الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المهارة أولاً.. الصبر دائماً على التماس

22 سبتمبر 2014 22:05
يصيبك الملل أحياناً وأنت تشاهد كل أسبوع الريال وبرشلونة وأرسنال والبايرن وربما بعض أندية بلدك ذات القيمة الشعبية، لكنك تسعى دوماً لاكتشاف ما تجهله، ذلك أنني شخصياً وجدت متعة في مشاهدة منتخبات مغمورة، لا يكاد يوجد لها اسم في خريطة كرة القدم، ذلك أن ألعاب أنشيون الآسيوية عرفتني، مثلاً، بمنتخبات لاوس وأفغانستان وفيتنام والهند وفلسطين. . والحقيقة أنني أشاهد لاوس للمرة الأولى، فيما كنت أعرف أن الأفغان التائهين بين متاعب الحرب وفوضى السياسة وانتشار الأفيون وهجرة الأدمغة، يصعب عليهم بناء منتخب يعيد أفغانستان إلى الواجهة، ومع هذا فإن لاعبي المنتخب يحملون أمل الانتقال ببلدهم إلى مصف الدرجة الأولى، بما يمتلكه اللاعبون من مهارات، وإرادة في الفوز. أما منتخب فيتنام، فيبدو مستعجلاً الوصول إلى حالة التنافسية العالية، مع منتخبات أكثر خبرة. وأذكر أن اتحاد الكرة في الفيتنام أقدم على تجنيس حارس مرمى برازيلي بهدف ضمه للمنتخب، مما أثار لغطاً واسعاً، بلغ حد تدخل السياسيين فيه، واعتبر سابقة تاريخية في بلد لم يشهد أمراً كهذا، إذ أن مجرد التفكير في تجنيس صيني أو ياباني أو كامبودي يحدث تسونامي سياسي في بلد العم «هو شي منه»، فكيف بتجنيس لاعب جاء من قارة بعيدة، حجته أنّه من موطن الكرة. . ومع هذا تم تجنيسه ورفض تلبيسه ألوان فيتنام. ويبقى منتخب الهند بمثابة الحلقة العصية على الفهم، ذلك أن الهند هي خامس أقوى البلدان الصاعدة اقتصادياً ضمن ما يطلق عليه «دول البريكس» التي تضم البرازيل ونجحت في تنظيم مونديال 2014 في انتظار أولمبياد ري ودي جانيرو 2016، وروسيا التي أقامت دورة متميّزة للأولمبياد الشتوي سوتشي 2014 وهي تتهيأ لتنظيم مونديال 2018، والصين التي انتزعت اعتراف العالم بتنظيم خرافي لأولمبياد 2008، وجنوب أفريقيا التي أبدعت في تنظيم مونديالي الرجبي 2007 و«الفيفا» لكرة القدم 2010، بينما جاء الدور على موطن شاشي كابور ليثبت جدارته بعيداً عن الكريكيت، ويضع قدماً في كرة القدم، وإن بدا المنتخب متواضعاً جداً، فإن الحديث عن انتقال دي لبيرو وأنيلكا وزيكو للدوري الهندي، فذلك مؤشر على رغبة في الخروج من دائرة النسيان والتفكير جيدا في الآسيان. . وبالنسبة لمنتخب فلسطين، فأعتقد أنه يبلي بلاءً حسناً في الملاعب الآسيوية، إذ بعد تأهله لنهائيات أمم آسيا بأستراليا 2015 يأتي التأكيد بتأهل لدور الستة عشر في ألعاب أنشيون، ومقارعة كبار آسيا. إن الكرة الآسيوية، يظل تصنيفها الرابع أو دونه بين القارات، بالنظر إلى أن المنتخبات التي تنازل كبار العالم لا تتجاوز اليابان وكوريا الجنوبيّة وأستراليا والسعودية قبل سنوات، أما حالياً فإن شعور منتخبات عرب آسيا، خاصة، الإمارات والكويت وقطر وعُمان والبحرين والعراق والأردن، ونسبياً لبنان وسوريا التي تأهل شبابها للمونديال، تأمل أن يكون لها حضور في مونديال قطر 2022 لاعتبارات كثيرة، لكل هذا فالتركيز على مهارات الفئات الصغرى واضح جداً، وثماني سنوات في عمر المنتخبات تنتهي في «رمشة عين» غير أن مشكلة الكرة العربية عموماً هي «الاستعجال»، أي أن من يزرع نبتة اليوم يريد الحصاد غداً، وكأن المهارة وحدها تكفي، إذ أن معدل مدرب كل عام دليل على تخطيط ارتجالي واستعجالي. . فالألمان، وهم سادة الكرة في العالم، لم يعرفوا خلال مائة سنة سوى عشرة مدربين، لأنهم يعرفون شيئاً اسمه. . الصبر. وسر الخلطة الناجحة هو الجمع بين المهارة والصبر والتخطيط السليم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©