الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ثلث السوريين بين نازح ولاجئ ونصف السكان بحاجة لمساعدات

ثلث السوريين بين نازح ولاجئ ونصف السكان بحاجة لمساعدات
4 سبتمبر 2013 11:27
عواصم (وكالات) - أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس، أن عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من العنف في بلادهم تجاوز المليونين، مبينة أنها وضعت خططاً للأوضاع الطارئة من أجل مواجهة أي احتمال، في ظل تحركات أميركية ترمي للحصول على تأييد الكونجرس لشن ضربة عسكرية ضد دمشق. في الأثناء، تستعد دول جوار سوريا لمواجهة تدفق كبير للاجئين السوريين الفارين من بلادهم خوفاً من عمليات عسكرية محتملة مما يضاعف من «الكارثة الإنسانية» القائمة أصلاً، حسب الأمم المتحدة. وقال أنطونيو جوتيريس رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مؤتمر صحفي بجنيف أمس، إنه من بين تعداد الشعب السوري البالغ نحو 20 مليون نسمة داخل سوريا وخارجها، الثلث تم تهجيره ونصف عدد السكان يحتاج لمساعدات. وأضاف «المروع في الأمر أن المليون الأول فروا من سوريا على مدى عام، والمليون الثاني على مدى 6 أشهر فقط». وأضاف جوتيريس «أصبحت سوريا محنة هذا القرن الكبرى ( كارثة إنسانية مشينة) تسببت بمعاناة وتشريد لا مثيل لهما في التاريخ الحديث». وأفاد تقرير للمفوضية العليا أن نحو 5000 شخص في المتوسط يلجأون إلى جيران سوريا كل يوم. وذكر مكتب المفوض السامي لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين في الخارج تجاوز مليوني شخص أمس، بزيادة أكثر من 8ر1 مليون شخص على مدار الـ 12 شهرا الماضية، وفي الوقت نفسه نزح 25ر4 مليون سوري من منازلهم إلى آماكن أكثر أمناً داخل البلاد في أواخر أغسطس. وتابع جوتيريس أن «العزاء الوحيد هو الإنسانية والأخوة اللتين تبديهما دول الجوار باستقبالها هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين وإنقاذ حياتهم». من جهتها، وصفت كريستالينا جورجيفا مفوضة الإغاثة في الاتحاد الأوروبي الإحصاءات القاتمة بشأن أعداد اللاجئين بأنها «تطور مريع». وجاء في بيان المفوضية في جنيف أن «سوريا تنزف نساء وأطفالا ورجالا يعبرون الحدود في أغلب الأحيان دون أي شيء سوى الملابس التي يرتدونها». وقبل عام بالضبط، كان عدد اللاجئين في البلدان المجاورة لسوريا، 230 ألفاً و671 شخصاً، وقد وصل إلى 1,8 مليون لاجئ جديد في الأشهر الاثني عشر الماضية، كما تقول المفوضية العليا للاجئين. وأكدت المفوضية العليا للاجئين أن هذه الأرقام التي تتخطى بصورة إجمالية 6 ملايين مهجر، لا مثيل لها في أي بلد آخر، وتشكل معاناة وعمليات تهجير لم يشهدها التاريخ الحديث. وبنهاية أغسطس الماضي، بلغ عدد اللاجئين 110 آلاف في مصر، و168 ألفاً في العراق، و515 ألفاً في الأردن، و716 ألفاً في لبنان و460 ألفاً في تركيا. وبات عدد السوريين في لبنان يناهز 20% من سكان البلاد. وقالت جورجيفا أن «أكثر من نصف هؤلاء اللاجئين هم من الأطفال» مشيرة إلى أن حوالى 52% من هؤلاء اللاجئين هم أطفال في السابعة عشرة من العمر أو ما دون. وأعربت المفوضية العليا عن قلقها من ازدياد أعداد اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان البلدين الصغيرين اللذين يواجهان صعوبات اقتصادية. من جهتها، أوضحت مندوبة المفوضية العليا للاجئين نجمة هوليوود أنجلينا جولي أن «العالم يجازف بتغاضيه عن الكارثة الإنسانية السورية...وإذا استمر تدهور الوضع بهذه الوتيرة، سيزداد عدد اللاجئين ويمكن أن تصل بعض البلدان المجاورة إلى نقطة اللاعودة”. وأضافت أن «العالم على خلاف مأساوي حيال طريقة وقف النزاع السوري»، مضيفة «لكن لا ينبغي إبداء أي تأفف من الحاجة إلى تخفيف الآلام البشرية، ولا أي شك على الإطلاق في مسؤولية العالم ببذل المزيد». وتحدث مراسلون وشهود عيان عن لجوء أعداد أكبر من السوريين إلى الدول المجاورة بعد أن حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه سيشن ضربات عسكرية على قوات الأسد بعد اتهامها باستخدام أسلحة كيماوية في هجوم على ريف دمشق في 21 أغسطس المنصرم. واعتبر جويتريس أن «مخاطر انفجار الوضع في الشرق الأوسط تزداد يومياً». وأضاف «أصبح تهديداً للسلام الشامل والأمن»، موضحاً أن المفوضية العليا للاجئين «وضعت خططاً لمواجهة الأوضاع الطارئة». ولم يقدم تفاصيل لكنه كشف أنه أياً يكن الوضع، تنوي المفوضية العليا «الاستمرار في مساعدة الناس». وحتى الآن، تتوقع المفوضية أن يبلغ عدد اللاجئين 3 ملايين بنهاية 2013. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الشهر الماضي إن عملها حتى الآن أوقف خروج أزمة اللاجئين عن نطاق السيطرة. ولكنها أضافت أن هناك حاجة «لاستراتيجية حقيقة ومترابطة بشكل أكبر بكثير» من جهود الإغاثة القائمة بالفعل والتي يبلغ حجمها 2.9 مليار دولار. ولم تتسلم المفوضية العليا في الوقت الراهن إلا حوالى 50% من الأموال التي تحتاجها لمساعدة اللاجئين السوريين((الأموال المطلوبة 1,17 مليار دولار، أي 888 مليون يورو). ومن المقرر أن يجتمع وزراء من العراق والأردن ولبنان وتركيا وهي الدول الأربع الرئيسية التي تستضيف لاجئين سوريين، مع مسؤولين من المفوضية العليا في جنيف اليوم لوضع سبل توفير مزيد من المساعدات الدولية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©