السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أهل موريتانيا يرصدون الأمطار بمراقبة النجوم

أهل موريتانيا يرصدون الأمطار بمراقبة النجوم
22 سبتمبر 2014 20:55
يعتمد قرويون في موريتانيا على أساليب تقليدية لمعرفة مواعيد الأمطار والزراعة من خلال مراقبتهم للنجوم والكواكب وظواهر فلكية ومناخية أخرى حيث يتوارثون هذه الأساليب المرتبطة بتقلبات المناخ، أباً عن جد لرسم خطة للموسم الزراعي. وتمكن هذه الأساليب من معرفة المواعيد المناسبة لزراعة البذور في الوقت المناسب، للحصول على محصول جيد، بعد تجهيز التربة بحرثها ووضع الأسمدة واقتلاع الأعشاب الضارة. كما تساعد المزارعين على معرفة تقلبات الجو، وتنبههم لمواعيد فيضان الأنهار وتساقط الثلوج، وفي أغلب الأحيان تنجح توقعات القرويين في رصد موعد التساقطات مما يشجع على تداول هذه الأساليب فيما بينهم. تحديد المواعيد يقول يعقوب ولد البخاري (مالك مزرعة) إن تحديد الموعد المناسب للزراعة يمثل أهمية كبيرة في نجاحها واستفادة المحصول من الأسمدة والأمطار، فالزراعة المتأخرة لا تحقق النتائج المتوقعة وتكبد المزارع خسائر كبيرة، لذلك فالشروع في زراعة الأرض مبكرا وقبل فترة مناسبة من تساقط المطر يبشر بإنتاجية أكبر. ويقول «يعتمد الفلاحون على دراسة احتمالات هطول الأمطار ومواعيد الزراعة من خلال رصد تقلبات الجو والظواهر الفلكية والمناخية التي توارثوها ، خاصة في القرى والمناطق البعيدة عن التلوث، حيث يكون من السهل مراقبة النجوم وسير الكواكب، ويستطيع القرويون تحديد موعد نزول المطر من خلال فك شفرة ما يلاحظونه في السماء ومتابعة حركة بعض النجوم والكواكب التي تظهر في أوقات معينة». ويضيف:«كما يعتمدون على حركة السحب واتجاه الرياح وسرعتها ونوعها، واحيانا ينتقل الخبير منهم بهذه الأمور على أعلى جبل بالمنطقة لاستخلاص هذه المعلومات وتحديد موعد نزول المطر بناءً على خبرته التي تراكمت طيلة سنوات عمره». وعن ثقة المزارعين بهذه التوقعات يقول: «تحظى هذه الأساليب التقليدية بثقة المزارعين أكثر مما تعلن عنه وكالات الرصد الجوي، فقد كان الأقدمون يعتمدون عليها لتحديد موسم الزراعة ونوع الحبوب المراد بذرها وموعد نزول الغيث وموعد الحصاد كما يعتمدون عليها في معرفة اتجاه القبلة وتحديد أوقات الصلاة والصيام، والإهتداء في الصحراء». يفتخر القرويون في منطقة جنوب وشرق موريتانيا بمعرفة أحوال الطقس دون حاجتهم لأخبار مراكز الرصد الجوي، ففي هذه المنطقة يستعد القرويون لاستقبال الغيث بفتح قنوات مرور مياه الأمطار وسيل الوديان إلى أراضيهم قبل نزول المطر. يقول صالح ولد الشيباني مزارع في العقد الرابع إن البدوي الأصيل يستطيع تشخيص أحوال الطقس بدقة بفضل خبرته وواقع معيشته وحياته في البادية، فهو يستطيع تحديد مواعيد سقوط الأمطار وتقدير كميتها ومعرفة موعد فيضان الأنهار ومواعيد الزراعة والحصاد انطلاقا من الحسابات الفلكية وما يشاهده من ظواهر حوله. ويضيف: «حين تهب الرياح ويستمر هبوبها عدة أيام متأثرة بالتيار البحري المعروف بكنارين فهذا يؤكد تأخر هطول الأمطار لأن أنواء المطر لا تتكاثف مع استمرار هبوب الرياح المعاكسة لمسار السحب الممطرة، لذلك ترى البدو يرحلون في مثل هذه الظروف إلى مناطق أخرى بحثا عن الكلأ والماء لأنهم واثقون أن فصل الخريف في هذه المنطقة سيكون خالياً من سقوط الأمطار». وأوضح أن احتمالات هطول المطر قائمة على مراقبة النجوم وبعض النظريات التقليدية المعروفة لدى كبار السن والخبراء في مراقبة الأحوال الجوية حيث إن ظهور عدد معين من النجوم في مواقع محددة في السماء يؤكد هطول الأمطار الغزيرة، كما أن اقتران النجوم بالقمر في الأيام الفردية من كل شهر إشارة مفادها أن اليوم التالي سيكون ممطراً. ويشير إلى أهمية معرفة مواعيد تساقط الأمطار لرفع قيمة الإنتاج الزراعي خاصة في موريتانيا التي تعاني من ندرة الأمطار في السنوات الأخيرة مما حالت دون تنظيم حملة الزراعات الموسمية وأدى إلى هجرة القرويين إثر انحباس الأمطار. الحاسة السادسة ويبدي خبراء أحوال الطقس دهشتهم من حدس البدويين وقدرتهم على تسجيل وتحليل الظواهر الطبيعية وتحديد الوقت المناسب للزراعة فلكياً ومناخياً، كما تثير روايات القرويين عن تحركات غير عادية لدوابهم مع كل تغير مناخي، دهشة خبراء الأحوال الجوية الذين يرفض بعضهم تصديق ما يؤكده القرويون الذين يستعينون بحيواناتهم لمعرفة أحوال الطقس، حيث يعتبر القرويون أن خروج الماشية من الحظيرة إلى الحقول بتثاقل يعني أن المطر على وشك النزول، بينما يشير اندفاعها نحو الحقول إلى أن الجو سيكون صحوا طوال اليوم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©