الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بركات خطف رشدي أباظة من صالة «بلياردو» إلى الشاشة الكبيرة

بركات خطف رشدي أباظة من صالة «بلياردو» إلى الشاشة الكبيرة
9 سبتمبر 2011 00:15
لا تزال صورة «دنجوان» السينما العربية رشدي أباظة، محفورة في أذهان وقلوب جمهوره من السيدات والرجال، الفتيات والشباب، فهو لا يزال يمثل فتى أحلام الفتيات حتى اللاتي ولدن بعد وفاته قبل أكثر من 30 عاماً، وتجددت هذه الصورة هذا العام حين ظهرت شخصيته في مسلسل «الشحرورة» عن حياة صباح كونه كان أحد أزواجها.. رشدي اباظة أحد النجوم القلائل الذين امتلكوا إلى جانب وسامته موهبةً وكاريزما عالية لم تتوفر للكثيرين من أبناء جيله، واستطاع أن يكون شريراً غير مكروه وحبيباً مثالياً، وبرع في التعبير بالوجه والصوت والحركة. الصعلوك والباشا ورغم وسامته التي تميز بها فإن أدواره تنوعت بين الشر والرومانسية والمغامرات والكوميديا، وجسد شخصيات تراوحت بين الصعلوك وابن البلد والموظف وضابط البوليس والمجرم والرومانسي والباشا. ويؤكد معاصروه أنه كان يبدو كابن «ذوات» في مظهره وشكله الخارجي، ويحمل في داخله كل سمات ابن البلد الشهم والبسيط، ويشيرون إلى أنه لم يكن يكف عن مداعبة العمال في البلاتوهات ويحرص على حصولهم على حقوقهم. «المليونيرة الصغيرة» ولعبت الصدفة دوراً كبيراً في اتجاهه إلى التمثيل، حيث كان يمارس هوايته في لعب «البلياردو» وشاهده المخرج هنري بركات الذي عرض عليه بلا سابق معرفة دور البطولة في فيلم «المليونيرة الصغيرة» أمام الوجه الجديد فاتن حمامة وماري منيب وفؤاد شفيق ولولا صدقي، وعرض الفيلم في 22 فبراير 1948، والطريف أنه قام بالعمل في الفيلم نظير أجر قدره 150 جنيها بينما تكلفت ملابسه التي ظهر بها فيه 200 جنيه. تعثرت خطواته بعد ذلك، حيث شارك في ثلاثة أفلام متتالية لم تكن على المستوى المأمول وهي «ذو الوجهين» و»أمينة» و»امرأة من نار» فلم يسمح له طموحه بقبول هذا الوضع، فقرر السفر إلى إيطاليا في رحلات متكررة ما بين عامي 1950 و1952 واستغل هذه الفترة في الدراسة باستديوهات روما. شارك خلال الفترة من 1954 إلى 1958 في 24 فيلماً تعد من كلاسيكيات السينما المصرية، منها «ارحم دموعي» و«موعد غرام» و«نساء في حياتي» و«إسماعيل يس في البوليس» و«تمر حنة» و«دليلة» و«لا أنام»، ورغم أهمية هذه الأفلام فإن أدواره فيها تراوحت بين الثانوية والمساعدة والبطولة الثانية ولم تصل به إلى البطولة المطلقة. أول وآخر جائزة اقتنع المخرج عزالدين ذو الفقار بقدراته واستطاع أن يوظفها ويضعها في الإطار الصحيح، وتعهده بالرعاية منذ شارك معه في فيلم «إني راحلة» عام 1955 ومن بعده «بورسعيد» و»رد قلبي» و»طريق الأمل» ثم أسند إليه عام 1958 دوراً مهماً في فيلم «امرأة على الطريق» أمام هدى سلطان وشكري سرحان وزكي رستم، وكان الفيلم إيذانا بنضجه فنياً إلى الدرجة التي تتيح له بكل اطمئنان الدخول إلى مرحلة البطولة المطلقة، وفاز عن دوره في الفيلم بجائزة الممثل الثاني من الدولة وقدرها 500 جنيه، وكانت أول وآخر جائزة سينمائية يحصل عليها. جاءته فرصتان كبيرتان للانطلاق إلى السينما العالمية، الأولى حين قام بدور البديل للنجم روبرت تايلور في فيلم «وادي الملوك» حيث نشأت بينه وبين النجمة إليانور باركر صداقة عميقة ودعته للسفر إلى هوليوود لتقديمه إلى السينما العالمية ولكنه رفض، والثانية حين حضر المخرج ديفيد لين إلى القاهرة لاختيار أبطال فيلم «لورانس العرب» وكانت المنافسة شديدة بينه وبين عمر الشريف، وتعامل رشدي مع المخرج معاملة النجم الكبير رافضاً إجراء اختبار له. بينما امتثل عمر فكان الدور من نصيبه، رغم أن رشدي كان مهيأ تماماً لهذه الفرصة، فهو بطل رياضي يجيد خمس لغات هي الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية غير العربية. وفي عام 1959 منحه عزالدين ذوالفقار البطولة في فيلم «الرجل الثاني» الذي حقق أهم وأكبر نقلة في حياته الفنية، وعاش بعد ذلك وحتى 1972 ما سمي مرحلة رشدي أباظة، حيث قدم خلالها 81 فيلماً من 145 قدمها في مصر، بخلاف أفلامه التي قدمها في سوريا ولبنان وتركيا وإيطاليا، وتنوعت أدواره ما بين الرومانسية كما في أفلام «لقاء في الغروب» و«مبكى العشاق» و»الحب الضائع»، والتاريخية «وا إسلاماه» و«أميرة العرب»، والوطنية «في بيتنا رجل» و«لا وقت للحب» و»غروب وشروق» و«شيء في صدري» و«جميلة بوحيرد»، والكوميدية «الزوجة 13» و«آه من حواء» و«نصف ساعة جواز» و«عروس النيل» و«جناب السفير» و»المراهقات» و«الساحرة الصغيرة» و«صغيرة على الحب»، والتراجيدية والاستعراضية «السراب» و«رجل لا ينام» و«الأسطى حسن» و«صراع في النيل» و«تمر حنة» وقام بانتاج أربعة أفلام هي «عاشور قلب الأسد» و«طريق الشيطان» و«شقاوة رجالة» و«كانت أيام». موهبة حقيقية في الأعوام العشرة الأخيرة من حياته وقف على أرض فنية صلبة قوامها موهبة حقيقية وخبرة طويلة، وانتقل إلى مرحلة الأداء الهادئ المتزن، والتمثيل المقنع البعيد عن الافتعال، واهتم بالكيف على حساب الكم، فجاءت أفلامه في هذه المرحلة رفيعة المستوى ومنها «شيء في صدري» و«أين عقلي» و«أريد حلاً» و«وراء الشمس» و«القاضي والجلاد»و «آه يا ليل يا زمن» و«ضاع العمر يا ولدي» و«من أجل حفنة أولاد» و«الحب قبل الخبز أحياناً». وفي بدايته الفنية التقى بالفنانة كاميليا فلفت انتباهها وارتبطت به، وتعرض لكثير من الأذى بسبب هذه العلاقة وكان ذلك سبباً في ابتعاد كثير من المنتجين والمخرجين عنه، وعانى كثيراً عقب مقتلها في حادث الطائرة الشهير عام 1950. تزوج أكثر من مرة، وكانت أولى زيجاته من تحية كاريوكا واستمر زواجهما 3 سنوات ثم تزوج من الأميركية بربارا وأنجب منها ابنته الوحيدة «قسمت» واستمر زواجهما 4 سنوات، وبعدها تزوج سامية جمال واستمر زواجهما 18 عاماً ثم تزوج صباح التي طلقها بعد أسبوعين وكان وقتها متزوجاً من سامية جمال وقبل وفاته بسنتين تزوج ابنة عمه نبيلة. وشارك خلال مشواره في مسلسل واحد عنوانه «الصفقة» مع صفاء أبوالسعود وإخراج عادل صادق عام 1979 ومات قبل أن يكتمل التصوير. الفن لم يكن حلمه ولد رشدي أباظة في القاهرة لأم إيطالية وأب مصري في 3 أغسطس 1920، وحصل على الشهادة الابتدائية من المدرسة «المارونية» وعلى التوجيهية من مدرسة «سان مارك» بالإسكندرية، والتحق بعدها بكلية الطيران لكنه لم يحتمل حياة العسكرية، فانتقل بعد ثلاث سنوات إلى كلية التجارة التي لم يكمل دراسته بها بسبب انشغاله بالرياضة، ولم يكن الفن أحد أحلامه. وقد توفي رشدي أباظة في 27 أغسطس 1980 عن عمر يناهز 60 عاماً بعد معاناته مع مرض سرطان الدماغ، وكان ذلك أثناء تصويره فيلم «الأقوياء» الذي أكمله بدلا منه صلاح نظمي.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©