الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليوم الوطني يغمر الإمارت باحتفالات تنبض بحب الوطن وقيادته

اليوم الوطني يغمر الإمارت باحتفالات تنبض بحب الوطن وقيادته
2 ديسمبر 2010 20:31
احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس الخميس الثاني من ديسمبر باليوم الوطني التاسع والثلاثين وقد استطاعت أن تحقق قفزات نوعية في مجالات الحياة كافة مع الحفاظ على أصالتها وتراثها الوطني وتقاليدها. وتعيش الإمارات هذه الأيام فرحة كبيرة وأجواء احتفالية ووطنية مميزة يتشارك فيها الجميع من مواطنين ومقيمين من مختلف جنسيات العالم للتعبير عن سعادتهم بهذه المناسبة العزيزة . وتتضمن الاحتفالات العديد من الأنشطة والعروض الفنية التي تجسد الحب والانتماء للوطن إضافة إلى عروض الليزر والفنون الشعبية ومعارض الصور التي تجسد ماضي وحاضر الإمارات . الزائر لدولة الإمارات خلال هذه الأيام لن يبهره فقط التطور الكبير الذي تشهده مدنها ولن تأخذه تلك المباني الشاهقة لأن للتراث نصيبا أيضا .. فماضي الإماراتيين باق جنبا الى جنب مع التحديث والتطوير الذي تلمحه في كل مكان تذهب إليه . والقادم إلى الإمارات لا بد أن يتوقف طويلا أمام احتفالاتها المبهرة بيومها الوطني والتي تنبض حبا لهذا الوطن وقيادته في ظل حرص مسؤولي اللجنة العليا المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني على تنويع فعالياته إرضاء لأكبر شريحة ممكنة من زواره والتأكيد على أن للماضي وللتراث حظهما في هذا اليوم . فقد اكتست المدن الإماراتية بألوان علم الدولة مع حلول اليوم الوطني التاسع والثلاثين وتم تجهيز الميادين العامة والساحات في مختلف المدن والمناطق للاحتفالات الرسمية والشعبية وبدأ المواطنون في طلاء سياراتهم بألوان علم الدولة استعداداً لمسيرات احتفالية وضعت لها وزارة الداخلية ضوابط وشروطاً من أجل الحفاظ على السلامة العامة والممتلكات العامة والخاصة . وفي جانب آخر يتزين الأطفال بالزي الشعبي ويرددون الأهازيج الوطنية .. فيما استعد بعضهم بملابس تحمل لون علم الدولة وشعارات وشرائط تحمل عبارات ترسخ مفهوم الولاء للوطن إلى جانب توفير أعلام تحمل صور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي . احتفالات وبدأ الشباب في تجهيز سياراتهم وطلائها بألوان علم الدولة وتزيينها بالأعلام والشعارات والصور التي تكشف عن تراث عظيم ومستقبل أكثر إشراقاً. واستعد الكثيرون للاحتفال على طريقتهم الخاصة من خلال تزيين منازلهم بالأعلام الوطنية وتوحيد الزي بين أفراد العائلة . من جانبها احتفلت مختلف مدارس الدولة أمس بهذه المناسبة وألزمت وزارة التربية والتعليم المدارس بتفعيل برنامج الاحتفال باليوم الوطني بهدف تعزيز روح الانتماء والولاء لدينهم ووطنهم وقادتهم إضافة إلى تفعيل دور الإذاعة المدرسية وإعداد المنشورات والمطويات والبروشورات والأبحاث الطلابية والمسابقات المتنوعة التي تخدم المناسبة . وشدد مسؤولو اللجان المنظمة للاحتفالات على أن الاحتفال باليوم الوطني سيركز على تجسيد الموروث الشعبي والتاريخي الذي قامت عليه الدولة. وأكد هؤلاء أن اليوم الوطني فرصة مهمة لنا جميعا لكي نتأمل ما أنجزه مؤسس وباني الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، محافظا على تمسك الدولة بقيمها الإسلامية وتقاليدها العربية الأصيلة .. وقال إن واجبنا نحن أبناء الوطن ونحن ننعم بثمار غرس هذا القائد العظيم ونتفيأ ظلال بنائه الشامخ أن نتذكر بإجلال وإكبار سيرته العطرة الحافلة بالإنجازات . وأوضح مسؤولو اللجان أن الفعاليات تتضمن برامج متميزة تحاكي واقع المناسبة وتتوافق وحجمها في نفوس المواطنين .. إذ راعت جوانب متعددة من تاريخ البلاد ومسيرة توحيدها على يد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله وأضفت بأساليبها مشاعر الفرح والسرور بذلك التاريخ وغرست مفاهيم حب الوطن والولاء لقيادته . ويعكس هذا الاحتفال السنوي ثقافة وعادات وتقاليد الإماراتيين إذ تصبح الساحات والميادين العامة مسارح مفتوحة لممارسة كثير من الفنون الشعبية بشكل تلقائي تعبر وتجسد الفرحة والبهجة بهذا الحدث السنوي الذي يعتز به كل إماراتي وكل مقيم على هذه الأرض الطيبة . فرق وطنية قال عبيد على مدير الفرقة الوطنية للفنون الشعبية إن الفرقة تشارك في اليوم الوطني بخمسة عروض وتضم أكثر من 40 شخصاً وترعاها وتدعمها وزارة الثقافة لتتمكن من تمثيل الإمارات في المحافل التراثية الدولية موضحاً أن مشاركتها في اليوم الوطني ال 39 ضمن فعاليات وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع يعد فرصة للجمهور لمتابعة الفرقة الوطنية والتعرف على التراث من خلال العروض التي ترسم صورة واضحة لما كان عليه الأجداد في احتفالاتهم الاجتماعية والوطنية والتعبير عنها بأداء حركي متميز تتفرد به الإمارات على بقية دول المنطقة . وأشار إلى أن التراث الشعبي لا يقتصر فقط على ما تقدمه الفرقة الوطنية لكنه يتعداه إلى دعوة 16 فرقة محلية للفنون الشعبية لتقديم عروضها في مختلف مناطق الدولة بما يعطي زخما للاحتفالات وتنوعا في العروض التي تمثل كافة بيئيات الإمارات سواء البحرية أو البرية ـ وفي الحضر والبادية بما يقدم لوحة متكاملة لما كانت عليه الفنون في العقود السابقة .. مؤكدا أن الاهتمام بالتراث ينطلق من أهمية تعريف الأجيال الجديدة به وتشجيعها على ممارسته . تنوع الفنون وقال المواطن حمدان محمد سعيد عضو في إحدى فرق العيالة بالساحل الشرقي إن الشلات /الأغاني/ والأهازيج الشعبية فنون تراثية يحرص أبناء الإمارات على أدائها في الساحات والميادين العامة فرحة بهذه المناسبة العزيزة على قلب كل إماراتي . وأضاف “ تتنوع الشلات والرقصات الشعبية الإماراتية ما بين أدائها وألحانها ووقتها حيث إن لكل رقصة منها أسلوبا خاصا وطريقة مختلفة في تأديتها حيث تشتهر بعض المناطق في الإمارات ببعض الرقصات دون غيرها “. ووصف الشلات والرقصات الشعبية بأنها فنون تراثية أصيلة يحرص أبناء الإمارات على أدائها بمختلف المناسبات من أجل مواصلة توريثها للأجيال وحفاظا عليها من الاندثار في ظل تزاحم الثقافات وتنوعها فضلا عن التطوير الذي شمل جميع مناحي الحياة . وحول أهم الأغاني والرقصات التي تؤديها فرق الفنون الشعبية في الساحات والميادين العامة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني قال إن من أشهرها “العيالة” و”الحربية” و”الرزفة” و”الرواح” و”اليولة” إذ ينشدون أغانيهم أمام الجميع ليس المهم أن تفهم كل ما يقولون ولكن المهم أن تعيش معهم فرحتهم باليوم الوطني . وأشار حمدان إلى أن أداء أعضاء الفرقة خلال بعض رقصاتهم يشكل نسيجا متناسقا إذ يقفون صفا واحدا يحملون عصيهم يهزونها بنفس الحركة ويتمايلون معها على أشجان أصواتهم وإيقاع ألحانهم وكأنهم يستعدون لحرب سلمية ولمعركة فرح على طريقتهم الخاصة . وشدد على أن أداء الفرق الشعبية بمختلف أنواعها وصنوفها يمثل قصة وحكاية لمن يشاهدها ويستمع إليها ويفهم من خلالها الحضارة الإماراتية والثقافة المحلية بتفاصيلها .وقال حمدان محمد سعيد إن دولة الإمارات تشتهر بمجموعة من الفنون الشعبية التراثية ذات الطابع الخاص كانت ومازالت تؤدى بنفس الطريقة القديمة .. ولا تزال العديد من جمعيات الفنون والأسر الإماراتية تحافظ على الأغاني والرقصات الشعبية حبا منها في المحافظة على الأصالة والتاريخ الجميل الذي يحملونه في ذاكرتهم وتعيشها مخيلتهم عندما يسترجعون الأيام القديمة إلى جانب كونها القاسم المشترك بين جميع الناس على اختلاف مرتباتهم” . وقال إن الفنون الشعبية التي يمارسها أبناء الوطن بمناسبة اليوم الوطني تمثل جزءا من التراث الشعبي لدولة الإمارات.. فهذه الفنون والأشعار والأغاني الشجية لا تمارس هكذا بدون دوافع أو حوافز بل ترتكز على أصالة ابن الإمارات فكل شلة / وصلة / غنائية تمثل قصة ابن الإمارات واعتزازه بنفسه وبيئته وتؤكد ارتباطه الوثيق بتاريخه وعروبته وتوضح صلته بالعالم الخارجي المحيط به عبر امتزاج الفنون الشعبية لدولة الإمارات بفنون الأرض الخليجية والبيئات الأفريقية والآسيوية.. فعلى أرض الإمارات المعطاءة تفاعلت عناصر بشرية مختلفة منذ القدم لكن هذا لا يمنع أن فنون الإمارات الشعبية احتفظت بخصوصيتها ومذاقها المحلي .
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©