الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قيام الليل يقي من السكري وضغط الدم والأزمات القلبية

قيام الليل يقي من السكري وضغط الدم والأزمات القلبية
9 سبتمبر 2011 00:16
قيام الليل سُنة عظيمة، وعمل شاق وجهاد عظيم دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين وقربة إلى الله، ومطردة للداء ويقي من الإصابة بالسكري وضغط الدم والأزمات القلبية، افترضه على المسلمين قبل أن تنزل الأحكام وقبل أن تفرض الفرائض وقبل الصلوات الخمس، ففي الليل يتوجه المؤمنون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات. وقال تعالى:«تتجافى جنوبهم عن المضاجعِ» سورة السجدة- الآية 16، قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل وقال ابن كثير يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة. ويقول الباحث الإسلامي الدكتور محمد كمال الشريف في كتابه سكينة الإيمان»لقد خلق الله النهار للنشاط فيه، ونبتغي من فضل الله، وخلق الليل لنسكن فيه، والنوم نعمة من نعم الله علينا، إذ فيه راحة للجهاز العصبي، فلو حرم الإنسان منه لبضعة أيام، فإن عمل الدماغ يضطرب. وفي النوم ترميم لما تهرأ من جسم الإنسان، كما يتم النمو خلاله أيضاً، وخاصة نوم الليل، حيث تزداد الهرمونات التي تنشط النمو والترميم أثناء الليل، ويزداد في النهار بدلا منها هرمونات من أجل العمل والحركة، قال تعالى:»ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون» ولكن الله أثنى على المتقين، بأنهم كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، قال تعالى: «إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون». فلقد اختار الله الليل ليكون وقت الاستغراق في العبادة، لكن هل يكون ذلك على حساب صحة الإنسان العقلية، ونحن نعلم كم هو مفيد نوم الإنسان في الليل؟، والجواب أنه لن يكون ذلك أبدا فقد كشفت دراسات الأطباء النفسيين أن حرمان المريض المصاب بالاكتئاب النفسي من النوم ليلة كاملة وعدم السماح له بالنوم حتى مساء اليوم التالي، له فعل عجيب في تخفيف الاكتئاب وتحسين مزاجه، حتى لو كان من الحالات التي لم تنفع فيها الأدوية. واجريت دراسات أخرى، فوجدت أنه لا داعي لحرمان المريض من النوم ليلة كاملة كي يتحسن مزاجه، إنما يكفي حرمانه من النوم النصف الثاني من الليل، للحصول على القدر نفسه من تحسن حالته، ولقيام الليل والتهجد في الأسحار جائزة فورية، وهي اعتدال و تحسن في مزاج القائمين والمتهجدين، وفي صحتهم النفسية. كما أثبتت أن صلاة الليل تورث صحة البدن وحسن الوجه، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: «من كثرت صلاته في الليل، حسن وجهه بالنهار» وحث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل ورغب فيه فصلاة الليل تطيب الريح وتجلب الرزق وتحسن الخلق وسبب قضاء الدين وإزالة الهموم وجلاء البصر ونور المعرفة وراحة الأبدان. وجاء في كتاب «الوصفات المنزلية المجربة وأسرار الشفاء الطبيعية» وهو كتاب بالانجليزية لمجموعة من المؤلفين الأميركيين – في العام 1993 ، أن القيام من الفراش أثناء الليل والحركة البسيطة داخل المنزل والقيام ببعض التمرينات الرياضية الخفيفة، وتدليك الأطراف بالماء، والتنفس بعمق له فوائد صحية عديدة. وأوضحت أن المتأمل لهذه النصائح يجد أنها تماثل تماما حركات الوضوء والصلاة عند قيام الليل، وقد سبق النبي صلى الله عليه وسلم كل هذه الأبحاث في الإشارة المعجزة إلى قيام الليل فقال: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله عز وجل، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء من الجسد»، -أورده الألباني في صحيح الجامع وأخرجه الإمام أحمد والترمذي والبيهقي والحاكم- وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل. وعن أن قيام الليل يطرد الداء من الجسد ثبت علمياً انه يؤدي إلى تقليل إفراز هرمون الكورتيزون الطبيعي للجسد خصوصا قبل الاستيقاظ بعدة ساعات وهو ما يتوافق زمنيا مع وقت السحر «الثلث الأخير من الليل» مما يقي من الزيادة المفاجئة في مستوى سكر الدم، والذي يشكل خطورة على مرضى السكر، ويقلل كذلك من الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم ويقي من السكتة المخية والأزمات القلبية في المرضى المعرضين لذلك. كما تبت أنه يقلل قيام الليل من مخاطر تخثر الدم في وريد العين الشبكي، الذي يحدث نتيجة لبطء سريان الدم أثناء النوم، وزيادة سيولة الدم بسبب قلة تناول السوائل، أو زيادة فقدانها أو بسبب السمنة المفرطة وصعوبة التنفس مما يعوق ارتجاع الدم الوريدي من الرأس. ويؤدي قيام الليل إلى تحسن وليونة لمرضى التهاب المفاصل، سواء كانت روماتيزمية أو غيرها نتيجة الحركة الخفيفة والتدليك بالماء عند الوضوء. وقيام الليل علاج ناجع لما يعرف باسم «مرض الإجهاد الزمني» لما يوفره قيام الليل من انتظام في الحركة ما بين الجهد البسيط والمتوسط، الذي ثبتت فاعليته في علاج هذا المرض. كما يؤدي إلى تخلص الجسد من نوع من الدهون يسمى الجليسيرات الثلاثية التي تتراكم في الدم خصوصا بعد تناول العشاء المحتوي علي نسبة عالية من الدهون التي تزيد مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية بنسبة 32 بالمئة في هؤلاء المرضى مقارنة بغيرهم. السكتة القلبية والدماغية يقلل قيام الليل من خطر الوفيات بجميع الأسباب، خصوصا الناتج عن السكتة القلبية والدماغية وبعض أنواع السرطان كذلك يقلل من مخاطر الموت المفاجئ بسبب اضطراب ضربات القلب لما يصاحبه من تنفس هواء نقي خال من ملوثات النهار وأهمها عوادم السيارات ومسببات الحساسية وينشط الذاكرة وينبه وظائف المخ الذهنية المختلفة لما فيه من قراءة و تدبر للقرآن وذكر للأدعية واسترجاع لأذكار الصباح والمساء فيقي من أمراض الزهايمر وخرف الشيخوخة والاكتئاب وغيرها، وكذلك يقلل قيام الليل من شدة حدوث والتخفيف من مرض طنين الأذن الذي يحدث لأسباب غير معروفة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©