عزت شعبان (القاهرة) - دعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أمس القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري المشير عبدالفتاح السيسي إلى الاستجابة لنداء الشعب واتخاذ القرار المناسب بشأن الترشح لانتخابات الرئاسة، المتوقع عقدها منتصف شهر أبريل المقبل، وذلك بعد ساعات قليلة من ترقيته لرتبة مشير.
وقال المجلس في بيان أصدره مساء أمس إن المجلس عقد جلسة طارئة، حيث تم استعراض ما تمر به البلاد فى هذه الأوقات التاريخية الحافلة بالأحداث الكبرى و«المسؤوليات الجسام، التي تحملتها قوى الشعب والجيش معاً في خندق واحد لتحقيق أهدافها المشتركة في حفظ أمن الوطن واستقراره». وأشار البيان إلى أن المجلس استعرض ما قام به السيسي منذ توليه مهام منصبه من أعمال وإنجازات لتطوير القوات المسلحة ورفع كفاءتها القتالية والارتقاء بمهارات أفرادها وشحذ روحهم المعنوية.
وأضاف: «لم يكن فى وسع المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلا أن يتطلع باحترام وإجلال لرغبة الجماهير العريضة من شعب مصر العظيم فى ترشيح المشير عبدالفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية، وهي تعتبره تكليفاً والتزاماً».
وقال البيان: «ثم استمع المجلس إلى المشير عبدالفتاح السيسي، وقدر أن ثقة الجماهير فيه نداء يفترض الاستجابة له في إطار الاختيار الحر لجماهير الشعب».
وقد قرر المجلس أن لوزير الدفاع أن يتصرف وفق ضميره الوطني، ويتحمل مسؤولية الواجب الذي نودي إليه خاصة أن الحكم فيه هو صوت جماهير الشعب في صناديق الاقتراع، وأن المجلس في كل الأحوال يعتبر أن الإرادة العليا لجماهير الشعب هي الأمر المطاع والواجب النفاذ في كل الظروف.
من جانبها أكدت مصادر مطلعة لـ«الاتحاد» أن القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي وزير الدفاع المصري المشير عبدالفتاح السيسي سيشارك غداً الاربعاء في اجتماع مجلس الوزراء لآخر مرة قبل إعلان استقالته من منصبه وإعلان ترشحه في انتخابات الرئاسة، المقرر إجراؤها خلال الأسابيع المقبلة.
وأوضحت المصادر أن المشير السيسي حسم أمره بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، وبدا ذلك واضحاً بعد اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة السيسي أمس بحضور رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية، في القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي، وقادة الجيوش الميدانية، والمناطق العسكرية، ومدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، واللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع واللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع، ورئيس هيئة التنظيم والإدارة ورئيس هيئة التسليح، ورئيس هيئة الشئون المالية، ورئيس هيئة الإمداد والتموين، خاصة أن هذا الاجتماع جاء بعد ساعات قليلة بعد إعلان الرئاسة المصرية ظهر أمس أن وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبدالفتاح السيسي رقي إلى رتبة المشير، وهو ما وصفه مسؤولون أمنيون بأنه مؤشر على قرب إعلانه الترشح للرئاسة.
واكتفت الرئاسة بالإعلان عن ترقية السيسي دون إعطاء أي تفاصيل أخرى.
وقال مسؤول أمني: «القرار كان متوقعاً، وهو الخطوة الأولى قبل استقالة قائد الجيش والإعلان عن ترشحه، والمتوقع الآن قريباً جداً».
وأوضحت مصادر مطلعة لـ«الاتحاد» أن اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة شهد ترحيباً شديداً بترشح السيسي، كما أن المجلس بحث وناقش ترتيبات الأوضاع داخل المؤسسة العسكرية بعد ترشح المشير السيسي لرئاسة الجمهورية، وترشيح وزير جديد للدفاع خلفاً له، وأيضاً رئيساً للأركان وتسكين المواقع القيادية، التي ستخلو جراء تصعيد بعض القادة، حيث أشارت مصادر مطلعة إلى أن مثل تلك الترتيبات لن يعلن عنها قبل عرضها على رئيس الجمهورية.
وقال مصدر مطلع إن المشير عبدالفتاح السيسي حسم أمره مع قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، على ترشحه لرئاسة الجمهورية، وكذلك تم خلال الاجتماع حسم من يخلف المشير السيسي، فى قيادة القوات المسلحة المصرية، خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن الفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة سوف يتم الدفع به ليصبح قائداً عاماً للقوات المسلحة نظراً لخبرته العسكرية المشهود لها بالكفاءة والخبرة ومهارته فى مهام العمليات الميدانية والتكتيكية ودوره في التحركات، التي شارك فيها الجيش خلال الفترة الماضية.
وأشار المصدر إلى أنه من المرجح أن يتم تصعيد أحد أربعة قادة لمنصب رئيس الأركان هم قائد قوات الدفاع الجوي أو قائد المنطقة العسكرية المركزية أو مدير إدارة المخابرات العسكرية إلا أن الأقرب لشغل هذا الموقع الرفيع بالقوات المسلحة هو الفريق عبدالمنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوي باعتباره أقدم القادة، حيث تعد الأقدمية عنصراً أساسياً في عمل القوات المسلحة، وهو أيضاً القائد الوحيد حالياً ضمن صفوف القوات المسلحة ممن شارك في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وتدرج فى أغلب مواقع التشكيلات بالقوات المسلحة.
وتوقعت بعض المصادر أن تسير عملية ترشح المشير السيسي لانتخابات رئاسة الجمهورية فى أحد مسارين، الأول أن يتقدم باستقالته إلى الرئيس عدلي منصور باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويتم قبول استقالته وتعيين خليفته مباشرة، والثاني أن يتم الإعلان عن تعديل أو تغيير حكومي يخرج بمقتضاه المشير السيسي من الحكومة بشكل طبيعي في إطار التعديل الوزاري، وفي كلتا الحالتين يتم تقييد اسمه في كشوف الناخبين بما يعطيه حق الترشح قبيل فتح باب الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية.
عدد اليوم
