شدد العميد مهندس حسين أحمد الحارثي مدير مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، على ضرورة تقيد السائقين بالسرعات الجديدة التي بدأ تطبيقها على طرقات الإمارة مطلع العام الجاري، مؤكداً أن السلامة المرورية مسؤولية الجميع وصولاً لتحقيق “الرؤية الصفرية” في عدد وفيات حوادث الطرق.
ودعا الحارثي جمهور السائقين إلى تحمل مسؤولياتهم عبر الالتزام الكامل بحدود السرعات الجديدة واتباع تعليمات شرطة المرور، لافتاً إلى أن تضافر جهود الجهات الحكومية لتحسين مستويات السلامة المرورية وخفض نسبة حوادث السير، يحتاج في المقابل إلى مشاركة المجتمع بتحقيق “رؤيتنا” الهادفة إلى الحد من وفيات حوادث الطرق والإصابات والخسائر المادية الناجمة عنها.
وقال الحارثي لـ”الاتحاد”، إنه لن يتم إعطاء مهلة “تحذيرية” لتطبيق المخالفات بحق مخالفي نظام السرعات الجديد، مشيراً إلى مديرية المرور أطلقت حملة إعلامية وإعلانية موسعة منذ مدة، وباشرت بتغيير سرعات ضبط الرادارات الثابتة والمتحركة لتتوافق مع السرعات الجديدة التي تم اعتمادها بناء على دراسة وتقييم نتائج السرعات، مشيراً إلى أن المديرية تتطلع لأن يكون العام 2011 نقطة تحوّل لجهة الحد من الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الحوادث المرورية.
وحث الحارثي السائقين على متابعة حملات التوعية المرورية التي تنظمها مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي والمشاركة فيها، وصولاً لتحقيق “الرؤية الصفرية” في وفيات حوادث الطرق وتعزيز الثقافة المرورية لدى كافة شرائح المجتمع.
سرعات جديدة
وعدد الحارثي بعض الطرق الداخلية والخارجية بمدينة العين والمنطقة الغربية التي تم تغيير السرعات عليها، ومن بينها، شارعا محمد بن خليفة (من دوار القطارة باتجاه الشمال) وحمدان بن محمد (من نفق الأهلية ID 256 باتجاه الغرب إلى ID 275) في مدينة العين اللذان شهدا تخفيض السرعة عليهما من 80 كلم في الساعة إلى 60 كلم.
في حين شهد شارع شخبوط بن سلطان (من إشارة توام ID 247 حتى طريق الشاحنات القديم) وطريق زايد بن سلطان (مزيد) من دوار معسكر الشركات باتجاه الجنوب حتى دوار المدارس (مزيد)، زيادة السرعة من 80 إلى 100 كلم في الساعة.
أما طريق الشاحنات من دوار الشاحنات باتجاه خطم الشكلة، فشهد تخفيض السرعة من 100 إلى 80 كلم في الساعة. في حين شهد الشارع الممتد من (دوار الهيلتون ID 114 حتى دوار الدفاع ID 137) والشارع الممتد من دوار الهيلتون الشرقي مروراً بدوار النيادات وإشارة الكويتات حتى دوار مصبح، زيادة السرعة عليهما من 60 إلى 80 كلم في الساعة، مقابل تخفيض السرعة على شارع زايد الأول (من ID 112 إلى ID 165) وشارع بني ياس - هيلي من 80 إلى 60 كلم في الساعة.
وشهد طريق القوع - أم الزمول، وطريق أم الزمول - طوي 40، وطريق سويحان - العجبان، تخفيض السرعة من 100 إلى 90 كلم في الساعة.
في حين تمت زيادة السرعة على طريق الشاحنات الجديد من دوار مصنع السماد باتجاه الغرب (الطريق المفصول بالجزيرة الوسطية) وعلى طريق الشاحنات القديم (الطريق الجديد المزدوج)، من 80 إلى 100 كلم في الساعة.
أما طريق القوع - المفرودة فقد زادت السرعة عليه من 80 إلى 90 كلم في الساعة، وطريق العين - دبي من 100 إلى 120 كلم في الساعة، وطريق أم العوشوش من 60 إلى 80 كلم في الساعة.
أما طريق مدينة زايد إلى غياثي في المنطقة الغربية فشهد تخفيض السرعة من 100 كلم في الساعة إلى 90 كلم في الساعة.
الارتقاء بالبنية التحتية
من جانبه، أكد المهندس فيصل أحمد السويدي مدير عام الطرق الرئيسية في دائرة النقل في أبوظبي لـ”الاتحاد”، أن تعديل نظام السرعات على طرقات الإمارة بالتعاون مع شرطة أبوظبي وبلديات أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، جاء ليتواكب مع ما تشهده الإمارة حالياً من نهضة تنموية شاملة، وفي ظل مرحلةً جديدة من التطوير التي تحتاج إلى تضافر الجهود على كافة المستويات لمعالجة متطلبات البنية التحتية التي يتم تطويرها.
وقال السويدي، إن دائرة النقل تولي اهتماماً كبيراً للسلامة المرورية على الطرق ضمن خطتها الشاملة للنقل البري الرامية إلى الارتقاء بالبنية التحتية للنقل في إمارة أبوظبي، موضحاً أن اللجنة المشتركة لدراسة السرعات قامت بدراسة مستفيضة حول حدود السرعات على الطرق في الإمارة وفقاً لأفضل الممارسات العالمية.
وأشار السويدي إلى أن الدائرة قامت بتقديم الدعم الكامل للجنة المشتركة من خلال الاستعانة بالخبرات والممارسات العالمية لإكمال هذه الدراسة، منوهاً إلى أنه من شأن الإجراءات الجديدة التي تم تطبيقها رفع وتعزيز السلامة المرورية على طرق الإمارة. كما أكد السويدي أهمية التعاون البنّاء والتنسيق المشترك بين جميع الجهات المعنية في الإمارة لتحسين مستويات السلامة المرورية للمواطنين والمقيمين وزوار الإمارة.
انسيابية المرور
ورحّب مواطنون ومقيمون بتعديل نظام السرعات الجديد في أبوظبي، مؤكدين أنها خطوة تصب في إطار حرص قيادة الدولة على سلامة مستخدمي الطرقات من سائقين ومشاة، بالتزامن مع مشاريع تطوير البنية التحتية لشوارع وطرقات الإمارة.
وقال المواطن حمدان البلوشي (40 سنة)، إن التعديل الجديد في السرعات على عدد من طرقات الإمارة، من شأنه أن يسهم في الحد من الحوادث المرورية التي شهدت انخفاضاً لافتاً في العام 2010 مقارنة بالأعوام السابقة نتيجة لجملة من الإجراءات الناجحة التي طبقتها شرطة أبوظبي.
وأضاف أن قرار الشرطة بتعديل السرعات خطوة في الاتجاه الصحيح، وتصب في المصلحة العامة لجهة الحد من الخسائر البشرية والمادية التي تقع نتيجة الحوادث المرورية، معتبراً أن الزيادة المدروسة في السرعات على بعض الطرق من شأنها التخفيف من الازدحام المروري، خاصة في ساعات الذروة عبر زيادة الانسيابية المرورية على هذه الطرق.
من جهته، اعتبر المواطن عبد الشكور فضل جميل (21 سنة)، أن التعديلات الجديدة التي أجرتها شرطة أبوظبي لا بد أنها مبنية على دراسات علمية معمقة، وبالتالي لا بد أن تصب في مصلحة الجميع، وبالتالي الحد من الحوادث المرورية والوفيات والإصابات الناجمة عنها، مشيراً إلى “أن حياة الناس أغلى من السيارات والسرعة والتأخر في الوصول عن الموعد المحدد”. من جانبه، قال المواطن أحمد خالد العامري (19 سنة)، إن تعديل نظام السرعة خطوة مهمة من شرطة أبوظبي في إطار حرصها على سلامة السائقين ومستخدمي الطريق بشكل عام، داعياً إلى إعادة النظر في السرعة على طريق العين في المنطقة الممتدة من جسر محوي إلى جسر حديقة بني ياس.
كما دعا إلى تكثيف الحملة الإعلانية الخاصة بتعديل النظام من خلال نشر اللافتات الإعلانية على الشوارع على كثيرين لم يعرفوا بعد بالقرار وهو واحد منهم.
أما المواطن عبدالله حسين الشمّري (21 سنة)، فاعتبر أن زيادة السرعات على عدد من الشوارع الرئيسية “الحيوية”، وأبرزها شارع المطار في أبوظبي بين جسر القيادة العامة للشرطة وصولاً إلى جسر المقطع من 60 إلى 80 كلم في الساعة كان ضرورياً ومن شأنه زيادة الانسيابية المرورية على هذا الشارع في ساعات الذروة، داعياً إلى تكثيف التوعية بخصوص التعديلات الجديدة.
من جانبه، رحب أيوب علي الحاج، وهو مقيم في الدولة، فلسطيني الجنسية (39 سنة)، بقرار تعديل السرعات الجديد، مشيراً إلى أن تعديل السرعة على شارع بينونة كان ضرورياً في ظل ارتفاع عدد الحوادث المرورية الذي شهدها هذا الشارع في الفترة الماضية.
آلية تحديد السرعة
وتعتمد آلية تحديد السرعة على معايير هندسية دقيقة، من بينها السرعة التصميمية للطريق، والسرعة الفعلية التي يلتزم بها غالبية السائقين، ومستوى التطور العمراني على جانبي الطريق، وحركة المشاة ووجود المرافق، بالإضافة إلى حجم الحركة المرورية وارتفاع احتمالات وقوع حوادث التتابع “مركبات متعددة”.
وكانت بلدية أبوظبي أعلنت من جانبها، عن إنجاز كافة الإجراءات المتعلقة بها لتطبيق السرعات الجديدة، اعتبارا من يوم السبت الماضي، لإعادة تحديد السرعات على طرق جزيرة أبوظبي، بعد أن تم الانتهاء من إعادة دراسة وتقييم نتائج السرعات على الطرق بالإمارة بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي ودائرة النقل وبلديات العين والغربية باعتبارهم الشركاء الرئيسيين المعنيين بهذا المشروع في حكومة أبوظبي.
وأشارت البلدية إلى إنجازها كافة العمليات الضرورية والتدابير الهندسية التي تحدّد سرعات الطرق، وفق أفضل التجارب والممارسات العالمية، وبما يتناسب مع الواقع في دولة الإمارات والمنطقة.
وتم تعديل لوحات السرعات على الطرق الداخلية لجزيرة أبوظبي على أن تقوم باستكمال الدراسة ليشمل تعديل السرعات جميع الطرق الداخلية لمدينة أبوظبي، لافتة إلى أنها ستأخذ زمام المبادرة للبدء بتطبيق بعض إجراءات المسافات الانتقالية كدراسة تجريبية في المنطقة الواقعة بعد جسر المقطع باتجاه الداخل حيث تعتبر تلك المنطقة نهاية الطريق السريع وبداية دخول المناطق الحضرية ذات السرعات الأقل، وذلك من خلال تركيب طبقة اسفلتية من اللون الأحمر على سطح المنطقة المراد تخفيض السرعات عليها، ذات خواص معينة وطبيعة خشنة نسبياً لتشعر السائق بتغير طبيعة الطريق، ما يساعد على تحديد الانتقال الآمن من بيئة مرورية إلى أخرى، وتتيح للسائق التكيّف مع سرعة الطريق الحالية، وتخفيض سرعته قبل وقت ومسافة كافية من دخوله المناطق المأهولة.
يذكر أنه لم يطرأ أي تغيير على سرعة ضبط الرادار على الطرق التالية: طريق أبوظبي العين (من جسر حديقة بني ياس إلى منطقة الساد)، طريق أبوظبي دبي (من جسر المفرق إلى سيح شعيب ومن الشهامة إلى سيح شعيب)، طريق سويحان من جسر الشوامخ إلى الهير.
عدد اليوم
