الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«يحدث تحت سماء تشرين» قصص تجمع الحب والسياسة

«يحدث تحت سماء تشرين» قصص تجمع الحب والسياسة
3 سبتمبر 2013 23:31
«في عام 2013 أصبح «تشرين» ذا بعد سياسي لدى الأردنيين نظراً لـ «هبّة تشرين»، التي احتجت فيها المدن الأردنية احتجاجاً على قرار رفع الأسعار، لكن «تشرين» في هذه المجموعة التي كتبتها الصحفية والقاصة رانية الجعبري تؤشر لقضية الخلاف بين السلطة والشعب من زاوية أخرى دون أن تجافي السياسة». هذا ما يرد في مقدمة المجموعة القصصية «يحدث تحت سماء تشرين»، الصادرة مؤخرا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت في مائة وأربع وأربعين صفحة من القطع المتوسط، هذه المقدمة التي تحمل توقيع الشاعر والناقد هشام عودة. وبالفعل، فالكاتبة «في قصة «يحدث تحت سماء تشرين» استخدمت «تشرين» رمزاً للسماء غير مستقرة الأجواء، وأضاءت بالعلاقة العاطفية التي جمعت بين الصحفية والموظف في إحدى الوزارات جانباً من الصراع العميق الجاري بين السلطة والصحافة في الأردن، واتخذت المجموعة عنوانها من هذه القصة وكأنها تشي بما يشغل بال كاتبتها وبما شكل هاجسها في الأعوام الماضية». يرد في تقديم الشاعر والناقد هشام عودة للكتاب: «تنوعت مواضيع المجموعة القصصية التي تضم إحدى عشرة قصة قصيرة، بين السياسة والحب، فيعلق الناقد هشام عودة قائلاً: «تقدم لنا القاصة وجبة كاملة الوعي والمهارة، قطفتها من يومياتنا، وجبة مبللة بالمطر في معظم محطاتها، ليكون هذا المطر قادراً على إنبات ربيعنا الذي ننتظره، ربيعنا نحن الذي نصنعه بأيدينا بعد أن خابت كل ظنوننا بربيع لا يحمل سمات أهلنا، ربيع سرقه منا الغزاة قبل أن يثمر حرية انتظرناها أجيالاً». والحال أن الجعبري تتنقل في قصصها بين الأماكن العمانية التي اعتاد الجيل الشاب على رؤيتها بعين تغاير الآباء، فجبل اللويبدة الذي كان حيا سكنيا راقيا في خمسينيات القرن الماضي، أصبح نادياً لكثير من الشباب الساعين للهروب من تمدن «عمان الغربية» الشكلي، وكذلك الحال في جبل عمان ووسط البلد، تهرب من عمّان المصطنعة إلى الزمن الجميل المتمثل في هذه الأماكن. هنالك تروي شيئاً من علاقات حب عاشها ويعيشها أبناء جيلها، من دون أن نعدم ظلال السياسة التي تلوح بإيقاعاتها المختلفة من خلف ستارة القصة الشفيفة. لكن في قصتين «كلمة حب» و»أمل» بدا الحب خالصاً من أي إسقاطات، صافيا إلا من عذابه أو إيقاع الانتظار المرهق. بينما انسابت الإسقاطات السياسية في باقي القصص، حاملة الهم الذي لم يشغل الكاتبة وحدها طيلة السنوات الماضية، بل جيل بأكمله وجد نفسه في ميادين التحرير يطالب بالحرية، وبعد أشهر وقف أمام استحقاق الوعي السياسي والفكري والاقتصادي، ووجد نفسه مطالبا بالإجابة على كل أسئلة الحضارة دفعة واحدة. وغير بعيد عن مهنة القاصة تأتي قصة «الغريبة» التي دخلت عبرها الكاتبة لأحد بيوت الصحافيين الكبار، وحاولت استشعار حجم «خيانة الكلمة» التي يقترفها صحافيون وكتاب مقابل بعض الامتيازات عبر ابنته الناشطة في الحراك الشعبي. وفي صلب السياسة تقترب في «قبضة أمنية» أكثر من مشاعر ضابط أمني، اكتشف ليلة اعتصام 24 آذار أن قبضته هذه تشوه حياته، وتحبسه عن حياة رقيقة لم يحياها، ليقضي وقته متمنياً لمس كف زوجته برقة، زاهداً بلذة تمكنه من جسدها أمام رقة لمس كفها، ليدخله مشهداً لأحد الشباب المعتصمين مع حبيبته في عالم مشاعر لم يألفها في حياته. كما تطرقت للثنائية الفلسطينية الأردنية في قصتي «معا على جبهة الحب والأمل» و»حب على ضفتي نهر الأردن»، ففي الأولى جعلت من يوم سقوط حسني مبارك، ومن احتفال الأردنيين بأطيافهم كافة أمام السفارة المصرية، يوما يوطد علاقة حب نمت بين فلسطينية وأردني، مع التنبيه لدلالات دور مصر في ترسيخ العروبة خمسينيات وستينيات القرن الماضي. بينما في الثانية ترصد مشاعر «أردنية من أصول فلسطينية» وهي تتنبه إلى أن علاقتها في البلد التي ربتها «الأردن» أضحت مثار جدل بين السياسيين في البلد، لتستيقظ على جرح في روحها يشدها نحو حبيبها الذي يعيش غرب النهر.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©