الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنصاف الإسلام للمرأة

2 ديسمبر 2010 20:33
أنا سيدة متزوجة إلا أنني ضقت ذرعاً بحياتي، فلا أرى أي تحسن في أحوال المرأة، وأنا مسلمة وسعيدة بذلك والله كرّمنا ورفع شأن المرأة، إلا أن الأعراف والقوانين ضدنا، فمن منبرك يا شيخي ومن قيمتك التي فضلك الله بها.. أرجو أن نخطو نحو تحرير المرأة من ظلم الزوج والمجتمع بأسره، فكثير من النساء من يتمنين الطلاق إلا أن الخوف من التشرد ومن زيادة المظالم على نفسها وعلى أطفالها أو أي من حولها يجعلها تصبر، فماذا تفعل؟ ? يجيب المركز الرسمي للإفتاء بالدولة: اعلمي أختنا السائلة أن الإسلام ولله الحمد أنصف المرأة وعرف مكانتها ورفعها، بل بلغ من اهتمام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالمرأة أن أوصى بها الأمة في ذلك المحفل العظيم ألا وهو حجة الوداع فقال: «ألا واستوصوا بالنساء خيراً»، الحديث أخرجه الترمذي. وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم في مجتمع ينظر أحدهم إلى المرأة على أنها عار يمحى بدسه في التراب أويبقى على مذلة وخزي وعار، كما قال القرآن الكريم عنهم:» وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ» (النحل 58-59) وكانت المرأة تورث كالمتاع كما أورد البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:«كَانُوا إذا مَاتَ الرَّجُلُ كان أَوْلِيَاؤُهُ أَحَقَّ بِامْرَأَتِهِ إن شَاءَ بَعْضُهُمْ تَزَوَّجَهَا وَإِنْ شاؤوا زَوَّجُوهَا وَإِنْ شاؤوا لم يُزَوِّجُوهَا فَهُمْ أَحَقُّ بها من أَهْلِهَا فنـزلَتْ هذه الآيَةُ في ذلك» يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا» (النساء 19) وبعد مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم تغيرت المرأة من حال إلى حال فالبنت التي كانت تدفن وهي على قيد الحياة أصبحت باباً من أبواب الجنة إن أدبها وليها وأحسن تربيتها كما أخرج البخاري في صحيحه عن «عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ تَسْأَلُنِي فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ فَأَعْطَيْتُهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ فَدَخَلَ النَّبِيُّ فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ» والبنت التي كان ينظر إليها على أنها عار أصبحت تمتطي ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيحملها ويرفعها في ركوعه وسجوده، كما أخرج البخاري في صحيحه عن أبي قَتَادَةَ t قَالَ «خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ فَصَلَّى فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَفَعَهَا» والأم التي كان ولدها يتحكم في مصيرها بعد وفاة والده فيسيء صحبتها أصبح الإحسان إليها واجباً شرعياً لا يقل أهمية عن الإيمان بالله تعالى، رضاها من رضا الله تعالى وسخطها من سخط الله تعالى، أخرج البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ». والمرأة التي كانت محرومة من حق الحياة صار لها حق مجادلة الرسول صلى الله عليه وسلم فينزل الوحي من السماء انتصاراً لحقها فها هي خَوْلَة بِنْتِ ثَعْلَبَةَ تَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ تَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكَلَ شَبَابِي وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي حَتَّى إِذَا كَبِرَتْ سِنِّي وَانْقَطَعَ وَلَدِي ظَاهَرَ مِنِّي اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى نَزَلَ جِبْرَائِيلُ بِهَؤُلَاءِ الْآيَاتِ «قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ والله يسمع تحاوركما». واستمر تغيير حال المرأة في ارتقاء مستمر حتى أخذت دورها في الحياة الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها وقد اهتمت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة بتنمية المرأة، فسنت القوانين والتشريعات لتمكين المرأة الإماراتية، وإتاحة فرص العمل لها، وتشجيعها على مواصلة تعلمها وتنمية مهاراتها لتقوم بواجبها في الوطن أماً مربية، ومعلمة فاضلة وموظفة متميزة، وطبيبة متخصصة، ترتقي أعلى المناصب وتتحمل المسؤوليات بكفاءة واقتدار، وزيرة وسفيرة وعضواً في المجلس الوطني الاتحادي. الخلاصة: الإسلام ولله الحمد أنصف المرأة وعرف مكانتها ورفعها، والدولة أولت المرأة الاهتمام الكبير في كل قوانينها وخصوصاً قانون الأحوال الشخصية، ونحن نهيب بالأزواج بالسير على نهج القرآن وسنة خير الأنام في معاملة المرأة واحترام دورها وخصوصيتها ومكانتها، لأن ذلك هو دين الإسلام، وندعو لك أن يرزقك الله الحياة السعيدة المطمئنة، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، آمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©