الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جاك السّاحر.. جوّال الأناشيد المنسيّة

جاك السّاحر.. جوّال الأناشيد المنسيّة
6 يناير 2016 21:14
ترجمة - أحمد حميدة انطفأ جاك برال منذ ستّ وثلاثين سنة، برال.. ذلك العاصف الصّاخب، المبدع المتّقد حماسة والمشاغب الذي لا يهدأ، برال الذي غادر «بلده المسطّح» ليرقد بجزر الماركيز، مضى ليترك بصمته مندمغة عميقاً في الزّمن الرّاهن، بل في الزّمن الآتي. «أن أكون مهرّجاً حدّ الموت، كيما أمرح في الصّحراء، أن أموت وأنا وجه لوجه مع السّرطان...». من أغنية «أن نشيخ» لقد قال برال ذات مرّة: «لا أريد أن أموت وأنا عجوز»، لكأنّ الموت كان يترصّد تلك الكلمات، وهو القاطع في أحكامه، فتكون سيرة حياته الفنيّة قد استغرقت بالكاد 20 سنة. كشاعر جوّال لأناشيد منسيّة، وكمزاجيّ شهم وسموح، كان بريل يأنف أنماط العيش المعلّبة، بل كان يمقتها، مُنازل عنيد للخلود وللعبث، توفّق هذا الفنّان العارم في أن يكون شهادة نابضة على عصره وهو يلتقط إشارات الكونيّ، وأغانيه التي تخترق السّنين والأزمنة، رافقها هذا المبدع، ليستقرّ معها في أخصب وأدقّ زوايا الوعي الجماعي. حياة فنيّة وفنّ حياة جاك بريل هو ذلك الخيال النّحيل والممشوق ذو الأذرع البالغة الطّول، أذرع كان لا ينفكّ يلوّح بها وهو يواجه الجمهور. بريل هو مائة أغنية وطائفة من الشّخوص، هو تلك القصائد التي باتت معشّشة في الذّاكرة: العشّاق (les amants)، عندما لا نملك سوى الحبّ (quand on n›a que l›amour)، لا تتركيني (ne me quitte pas)، الديّوثون (les cocus)، المساكين (les paumés)، البرجوازيّون (les bourgeois)، العجّز (les vieux)، المنافقات (les bigotes)، البحّارة المبتذلون (les marins poissards)، وهي أيضاً ماتيلدا (Mathilde) ومادلين (Madeleine)، وجوجو (Jojo).. فيض من الصّور والخواطر، الواقعيّة والخياليّة، التي حرص على أن تبقى حيّة، نابضة في ذاكرة النّاس. في الكوميديا الإنسانيّة التي كان يرسم تفاصيلها، كان بريل يقبل بكلّيته على التأّليف والغناء، وبكلّ عفّة كان يفعل ذلك، إذ لم يكن ليعرف لا الكذب ولا المداراة، فكانت كلماته انعكاساً لأفكاره، وموسيقاه ترجمة باذخة لنبض مزاجه. كان مخلصاً، رقيقاً، عنيفاً، مشرقاً وشفّافاً، وهو ذلك الفنّان الذي تلبّسه الفنّ فتجسّد فيه، ليكون الفنّان المطلق، الذي يتنفّس الفنّ كي يبقى ويستمرّ، فكان بذلك هو وأعماله صنوان متلازمان. فأيّ من الفنّان والإنسان والممثّل والمغنّي والشّاعر كان يفصح أكثر من غيره عن حقيقة بريل؟ لا شكّ، بأنّ بريل كان في الواقع وفي الخيال، واحداً في هذا التعدّد. وجاك بريل هو أيضاً ذلك الإنسان الذي رزق حسّاً فطريّاً وارفاً بفنّ الإخراج، في أدائه للأدوار الهزليّة: «الحلوى» (les bombons) وأدوار الإيماء: «هؤلاء النّاس» (Ces gens là)، ذلك العمل الذي كان لا ينفكّ يستنزفه مع كلّ عرض. وجاك بريل هو أيضاً ذلك الفنّان الذي كان، ودونما كلل، يعيش منتصب القامة، ففي سنة 1962 أمضى قرابة 327 عرضاً. دائم التقطّع، كان يلقي شعره، وكأنّ نبض أنفاسه متوقّف عليه، فيبدو والعرق يتصبّب من وجهه، وهو يترنّح ويتمايل، يتعرّق ويتقطّر، وكأنّه يحترق من الدّاخل. سنة 1964 شهدتت عرضه في الأولمبيا يوم 16 أكتوبر، كان عرضه الثالث، وكانت تلك لحظة المجد، التي ألقى فيها بريل في وجه الجمهور الباريسي المذهول، عاصفة مدوّية: أغنية أمستردام (Amsterdam)، التي بدا فيها أكثر ثباتاً وحدّة، فتوارت معها صورة الواعظ السّاذج والفظّ، لتخلي المكان لـ بريل الشّامخ، المتهكّم اللاّذع ذي البصمة الواثقة. بعدها سيواجه الجميع ولن يتخفّى وراء قيثارته ليكون، وهو مستيقن من فنّه، الشّاعر المتجوّل، المهتاج والمتحرّق بلا حدود. مراهق إلى أقصى حدّ «كلّ شيء سيتوقّف، وليس من المهمّ أن نعيش، إذ لا نفع في ذلك حتّى لأنفسنا».. هكذا كان بريل يتحدّث في بثّ لإذاعة «أوروبا1» أثناء حوار مع جورج براسّنس. كثيراً ما كان بريل يتحدّث عن الموت، في حياته كما في أغانيه: «لا شيء هو أن نموت، أن نموت.. يا لها من صفقة، ولكن أن نشيخ.. آه ثمّ آه من الشّيخوخة..». أن نشيخ بالنّسبة لـ بريل، هو أن لا تعود لنا أحلام ولا أوهام، أن ننصت لدقّات السّاعة الحائطيّة وهي «تقول نعم وتقول لا، ثم أن تقول أنا بانتظاركم». (أغنية العُجَّز les vieux)، وبريل لا يريد أن يكون ذلك الذي يبقى وحيداً، ليرى صوته يذوي وجسده يتداعى: «أحدّث نفسي أحياناً فأقول، لعلّي بعد عشر سنوات سأغدو بالغاً». كلمات وردت على لسانه، وهو يتأهّب لهجران خشبة المسرح والغناء، وكان عمره يومئذ 38 سنة. شابّ على الدّوام، متشبّث بالبراءة الكامنة في أعماقه، متمسّك بأحلامه، كان بريل يحرص على ترك مسافة بينه وعالم الكبار الذي يمقته: «هؤلاء الكبار كم هم أغبياء، إنّهم يعلنون علينا لا محالة الحرب» (من أغنية فرناند Fernand). أن نعيش جماليّة الوجود انتظر بريل كثيراً قبل أن يتوثّق إيمانه بالبشر، بالبعض منهم على الأقلّ. صارم في صداقاته. متصلّب في رؤيته للإنسان. لم يتوقّف جاك بريل عن جلد البرجوازيّة اللاّمبالية ومقارعة قبح المنافقين (في أغنية المنافقين)، ففي أغانيه، كما في حياته، كانت سيرة «الكبار» تستفزّه، فتدفع به إلى الغضب والتمرّد، «أولئك الذين قتلوا جوريس» أو أولئك «الذين يستعذبون كالمجانين، ألعاب الحرب الخطيرة» (أغنية الشّيطان Le diable). عندها، وفي سياق مناهضته للحرب، سيصبّ جامّ غضبه على «العريف المدمّر لأغطية الرّأس» (Le caporal casse-pompom)، بل ذهب أكثر من ذلك في أغنية «التّالي» (Au suivant) اللاّذعة، والتي يصوّر فيها المشهد البغيض «لماخور متنقّل للجيش بالرّيف». بطريقة ساخرة. يعرف بريل كيف يكون مزّاحاً وهجّاء صادماً، فيتهكّم من أولئك البرجوازيين الذي يصبحون أكثر توحّشاً كلّما تقدّمت بهم السنّ، أولئك «الذين لا يميّزون بين الحبّ والماء المقدّس (L›amour et l›eau bénite) (في أغنية المنافقات Les bigotes)، أو في أغنية الفلامانيّات «(Les flamandes)، المجرّدات من العواطف، أسيرات الأخلاق المعلّبة، فكلماته هنا ليست مجرّد استهزاء حاقد، وإنّما هجاء مرّ وقاس، يلقي به في وجه كلّ أولئك الذين يعيبون عليه تنكّره لأصوله البلجيكيّة». أحبّك ولا أحبّك ولئن كان بريل يعترف بأنّه «من الصّعب أن يكون المرء بلجيكيّاً»، خاصّة متى كانت أصوله فلامانيّة ويغنّي بالفرنسيّة، فإنّ ذلك لم يمنعه من محبّة «بلده المسطّح» ذاك، «إنّي لأتشبّث به، ولكنّه يثير غضبي». سيتشبّث «ببلده المسطّح»، ولكنّه لن يغنّي لبلجيكا بقدر ما سيغنّي للبلجيكيين، وإن استدعى الأمر، التهكّم على البعض منهم (الفلامنيات)، أو استنفار أعدائه الأكثر شراسة، مدّعي الانتماء الفلاماني، وهم «النّازيون أثناء الحرب، المسيحيّون فيما بينهم..». ورغماً عن كلّ شيء يتذكّر بريل جيداً طفولته في بروكسل، أيّامه الدّراسيّة بها وتلكّؤه في اللّغة اللاّتينيّة (في أغنية روزا). دائم التقطّع بين الحبّ والكراهيّة، بين الحريّة والتمرّد، بين الأمل والحماقة. كان بريل يعتبر بكلّ بساطة، أنّ هذا البلد المسطّح الذي هو بلده، أرفع من أن يُختصر في معركة لغويّة. بدأ بريل يشعر بحالة الإعياء، وفي آخر عرض له بالأولمبيا سنة 1965، وفيما كان الجمهور يمعن في التّصفيق له، خاطبهم قائلا: «أشكركم، وإنّ احتفاءكم هذا ليبرّر خمس عشرة سنة من المحبّة!». بدت هذه الكلمات وكأنّها إيماءة وداع، ولكن بالنّسبة للمغنّي كما بالنّسبة للإنسان، كانت تلك الكلمات تعني بأنّ الرّجل بات بحاجة إلى استكشاف عوالم أخرى، ثمّ كانت البداية في السّينما بشريط «مخاطر المهنة» لـ أندري كيات (1967)، «عصابة بونّو» لـ فليب فوراستيي (1968)، «المغامرة هي المغامرة» لـ كلود للّوش (1972)، ثمّ المسرح الغنائي وخاصّة ذلك العمل الباذخ «رجل لا منشا» الذي قدّم لأوّل مرّة في المسرح الكبير ببروكسل يوم 24 أكتوبر 1968. كان هذا العمل بالنّسبة لـ بريل تحقيقاً لحلم قديم ما انفكّ يراوده ويلهب حماسته: الجمع بين الموسيقى والغناء والمسرح والكتابة، غير أنّ بريل الذي تبدّى للجميع فنّاناً تراجيديّاً مبهراً في هذا العمل، بدا على إثره نحيلا، منهكاً، متعباً بعبء السّنين، وقد بدأ الشّيب يغزو مفرقه، بدا وكأنّه بحاجة إلى أن يغادر الأرض، وغدا بريل بعد ذلك «الرّجل صاحب الطّائرة»، «الرّجل صاحب السّفينة» .. هوس طفوليّ يفصح عن حاجة الرّجل الجامحة إلى الحريّة.. الهروب الأكبر أصبحت تتملّك بريل رغبة ملحّة في الهروب من عالم البشر: «الذي طالما تورّط في مكائده، والذّهاب إلى حيث لا أحد يذهب»... فغدا ميّالا للعزلة، مترحّلا دون توقّف بحثاً عن تلك «النّجمة التي لا تطال»، «عن ذلك الحلم المستحيل»، وكان اللّقاء بجزر الماركيز بأمطارها الهادئة، بزمنها الوئيد، وببحرها الذي تنكسر أمواجه على الرّمال، إنّه هروبه الأخير، الهروب الحقيقي إلى فردوسه، الملجأ الأخير الذي سينعم فيه بريل بهدوء الحال، بسكينة كان حقيقاً بها بعد أن احترق لسنوات في لهيب المسارح. قبر بريل في جزر الماركيز «أنْ لا أرى العالم.. يا لها من مكافأة!».. كلمات وردت في رسالة منه إلى (ميش)، زوجته تيريز ميشيالسان.. لا تتركيني.. لا تتركيني.. دعينا ننسى كلّ ما أمكن نسيانه الزّمن المنفلت دون رجعة لننس زمن الخصومات والزّمن الذي شرد منّا... ونحن نتلمّس الإجابة عن.. كيف؟ لننسى تلك السّاعات.. التي.. أحياناً ما كانت تستحق السّعادة.. بوابل من... لماذا؟ لا تتركيني.. أنا... سأهبك حبّات لؤلؤ من ماء المطر آتيك بها من بلد لا يعرف المطر سأحفر الأرض.. حتّى بعد مماتي.. لأكسو جسدك ذهباً ونوراً سأشيّد مملكة يكون ملكها.. الحبّ وشرعتها المحبّة وبها سأتوّجك.. ملكة لا تتركيني... سأخترع لك كلمات بلا معنى وستفهمينها لا محالة سأحدّثك.. عن هؤلاء العشّاق الذين رأوا قلوبهم ولمرّتين تتلظّى على النّار المستعرة سأقصّ عليك.. حكاية ذاك الملك الذي قضى..لأنّه عبثاً حاول العثور عليك... لا تتركيني.. لطالما شوهدت النّار.. وهي تنبعث من ذلك البركان القديم وقد ظنّ الجميع أنّه قد شاخ هناك.. على ما يبدو أراض محروقة تمنح شيئاً من القمح ما لا يمنح نيسان في أوج عطائه وعندما يأتي المساء وحتّى تتوهّج السّماء أليس الأحمر والأسود بحاجة إلى أن يزفّا.. لا تتركيني لن أبكي بعد الآن.. لن أتكلّم سأختفي هنا لأرقبك وأنت ترقصين وتبتسمين وأنصت إليك وأنت تغنّين وتضحكين دعيني أكن ظلاّ لظلّك ظلاّ ليدك ظلاّ لكلبك.. ولكن لا تتركيني عندما لا نملك سوى الحبّ عندما لا نملك سوى الحبّ نتقاسمه سويًّاً.. يوم السّفر الأكبر حبّنا الكبير.. عندما لا نملك سوى الحبّ حبّنا.. أنا وأنت كي تدوّي بالسّعادة.. كلّ ساعة... كلّ يوم عندما لا نملك سوى الحبّ لنعش وعودنا دون أيّة ثروة أخرى غير إيماننا الأزليّ به عندما لا نملك سوى الحبّ كي نوشّح بالأعاجيب ونحجب بوهج الشّمس بشاعة الضّواحي عندما لا نملك سوى الحبّ قناعة راسخة أنشودة فريدة ملاذا أوحد عندما لا نملك سوى الحبّ كي نكسو صباحاً بمعاطف مخمليّة اللصوص والبؤساء عندما لا نملك سوى الحبّ نهديه.. تضرّعاً وبحسّ شاعر متجوّل للأرض المتوجّعة عندما لا نملك سوى الحبّ نهبه لهؤلاء الذين.. يلتمسون عبر نضالهم الأوحد نور الصّباح المشرق عندما لا نملك سوى الحبّ كي نخطّ طريقاً ونرغم القدر عنوة عند كلّ مفترق عندما لا نملك سوى الحبّ لمخاطبة المدافع وسوى أغنية مفردة لمجادلة طبول الحرب عندها... وبدون أن نمتلك أيّ شيء غير حماسة المحبّة سنمتلك بأيدينا أيّها الأصدقاء العالم بأكمله أن أدرك النّجمة التي لا تطال أن أحلم حلماً مستحيلا أن أحمل وجع الفراق والرّحيل أن أكتوي بحمّى حارقة أن أسيح في أراض تيهاء أن أحبّ حدّ التمزّق أن أحبّ بملء القلب حدّ السّقم أن أحاول أعزلا من أيّ سلاح ولا دروع إدراك النّجمة التي لا تطال فمنتهى ما أنشد أن أقتفي أثر تلك النّجمة لا تهمّ حظوظي لإدراكها لا تهمّ سطوة الزّمن لا يهمّ فتور عزيمتي ثمّ أن أمعن في المقاومة دون تساؤل، دون سكون أن أبذل النّفس سخيّة لكنز تنطوي عليه كلمة حبّ لا أدري إلى أيّ حدّ سأكون ذلك البطل ولكنّ قلبي سينعم بالسّكينة والمدن سوف ينمّشها اللون الأزرق لأنّ هناك مخلوقاً بائساً لا يزال على قيد الاحتراق وإن كان قد حرق كلّ شيء لا يزال على قيد الاحتراق بل إنّه يزداد احتراقاً كيما يدرك، وقد بلغ حدّ التقطّع النّجمة التي لا تطال أحبّك من أجل النّدى المرتعش في أجراس الأزهار الشّبيه بقلبك المنهوب بحبّ لا يأتي أحبّك من أجل إصبع المطر على مِعزف البركة وهو يوقّع لحن القمر الشّبيه بترنيمتك أحبّك من أجل الفجر المتأرجح على خطّ الأفق المتلألئ والرّخو كما جبينك أحبّك من أجل الَّسحَر الرّشيق الذي يُرجفه طائر باصطفاقة جناح تشبه ضحكتك أحبّك من أجل نهار عائد من ليل خال من الحبّ والذي غدا يشبهك، يشبه عودتك أحبّك من أجل الباب الذي ينفتح والصّرخة المنبثقة من قلبين مؤتلفين والتي تشبه صرختك أحبّك اليائسون يمسك بعضهم بأيدي بعض وهم يمضون صامتين في تلك المدن المنطفئة التي يجلدها المطر فلا تسمع غير وقع ِخطى وئيدة ودندنتها الرّتيبة حين يمرّ في صمت هؤلاء اليائسون لقد أحرقت أجنحتهم وجُرّدوا من أغصانهم منبوذين حدّ الموت الذي باتوا يرونه أبيض هم العائدون من حلم الحبّ إلى اليقظة المريرة هم الماضون في صمت، هم اليائسون إنّي لأعرف طريقهم الذي يسلكون فلطالما تسكّعت فيه ولم أدرك نهايته فيما هم، - وإن أدركتهم الشّيخوخة وغدوا موجعين - هذه الطّريق سوف يكملون وهم في صمت ماضون تحت الجسر ينساب الماء عميقاً وصموتاً تلك رفقة طيّبة، تلك نهاية مؤلمة إنّهم يبكون أسماءهم كأزواج جدد ويذوبون في الصّمت.. أولئك اليائسون ليتوارى ذاك الذي كان يرشقهم بالحجارة فهو لا يعرف من الحبّ غير خواء اللّفظ الذي يغدو فوق الجسر محضَ ضباب خفيف ويُنْسى في صمت أولئك الآملون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©