السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

45 حالة "توحد" تنتظر إنشاء مركز متخصص في رأس الخيمة

25 نوفمبر 2006 01:53
تحقيق - مريم الشميلي: التوحد أو'' الاجترارية '' أو '' الذاتوية '' هي مصطلحات في وصف حالة اعاقة من إعاقات النمو الشاملة ، وقد كثرت الفرضيات والتكهنات حول أسباب هذا المرض ، وكلما اقترب الأطباء من تحديد السبب تظهر ألغاز تلغي نتائج ماتوصلت إليه بحوثهم ودراساتهم ويقدر انتشار هذا الاضطراب مع الاعراض السلوكية المصاحبة له بنسبة واحد من بين 500 شخص وتزداد نسبة الإصابة بين الأولاد عن البنات بنسبة 1الى 4 · ووصل عدد المصابين بمرض التوحد برأس الخيمة الى أكثر من 45 حالة تحتاج كل حالة الى برنامج علاجي خاص وفريق متكامل يضم (طبيب أعصاب ، وطبيباً نفسانياً ، وطبيباً مختصاً في النمو ، وأخصائياً في العلاج المهني وأخيرا أخصائي علاج تعليمي ونطقي) وهذا مالم يتوفر حتى الآن في إمارة رأس الخيمة مما يدفع بعض الأسر إلى استخدام الأساليب البدائية وبالتالي إهمال علاجه حيث تكلف هذه العلاجات أولياء الأمور مصاريف باهظة وكبيرة خاصة وأن نتائج العلاج بطيئة جدا· من هنا برزت الحاجة إلى إنشاء مركز متخصص لتوعية وتثقيف أولياء الأمور بكيفية التعامل مع هذه الفئة خصوصا، أن اكتشاف المرض في بدايته أمر ضروري يسهل السيطرة عليه ، وهذا ما تم بالفعل بجهود فردية لمجموعة متحمسة للعمل التطوعي الذي يخدم من خلاله الفرد مجتمعة ولكن ! هذا الجهد متوقف على دعم الحكومة ورجال الخير وتسهيل مهمة صدور ترخيص أول مركز متخصص يعالج أطفال التوحد في رأس الخيمة بالمجان · افتقار الى مراكز توعية تقول شريفة رشيد موجهة لغة عربية أم لطفلة مصابة بالتوحد منذ 4 سنوات : بعد إكمال ابنتي ''فاطمة'' السنة والثمانية أشهر بدأت حالتها النفسية تتأخر وأصيبت فجأة بانتكاسة في شخصيتها ،،وظهر ذلك من خلال تراجع تواصلها الاجتماعي معي ومع إخوتها وأصبح لديها بالتالي فقدان تدريجي للذاكرة في حفظ الأسماء بالإضافة إلى قلة الحديث وإصدار أصوات مزعجة وكلمات غير مفهومة من هنا بدأ مؤشر الخطر بالظهور·· وأصيبت الأسرة بحالة من الذهول والتخبط لمدة عام كامل وهي تجهل أسباب هذا التغيير السلبي ،،حيث تقول لم نترك بابا إلا وطرقتاه لإنقاذ حالة ابنتنا · وبعد فترة وخلال مشاهدتي التلفاز، رأيت برنامجا يعرض حالات مشابه لاعراض ابنتي وعرفت أخيرا أنها مصابة بالتوحد· ومع مرور الوقت عرضنا الحالة على طبيب خارج الإمارة حيث استمر العلاج على شكل جلسات يومية وأسبوعية وتضيف أم فاطمة أن مدة علاج مريض التوحد طويلة ونتائجه طفيفة وتكلفة العلاج باهظة حيث يكلف ''مريض التوحد'' خلال العام الواحد مابين ''55-''60ألف درهم وهذا يكلف الأسرة أموالاً كثيرة، لذا نناشد الجهات الرسمية والمسؤولة بتأسيس مركز أو جمعية تخدم وتحتضن فئة المصابين بالتوحد· في انتظار الترخيص بجهود ذاتية تقوم نخبة من الشباب المتحمسين للعمل التطوعي بتأسيس نواة لمركز التوحد برأس الخيمة وذلك لتلبية حاجة العديد من الأسر التي لديها أطفال توحد وقد أطلق المنظمون للمشروع حملة ''أطفال التوحد'' وذلك لمواجهة أعباء إصابة أبنائهم بالمرض والعمل على جمع التبرعات وتعزيز المبادرات الخيرية من قبل رجال الإعمال وأهل الخير لبناء مركز متكامل وشامل للعناية بالأطفال الذين يواجهون خطر المرض· وتقول عائشة الشامسي : عضو في ''مشروع التوحد '' وموجهة الرياضيات بمنطقة رأس الخيمة التعليمية ـ إن المشروع قام بحصر مبدئي لحالات التوحد في رأس الخيمة عن طريق المؤسسات الصحية وتبين عددها ''أكثر من''45حالة مصابة بالتوحد وقد يكون العدد أكثر من ذلك ، وتتراوح أعمار الحالات مابين ''سنتين حتى24عاما '' ، وإن المركز حاليا يستعد لتدريب مجموعة من خريجات التربية وعلم النفس للعمل مع أطفال التوحد·· ويسعى المشروع جاهدا لإيجاد جهة رسمية تتبناه بسبب التكاليف الباهظة سواء للكوادر العاملة أو تكاليف الألعاب والبرامج والأدوات التي يستعين بها المريض لتحسن حالته ، ويشارك في المشروع حاليا مجموعة من المعلمات المتقاعدات ولجنة مشاريع مجان ومجموعة من المتطوعات من الهلال الأحمر وأمهات أطفال التوحد فرص عمل جديدة وتكمل فاطمة العوضي -عضو بالمشروع وباحثة قانونية بمكتب العمل برأس الخيمة - أن للمركز أهدافا سامية ويخدم الكثير من شرائح المجتمع ابتداء من الأسر حتى الشباب·· أولها محاولة تغير اتجاهات أولياء الأمور لهؤلاء الأطفال ومساعدتهم للتكيف مع الواقع الذي يعيشونه ومن جانب آخر خلق فرص عمل جديدة للخرجين ، والتواصل مع المؤسسات الخيرية للمشاركة في حملة دعم مشروع التوحد··· طقوس وسلوكيات نمطية وتقول رشا محمد أخصائية تربية خاصة بالمركز التخصصي لذوي الاحتياجات الخاصة برأس الخيمة بأن التوحد من أكثر الإعاقات العقلية صعوبة من حيث التأثير على سلوكه وعلى مدى قابليته للتعلم ، ومدى تحقيق درجات من الاستقلال الاجتماعي ، والقدرة على حماية الذات مشيره إلى أن مريض التوحد يعامل ضمن برنامج ومهارات سلوكية خاص به · وهو مايسمى بـ ''الخطة التعليمية الفنية '' وتختلف هذه الخطة من حالة الى أخرى بالاختلاف السلوكي والاضطرابات التي يعانيها · و تشخيص هذا الاضطراب يأتي ضمن تسجيل ورصد السلوكيات التي تقييم مدى شدة الاصابة وعند التشخيص يجب التأكد من المرض وحالات فسيولوجية قد تؤدي الى التأكد من أن الحالة هي توحد·· وأردفت قائلة : إن من الأعراض التي تميز بها طفل التوحد اقتصاره على عدد محدد من السلوكيات النمطية وطقوس لاجدوى منها والانشغال الطويل بها ، ومن خصائص المرض أيضا التغير المفاجىء في المزاج من البكاء والصراخ الى موجة عارمة من الضحك والشعور بالسعادة بدون سبب واضح والكثير يعبرون عن مشاعرهم بطرق غريبة وغير مألوفة وتضيف هاجر محمد مساعدة معلمة في المركز التخصصي برأس الخيمة أن من الضروري أن يتدخل الأهل في علاج الحالة بشكل سريع لأن اضطراب التوحد في السنوات الأولى من عمر الطفل تبرر أهميتها فبعض المراكز العصبية والحسية في الجهاز العصبي لا تزال في طور التشكيل بحيث من السهل تعديلها وتطويرها ، وكذلك عدم الكشف المبكر عن المشكله في مرحلة مبكره تؤثر سلبا في مظاهر النمو الأخرى ، مثل التأثير في مظاهر السلوك الحركي والمعرفي لذا يحتاج لجلسات فردية وجماعية للعلاج · ويفسر د · عثمان لطفي امين اخصائي وطبيب اطفال بمستشفى صقر برأس الخيمة عن اسباب التوحد انه حتى الآن لم تظهر دراسات او نظريات تثبت اسبابه وآخر النظريات التي ظهرت عن اسباب التوحد هي النظرية التي تشير الى أن معدل تدفق الدم في الجمجمة لا تصل الى القشرة في المراكز المسؤولة عن الفهم والاستيعاب مما يؤخر ويعيق العملية المتمثلة ولا زالت هذه النظرية قيد الدراسة ومن النظريات التي أشارت عن اسباب التوحد ايضا النظرية العلمية التي تنظر الى أن الحالة الجينية هي المسببة للمرض أي تزداد نسبة الإصابة بين التوائم المطابقين (من بيضه واحدة ) أكثر من التوائم غير المتطابقين (من بيضتين مختلفتين) وقد أظهرت صور الأشعة الحديثة مثل تصوير التردد المغناطيسي PET وجود اختلافات واضحة في المخيخ ـ بما في ذلك حجم المخ وفي عدد نوع معين من الخلايا ·المسمى بـ ( خلايا بيركنجي )· والنظرية الثالثة التي ظهرت أيضا الأدوية التي تتناولها الأمهات الحوامل من الصرع مثل ادوية (valproate) المسبب لعرض سلبي للجنين وبالتالي لخلايا المخ ··· كما أشارت الدراسات في المعاهد العالمية الى نظرية تأثير العامل البيئي مثل (التغذية) فبعض الأطفال لا يتفاعل الجهاز الهضمي لديهم مع جلوبتين القمح أو بروتين الحليب فيسبب خللا في العملية الفهمية ·· لذا نلاحظ أن مرضى التوحد يسيرون ضمن برنامج غذائي خاص ''الحمية الغذائية'' وتتميز هذه الحمية بخلو الغذاء من ''الجلوتين ـ الكازين '' ، وتستخدم بعض الأدوية لكبح عملية النشاط الزائد لديهم مثل "clonidina" وأدوية نفسية مثل "ssri" المركز لا يستقبل هذه الحالة وتشير الهام القاسمي مديرة مركز الرعاية والتأهيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة الى أن المركز لا يستقبل حالات التوحد لأسباب عديدة: أن الفصل الواحد بالمركز يجب أن يضم من (2ـ3)حالات توحد فقط وفي هذه الحالة يحتاج أن يكون في الفصل معلم لإمكانية التحكم بالمريض خاصة وإن المرضى من كثيري النشاط والحركة وتكلفة فصل التوحد يكلف مبالغ عالية وخاصة أن المريض يحتاج خلال فترة العلاج الى نظام دراسي وبرنامج وأدوات وأجهزة وهذا ما لم يتوفر بشكل كبير في المركز·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©