الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تعب المشوار» دراما سورية اجتماعية تطرح تساؤلات شائكة

«تعب المشوار» دراما سورية اجتماعية تطرح تساؤلات شائكة
8 سبتمبر 2011 22:38
مسلسل «تعب المشوار»، كان من المفترض عرضه في شهر رمضان هذا العام، غير أنه لم يسوّق رمضانياً لأسباب تتعلق بالجهة المنتجة. والعمل يعدّ تحية إلى الفنان فؤاد غازي صاحب الأغنية الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه، ولكنه توفي مطلع رمضان الفائت دون أن يتابع العمل. وتعرض قناة «أبوظبي» المسلسل هذه الأيام في عرض أول، من إخراج سيف الدين سبيعي، وكتب نصه فادي قوشقجي، وأنتجته شركة «بانة» للإنتاج والتوزيع الفني. وهو مسلسل سوري اجتماعي، يروي ثلاث قصص لثلاثة أجيال، عن الحب والطموح وأحلام الشباب. ويتناول هموم الطبقة الوسطى، ويأتي اسمه من التعب الذي يصيب الناس عبر ملاحقتهم لأحلامهم في مختلف مراحل العمر. يقول المخرج سيف الدين سبيعي إن كل العقبات أمام مسلسله لهذا العام «تعب المشوار» قد زالت تماماً، وأصبح يعرض الآن على قناة أبوظبي الإماراتية، وهذا يمنح الكثير من المميزات، منها أولاً، لأن العمل لن يبقى رهينة للانتظار لفترة مقبلة أو للعام المقبل، وثانياً لأن الجمهور يشاهده على انفراد بعيداً عن تخمة العروض المكثفة للدراما في شهر رمضان، وثالثاً لأن القناة التي تعرضه هي قناة متابعة جماهيرياً. سبيعي يعود إلى الشاشة سبيعي الذي يشارك في عمله «تعب المشوار» ليكون مخرجاً وممثلاً في الوقت نفسه، يعود إلى الشاشة بعد أن هجرها سنوات، باستثناء دور الضابط الذي أداه في عمله الأخير «أهل الراية 2» معتبراً مشاركته تلك بمثابة تجربة بمساحة بسيطة. يجسّد سبيعي شخصية «رامز»، شاب طموح، وهو صاحب إحدى شركات الإعلان الكبرى، يورطه طموحه في إحدى القضايا الكبرى، ليضطر إلى إشراك زوجته في هذه الألاعيب، ما يؤدي في نهاية الأمر لحدوث مشاكل كبرى بينهما. أما عن السبب الذي دفعه لاختيار هذه الشخصية تحديداً يقول سيف إن الدور بحد ذاته إشكالي، وهو لا يرغب في أن يعود بعد هذه الفترة من الغياب بدور عادي، خاصةً أن «رامز» من الشخصيات التي لديها الكثير من المشاكل في المسلسل. يؤكد سيف أن إصرار أصدقائه وكل من حوله لعودته للتمثيل هو ما دفعه للمشاركة، خاصة بعد أن خسر الكثير من الكيلوجرامات من وزنه، التي كانت سبباً رئيسياً في ابتعاده عن الكاميرا. مُهدى لروح غازي ويعتبر سبيعي أن تصوير العمل هو القسم التنفيذي منه، والذي يأتي بعد انتهاء الاستعدادات الكبيرة التي يجب أن يقوم بها المخرج للتحضير للعمل، مستعيناً بمقولة أحد المخرجين المخضرمين: «انتهى العمل.. فليبدأ التصوير». وعما إذا كان المسلسل سيكون بالفعل مهدى إلى روح الفنان فؤاد غازي الذي رحل مطلع رمضان المنصرم، يقول سبيعي إنه بالفعل كذلك، وقبل وفاته كان مهدى له شخصياً، لكن القدر قال كلمته قبل ذلك، والمسلسل شبه ترجمة لكلمات الأغنية التي غناها الراحل قبل عقدين تقريباً. وعن تعب المخرج وفريق العمل في «تعب المشوار» يقول سبيعي إن أول أيام التصوير كآخر أيامه، فالتصوير هو المرحلة التنفيذية للعمل، بعد أن تكون التحضيرات قد انتهت، لأن العمل الحقيقي في العمل هو في مرحلة ما قبل التصوير. أما عن البداية المبكرة لبعض الأعمال هذا العام، فقد اعتبر سبيعي أن الأمر يرجع إلى رغبة شركات الإنتاج وصُنّاع الدراما في تقديم أكثر من عمل خلال الموسم الرمضاني المقبل. مرآة المجتمع سيف الدين سبيعي الذي أخرج هذا العام عملاً آخر عرض في شهر رمضان هو «طالع الفضة»، الذي تناول البيئة الشامية بأسلوب مختلف عما قدم عن دمشق في أعمال سابقة، يؤكد أن «تعب المشوار» يميل إلى الدراما الاجتماعية بشكل أكبر من غيرها، وخصوصاً للنصوص التي يكتبها فادي قوشقجي، التي اعتبرها إشكالية، تطرح مشاكل المجتمع وازدواجيته، وتشابه مرآة تعكس صورة المجتمع على الشاشة، متمنياً أن تتحول تجربته مع قوشقجي إلى شراكة فنية. نص «تعب المشوار» هو من النصوص التي أحبها سبيعي، والتي تحتاج إلى متابعة، فهو يطرح تساؤلات اجتماعية مهمة بعيداً عن البكائية والميلودراما العالية.. الدراما برأيه ليست للتسلية واجترار العواطف، بقدر ما هي دراما تدفع للتفكير والتساؤل، وهذا هو اللافت في أعمال ونصوص فادي قوشقجي. يكشف سبيعي أن أدوار العمل تمتاز بصعوبتها، لذلك كان لابد من أن يقوم بها مجموعة من النجوم، عباس النوري، كاريس بشار، باسم ياخور، باسل خياط، رامي حنا، ديمة قندلفت، قيس شيخ نجيب، نادين تحسين بك، نجاح سفكوني، ضحى الدبس، رنا شميس، دينا هارون، وآخرون. يذكر أن سبيعي سبق وقدم للكاتب فادي قوشقجي مسلسل «عن الخوف والعزلة» في العام 2008، مع الفنانين كاريس بشار، عبد المنعم عمايري، رامي حنا، ميسون أبو أسعد، ثناء دبسي، سليم صبري، كفاح الخوص.. امرأة قوية ومتسلطة الفنانة هبة نور التي تشارك في مسلسل «تعب المشوار» أكدت أنها ترتاح جداً بالعمل مع المخرج سيف الدين سبيعي، فهو على حد قولها مخرج موهوب، هادئ ومريح جداً أثناء وجوده في موقع التصوير، وهي سعيدة بالفعل بوجودها ضمن أسرة مسلسله. وتعبّر هبة عن سعادتها بلعب شخصية «ديالا» التي تجسدها، وهي مختلفة تماماً عما قدمته سابقاً سواء من ناحية التصرفات ومحور الشخصية أو حتى من ناحية لباسها وماكياجها، فهي امرأة قوية ومتسلطة، تكثر مشاكلها مع زوجها وتحرضه على أهله من أجل تسيير المنزل كما تشاء، حتى يمر زوجها بأزمة كبيرة، وعندها تحاول أن تقف إلى جانبه تفشل في إنقاذه، ما يؤدي إلى ازدياد المشاكل بينهما أكثر فأكثر. وتكشف هبة عن أنها حاولت العمل كثيراً على الشخصية لتبدو أقوى، وعلى الرغم من تسلطها وقسوتها تقول إن الناس سيحبونها ويتعاطفون معها. كما شاركت هبة في الجزء الثاني من «الدبور2» للمخرج تامر اسحق الذي عرض في شهر رمضان ولاقى جماهيرية لا بأس بها هذا العام في ظل الكثافة الدرامية السورية. عباس النوري.. العازب العاشق يمثل النجم عباس النوري شخصية سعيد في مسلسل «تعب المشوار»، وهو رجل تقدم به العمر نسبياً وظل محافظاً على عزوبيته، السلوك الدرامي الذي مارسه النوري في أعماله الأخيرة يشير بوضوح إلى بحث دؤوب عن نمط مغاير للسائد على الساحة الدرامية السورية مؤخراً، وقد تجلى موقفه ذاك عبر مشاركته كتابة وتمثيلاً في مسلسل «طالع الفضة»، الذي عرضته بعض الفضائيات العربية خلال شهر رمضان الفائت، والذي يجسد نموذجاً مختلفاً عن الكثير من الأعمال التلفزيونية التي قاربت مدينة دمشق في الماضي القريب، حيث يظهرها أكثر واقعية وتعبيراً عن البيئة الحياتية بها. يبدو عباس النوري كما لو أنه مستمر في السير وفق هذا النهج، وشخصية «سعيد» التي يقدمها في المسلسل تعازف أبدي عن الزواج، ويواجه صراعات مع المجتمع نتيجة ذلك، كما انه شخص متنور لديه الرغبة في إيجاد الحلول للكثير من مشاكل المجتمع. النوري يشير إلى أن شخصية سعيد في المسلسل ساخرة ميالة إلى اللامبالاة والعبثية، أما ما يوثق صلته بهذه الحياة التي لا يأخذها على محمل الجد، فهو حصوله على جائزة مالية كبيرة، وتعلقه بفتاة تصغره بـ26 عشرين عاماً. كذلك يوضح النوري أن الكثير من شخصيات «تعب المشوار» تبدو متأزمة عاطفياً، وتتعرض لاختبارات عاطفية مؤثرة، وهو ما يعمل عليه المخرج سيف الدين سبيعي بفهم عالي المستوى.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©