل يمكن أن تتغير لأي سبب''، وقال في عرض خلال مؤتمر الطاقة بمركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ''دول أوبك والشرق الاوسط والخليج بصفة خاصة ستحتفظ بموقعها المتميز على خريطة النفط العالمية، فهي تسيطر على احتياطيات مثبتة اجماليها 891 مليار برميل أي ما يعادل 78% من الاجمالي العالمي· وهي تنتج 30 مليون برميل يوميا أي 40% من الانتاج العالمي، وتقوم بتصدير 21 مليون برميل يوميا أي 50% من الصادرات العالمية''·
ومضى يقول ''مع ذلك فهناك حالة من الشك إزاء كميات النفط التي سيحتاجها العالم من دول اوبك والشرق الاوسط وهو يزيد من التعقيدات الخاصة بحجم وتوقيت الاستثمارات المطلوبة'' مشيرا الى ان حجم الاستثمارات المشكوك فيها حتى عام 2020 بسبب عدم وضوح الرؤية بشأن الطلب تقدر بنحو 150 مليار دولار، وتتزايد مخاوف الدول المنتجة للاستثمار بسبب الدعوات المتزايدة في الغرب للتخلي عن نفط الشرق الاوسط وهو ما قال شهاب الدين إنه يدفع الدول المنتجة للمطالبة بما يمكن وصفه بانه ''خريطة طريق'' للطلب من الدول المستهلكة·
وتوقع شهاب الدين أن يظل النفط هو المحرك الرئيسي للاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين كما كان هو الحال في القرن العشرين، موضحا انه على الرغم من التوسع المتوقع في مصادر الطاقة المتجددة فإن حصتها في السوق ستظل متواضعة، وعلى الرغم من ما يقال عن ادمان العالم للنفط فإن شهاب الدين أكد تراجع معدلات النمو في الطلب قائلا ''نمو الطلب سجل 1,2 % بين عامي 1974 و2005 و2 % خلال الاعوام الثلاثة الماضية، وهي نسبة ضئيلة بالمقارنة مع معدل نمو بلغ سبعة في المئة في الخمسينيات حتى اوائل السبعينيات· كما تراجعت حصة النفط بين امدادات الطاقة من 45 % عام 1974 الى 36 % العام الماضي''·
ومن المنتظر ان يواصل الطلب نموه خلال الفترة المقبلة وحتى عام 2025 بنسبة تتراوح بين 1,2 % و1,5 % على ان تلتهم الدول النامية نحو 80 % من هذه الزيادة في الطلب· وتوقع شهاب الدين أن يحدث تغيير في هيكل الطلب العالمي الذي يأتي جانب كبير منه حالياً من الدول النامية· وتظهر الاحصائيات ان نمو طلب الدول المتقدمة تراجع من 74 % عام 1971 الى 29 % عام 2004 في حين ارتفع نمو الطلب من الدول النامية من 26 % عام 1971 الى 71 % عام ·2004 ومع ذلك فبحلول عام 2025 سيكون استهلاك الفرد من الطاقة في الدول النامية يقل عن خمس استهلاك نظيره في دول منظمة الامن والتعاون الاقتصادي·''
وألقى شهاب الدين بالمسؤولية ضمنياً على الدول الغربية لا على الصين او الهند في تسارع الطلب على الطاقة قائلاً: ''سيرتفع الطلب في الصين على النفط من سبعة ملايين برميل يوميا عام 2005 الى 11 مليوناً عام 2015 (تستورد منه سبعة ملايين برميل) ثم الى 14 مليوناً عام 2025 (تستورد منه 11 مليوناً)، وفي المقابل فإن الطلب في اميركا الشمالية سيرتفع من 26 مليون برميل يومياً عام 2005 الى 28 مليوناً عام 2015 (تستورد منه 13 مليوناً) ثم الى 29 مليوناً عام 2025 (تستورد منه 14 مليوناً)· ويستقر الطلب في اوروبا عند 16 مليون برميل يوميا حتى عام 2015 ثم يرتفع الى 17 مليوناً عام 2025 على ان تستورد منه 13 مليون برميل·''
وبالنسبة للدول المنتجة فإن صادرات أوبك ترتفع من 26 مليون برميل عام 2005 الى 34 مليوناً عام 2015 ثم الى 47 مليوناً عام ·2025 وتوقع ان يتزامن زيادة الطلب الآسيوي مع زيادة في الصادرات من منطقة الخليج وهو ما سيمهد الساحة لتطور علاقات استراتيجية بين دائرة المعروض·
عدد اليوم
