الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الضلالات العقلية و«تشوش» الحواس خلل في عمل ووظائف الدماغ

الضلالات العقلية و«تشوش» الحواس خلل في عمل ووظائف الدماغ
22 سبتمبر 2014 21:05
هناك علاقة مباشرة وطيدة بين الأمراض النفسية والعضوية على وجود الأوهام وأشكالها ودرجة خطورتها، ومن ثم علينا أن نتحرى الدقة في تشخيص الأوهام، هل هي بسيطة أو متطرفة، أو نتيجة لوجود مرض معين، كالتي نراها عند المرضى الذين يعانون اضطرابات ذهانية «عقلية»، لكن يلاحظ أن بعض الأوهام تكون نتيجة مرض أو اضطراب، ولكل نوع منها سماته وشروطه الخاصة به. الدكتور محسن خليل، أخصائي الطب النفسي، يقول: «تعرف «تشوش الحواس» بأنها سيطرة أفكار معينة على تفكير الشخص، من شأنها أن تسبب تشوهاً في إدراك الحواس الخمس، أي أنه تشوه يَكشِف كيف يُنظم الدماغ ويُفسِّر الإثارة الحسية، أو أنها تُشوه الحقيقة، وبالتالي نجد أن الأوهام قد تكون ضلالات عقلية، أو أفكاراً سلبية أو مخاوف أو ضلالات بصرية، أو سمعية، أو حتى أحاسيس غير واقعية للطعم والتذوق، أو الشم أو الإحساس بالألم العضوي. فالأفكار هي نتيجة ما لإحدى العمليات الإدراكية في المخ، والأوهام التي تصيب حاسة السمع تكون عبارة عن سماع أصوات لا وجود لها، أما أوهام كل من حاسة اللمس والتذوق والشم، فتكون بسبب تلف أجزاء من المستقبلات العصبية للسان أو لمحفزات اللمس والشم». صور خادعة يكمل الدكتور خليل: « كثيراً ما يشكو الشخص من رؤيته لأشياء غير موجودة في الواقع، أو يعاني الخداع البصري، أو رؤية كائنات تتحرك أمامه وتسبح في الفضاء، أو يعاني الأوهام والهلاوس السمعية، وسماعه أصواتاً غريبة، وصراخاً أو نداءات غريبة لا يألفها، أو ما شابه ذلك، أو أنه يشعر أن أشياء تمشي على جسده، وغيرها من حالات أوهام حاسة اللمس، أو أنه يشعر بأن طعم الأشياء كلها مالحاً، أو مراً، أو أنه يشم رائحة معينة غير مريحة، أو حتى رائحة عطر محبب إلى نفسه، أو أوهام في أحلام مخيفة وكوابيس مرعبة. وعلى الطبيب المعالج أن يتأكد من أن شكوى المريض يكتنفها الخداع والضلالة دون أن يتعمد هو ذلك بكل تأكيد، فهناك افتراض سائد بوجود أوهام فسيولوجية تحدث بشكل طبيعي، بالإضافة إلى أوهام معرفية يُمكن أن تتمثل في حيل بصرية معينة تتصل بكيفية عمل أنظمة الإنسان الحسية. ومع ذلك، يحاول الدماغ في بعض الأحيان تنظيم هذه المعلومات التي نراها جيدة، في حين نستخدمها في سد الثغرات في أوقات أخرى. وتعتبر هذه الطريقة التي تعمل بها الدماغ أساس الأوهام التي تصيب الإنسان». الأوهام السلبية أما عن الأوهام السلبية، فيقول الدكتور خليل: « تشمل أوهام حاسة اللمس، الأطراف الوهمية، ووهم الشواء الحراري، ووهم جلد الأرنب، ووهم آخر غريب يحدث عند وضع إصبع الوسطى والسبابة على الأنف، بحيث يكون كل إصبع على كل جانب، مما يؤدي إلى الإحساس بوجود أنفين منفصلين. ومن المثير للاهتمام، أن مناطق الدماغ التي تنشط خلال أوهام حاسة اللمس هي نفس المناطق التي يتم تفعيلها خلال الإدراك الفعلي لحاسة اللمس. كما تسبب المبالغة في البحث عن أعراض لآلام، أو مرض معين في زيادة الشك والخوف عند المرض. فتوقعاتنا تؤثر على مسار مرضنا، وتؤدي إما إلى اختفاء أعراض المرض أو تولدها، فالشخص الذي يقرأ مقالاً عن تسبب الإشعاع الكهرومغناطيسي للهواتف المحمولة في الإصابة بالمرض، فإنه يستوحي إصابته بصداع في الرأس حتى ولو لم تكن هناك أي إشعاعات مغناطيسية، أوأن هاتفه المحمول لا يعمل. وكل شخص مصاب بالسرطان يمكن أن يموت بشكل أسرع، إذا كان مقتنعاً بأنه سيعيش فقط لبضعة أشهر، حتى ولو أظهر تشخيص المرض أن الورم لم يعد ينمو، ويطلق على هذه الحالة اسم ظاهرة «التأثير الوهمي السلبي». (أبوظبي- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©