أحمد مرسي:
يعيش الشارع الإماراتي خلال الفترة الحالية حالة من الحراك السياسي الداخلي لم يسبق له أن عاشها من قبل·· حالة أوجدتها انتخابات المجلس الوطني الاتحادي من خلال التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' باختيار نصف أعضاء المجلس عن طريق الانتخاب وبأصوات ستحدد من يريد أن يمثلها ويعبرعنها ويعرض قضاياها في الدورة المقبلة·
لقد فرضت ''لغة الانتخابات'' نفسها على غالبية الحوارات التي تدور بين أبناء الوطن على جميع المستويات، فأصبحت المحور الأساسي في أحاديثهم وجوهر مناقشات مجالسهم·· وبات الجميع يترقب المرشحين؟ ومن هم، وبأي برنامج انتخابي سيظهرون، وما المنهج الذي سيتبعونه؟ وبأي وسيلة سيعلنون عن أنفسهم؟ بل وصل بهم هذا الحراك الملحوظ بمناقشة البرامج الانتخابية الخاصة بالمرشحين يحللون ويدققون في بنودها ومدى واقعيتها ومصداقيتها في ملامستها لهمومهم·
ولعل خير دليل على تعطش المواطنين لهذه المشاركة الفعالة في المجلس الموقر هو ذلك الإقبال الملحوظ من قبل أعضاء الهيئة الانتخابية على ترشيح أنفسهم في هذا ''العرس'' الذي لم يسبق للدولة أن عايشته، ليصل عددهم في اليوم الثاني فقط للترشيح إلى أكثر من مائتي شخص، ويُتوقع أن يتضاعف عددهم بنهاية الفترة المحددة للترشيح·
إنها صورة أخرى ظهر عليها أبناء الإمارات أكدوا من خلالها أنهم أمام حالة متفردة عن العالم أجمع، مظهرين في اللجان وبكل عفوية مدى الترابط والتلاحم والتمسك بكرم الضيافة القائم فيما بينهم، وهي المبادئ والقيم التي نشئوا وترعرعوا عليها وأصبحت من سماتهم الطبيعية وبشكل بديهي أيضاً، وهو ما ظهر في اللجان من خلال الحوارات والنقاشات التي دارت بين الجميع حتى الأعضاء المتنافسين في اللجنة الواحدة·
عدد اليوم
