الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معين البستكي: تعمقت في الخدع البصرية وفنون قراءة الأفكار

معين البستكي: تعمقت في الخدع البصرية وفنون قراءة الأفكار
9 سبتمبر 2011 00:15
كان عمر معين البستكي تسع سنوات عندما وقف للمرة الأولى، أمام الجمهور الذي تجسد آنذاك في أهله وجيرانه، قام بتنفيذ خدعِ بسيطة جداً، وكان “مرعوباً” ما أدى به لارتكاب بعض الأخطاء التي تغاضى عنها الحضور عمداً لتشجيعه، بل زادوا أن قاموا بالتصفيق له بعد انتهائه من العرض، فيما قدم أول عرض تم مكافأته فيه أمام عائلة صديق له، عندما كان في المرحلة الثانوية، واستغرق العرض حوالي نصف ساعة، وكانت فرحته شديدة في ذلك الحين ليس بالمبلغ الذي قبضه حينها وكان 50 درهماً، بل بالإنجاز الذي حققه، حيث نال العرض الاستحسان. تنمية الهواية وقع البستكي في هوى ألعاب الخفة والسحر منذ صغره، فجذبته منذ كان في السادسة من عمره، حين داعبه جده بلعبة خفة، فطلب منه وبإلحاح أن يعلمه ذلك، يقول البستكي “قام جدي بتعليمي بعض ما كان يعلمه إلى أن تعمقت فيه كثيراً لأصبح على ما أنا عليه اليوم”، حيث قرر أن ينمي هذه الهواية بدلاً من إهمالها. ولم يكن طريق البستكي معبداً بالورد ولا بالرضا من الأهل، خاصة أن هذا المجال جديد في الثقافة الخليجية، وذلك لأسباب عديدة منها عدم التفريق بين ألعاب الخفة وفن الألعاب السحرية مع السحر، وإصرارهم على إنهاء دراسته، ومع ذلك لم يقف هذا عائقاً؛ لأنه أرضى جميع الأطراف، إلى ذلك، يقول البستكي “واجهت صعوبات من جميع الجوانب، لم يوافقني أهلي في هذا المجال؛ لأنهم مثل جميع الأهل يريدون أن يتفوق أبناؤهم في الدراسة، ولقد وافقتهم الرأي، حيث لا شيء أهم من التعليم والدراسة، ولم أخيب ظنهم فقد أكملت دراستي الجامعية، وحصلت على شهادة الماجستير في مجال إدارة الأعمال من أستراليا، والهدف أن أكمل دراسة الدكتوراه قريباً”. ورغم صعوبة حصوله على الدعم ممن حوله، قرر البستكي المضي في طريق ألعاب الخفة وبالاجتهاد والإرادة، استطاع نيل استحسان الناس من خلال الألعاب التي كان يقدمها وفي معظمها جديدة وغير تقليدية، ما دعا بعض القائمين على البرامج التلفزيونية إلى الإصرار على ظهوره أمام الشاشة، الأمر الذي سبب له خوفاً وإحراجاً شديدين له، يوضح “خرجت بموهبتي على شاشة التلفاز بعد إصرار شديد من بعض معدي البرامج، وجاءت النتائج معاكسة لتوقعاتي فقد استحسن المشاهدون هذا النوع من الفن، ووقفوا وراء نجاحاتي ودعموني”. هذا الأمر جعل أفراداً من عائلة البستكي يغيرون آراءهم تدريجياً من معارضين لفنه إلى محبين وداعمين له، حتى أصبحوا يتابعون أخباره بفارغ الصبر. ألعاب خفة يعتمد البستكي على الكثير من خفة اليد والحركة السريعة، كما يستغل دهشة الجماهير وانشغالاتهم بالنظر إلى ما يفعله من دون التركيز على كيفية ذلك، حيث يقودهم إلى النظر باتجاه مكان معين منعاً لملاحظة ما يقوم به ثم يبدأ بألعابه المثيرة. ويؤكد البستكي ضرورة التفريق بين ألعاب الخفة السحرية التي هي عبارة عن عروض مسرحية وأسرار استكشفها لعرضها على الناس التي تظن أنها خارقة، ولكن ليس هناك أي طاقات خارقة بها، موضحاً السحر أو الشعوذة الذي يستخدمه البعض لجني المال أو الضرر بأناس آخرين، مجالاً آخر يرفضه ولا يشدد على حرمته ومخالفته للقانون. ويواجه من يعمل في هذا المجال الكثير من المواقف الطريفة والتي لا تخلو من الفكاهة، في هذا الإطار، يقول البستكي “في هذا الفن يدخُل الجمهور في حالاتٍ مختلفة من المشاعر منها الخوف والاستغراب والفرح، ويعتمد كل منها على نوع اللعبة السحرية الذي تقوم به، وفي أحد العروض قمت بتقديم لعبة سحرية خطيرة، وأحضرت لهذا الغرض فتاة من الجمهور لمساعدتي على المسرح ومن فرط دهشتها وحماسها، قامت بخلع باروكة كانت تضعها على رأسها، وألقتها على الأرض ثم ركضت إلى مكانها، الأمر الذي تحول من إعجاب بما قدمته إلى قهقهة من الصدمة التي حصلت، لجهلنا بوجود باروكة على رأسها”. ويضيف “اتصلت بي سيدة عجوز تسأله ممارسة (قواه السحرية) على زوجها الذي يقوم بضربها دائماً، وتطالبه بإرسال هذه القوى لضرب زوجها وتلقينه درساً في احترام زوجته، إلا أنني شرحت لها وبكل صبر أنني لا أملك طاقات سحرية بل هي عروض مسرحية أقوم بها لإمتاع الجماهير”. تخصص وتعمق ينتهج البستكي في ذلك خطاً جديداً بتقديم عروضِ جديدة لم يتم تقديمها في المنطقة العربية والتي قد تكون في معظمها خطرة أحياناً، ما يضعه في مواقف لا يحسد عليها، وفي أحد العروض التي قام بها خلال برنامج تلفزيوني، قام بسكب البنزين على كامل جسده ثم أشعل النار بنفسه لمدة تزيد عن ستين ثانية، ومن ثم قام فريق مختص بإطفاء النار وإخمادها. ولا ينفي البستكي الخطورة والجرأة في بعض الأعمال التي قد يصيبه مكروه فيها، ولكنه يقول “لا يوجد هناك سهولة في هوايتي التي تحولت إلى مهنة، خاصة أني شغوف بها لذلك لن تحدني من المخاطرة أية مخاوف، وهي أكثر صعوبة من الكثير من المجالات والفنون الأخرى، ولو أردت لوجدت وظيفة براتب مجزِ ولكني أعشق هذا المجال”. ويعتبر البستكي أن التخصص في أحد فروع ألعاب الخفة والتعمق فيه أفضل، ذلك بالطبع مع القدرة على ممارسة الألعاب الأخرى، ما يكسب ممارس هذه الألعاب التميز، وعن اختلاف عروضه عما يقوم به الآخرون يوضح “عروضي مختلفة قليلاً عن الآخرين في المنطقة، حيث يتضمن فن الخدع والألعاب السحرية فروع مختلفة، وأنا أتعمق في فن خدع البصر وقراءة الأفكار، وهذا يميزني عن غيري في هذا المجال وسببي تعمقي في هذا الفرع هو ولع الإنسان في معرفة ما يدور بخلد الشخص الآخر، فأردت أن أعطي الناس في منطقتنا الشيء الذي يريدونه، فعندما يشاهدون أحدا ما يستطيع أن يقوم بذلك، فهم يعتقدوا بأن خيالهم تحول إلى واقع، وفي وجهة نظري الشخصية هذا الفن أقوى ما قد يمكن القيام به في ألعاب الخفة”. ويفرح البستكي كثيراً عندما يستطيع رسم البسمة على وجوه الحضور، وعند ملاقاة معجبيه بعد انتهاء عروضه، مؤكدا أنه لن يتوان عن تقديم المساعدة لأبنائه إذا ما اختاروا أي هواية كمهنة لهم في المستقبل، ويضيف “سأقف وراء أبنائي في أي مجالٍ يختارونه وإن اختاروا مجالي فسأعلمهم كل ما أعلم وأكثر”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©