الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحذيرات من اندلاع صراع مذهبي شمال اليمن

تحذيرات من اندلاع صراع مذهبي شمال اليمن
2 ديسمبر 2010 23:47
شهدت مدن عدة في جنوب اليمن، أمس مسيرات انفصالية، وذلك في الذكرى الأسبوعية لما بات يعرف بـ”يوم الأسير الجنوبي”، فيما تزايدت “التحذيرات” من اندلاع صراع “مذهبي” في شمال اليمن، على خلفية التهديدات الأخيرة لما يسمى بـ”تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” بشن هجمات انتحارية ضد المتمردين الحوثيين. وذكر شهود عيان لـ«الاتحاد» أن المئات من أنصار “الحراك الجنوبي” بمدينة الضالع، جنوبي البلاد، خرجوا في مسيرة احتجاجية للمطالبة بإطلاق المعتقلين كافة في السجون الحكومية، و”فك الارتباط” بين الشطرين اليمنيين اللذين توحدا في عام 1990. وأشار شهود العيان إلى أن المتظاهرين رفعوا رايات خضراء وأعلام دولة ما كان يعرف بـ”جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”، وصوراً للمعتقلين، ولنائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، الذي يقيم في المنفى منذ عام 1994. وردد المتظاهرون هتافات منددة بالوحدة اليمنية، ومطالبة بـ”استقلال الجنوب”. وقد جابت المسيرة الشوارع الرئيسية بمدينة الضالع مرات عدة، دون أن تسجل أي صدامات تذكر بين المحتجين وقوات الأمن اليمنية. وجاءت المسيرة غداة اشتباكات مسلحة بين قوات الجيش اليمني ومسلحين انفصاليين بمدنية “جحاف” القريبة من مدينة “الضالع”. وقال مصدر صحفي محلي لـ«الاتحاد» إن الاشتباكات التي استمرت 3 ساعات، لم تسفر عن وقوع أي إصابات بشرية أو خسائر مادية بين الطرفين. وفي محافظة لحج الجنوبية، تظاهر الآلاف من أنصار الحراك، أمس الخميس، بمنطقة “ردفان”، أحد المعاقل الرئيسية للمسلحين الانفصاليين. وقالت مصادر صحفية يمنية متعددة إن عدداً من المشاركين في المسيرة انتقدوا قادة الحراك لعدم التزامهم بالبرنامج الاحتجاجي، الذي تم الاتفاق على تنفيذه خلال فعاليات بطولة كأس الخليج العربي العشرين، التي تستضيفها مدينتا عدن وزنجبار في أبين. وطالب المشاركون في المسيرة في بيان لهم المجتمع الدولي والعربي بالضغط على الحكومة اليمنية لإطلاق سراح معتقلي الحراك، مؤكدين رفضهم لما وصفوه بـ”عسكرة المدن” الجنوبية. في غضون ذلك، أكدت مصادر محلية وقبلية يمنية استحداث المتمردين الحوثيين نقاطاً عسكرية جديدة في محافظتي عمران والجوف، شمال وشرق اليمن، وذلك بعد أيام من تبني ما يسمى بـ”تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” الهجوم الانتحاري الذي استهدف موكباً للمتمردين في الجوف، خلف 17 قتيلاً و6 جرحى. وهي المرة الأولى التي يهاجم فيها التنظيم المتطرف جماعة الحوثي المتمردة في شمال اليمن منذ عام 2004.وقال الشيخ وازع عزيز سعدان، أحد أعيان مديرية برط العنان بالجوف، لـ«الاتحاد» : ” استحدث الحوثيون 6 نقاط تفتيش جديدة على الطريق الذي يربط بين مديريتي حرف سفيان بعمران وبرط العنان”، مشيراً إلى وجود مخاوف قبلية من اندلاع صراع بين الحوثيين و”القاعدة” في شمال اليمن. وأضاف :” هناك وجود ملحوظ للحوثيين في بعض مديريات الجوف، كما لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد نشاط القيادي في القاعدة مساعد البربري، الذي يتجول من مديرية إلى أخرى”، معتبراً أن الخلافات بين الحوثيين الشيعة والسلفيين والإصلاحيين (أبرز أحزاب المعارضة اليمنية) موجود “ونخشى أن يتسبب إعلان القاعدة في إدخال المنطقة في صراع مذهبي”. بدورها، حذرت منظمة يمنية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان من اندلاع حرب يمنية أهلية “على أساس طائفي مستورد”. وقالت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات “هود” في بيان لها نشرته على موقعها الإلكتروني، :” نحذر من إدخال البلاد في دوامة حرب أهلية معلنة أو غير معلنة على أساس طائفي مستورد تعمل عليها مخابرات أطراف إقليمية وغربية”. كما حذرت منظمة هود” من “سلوك النهج الدموي في سبيل الوصول لمصالح سياسية أو اقتصادية على حساب حق الإنسان اليمني في الأمن والحرية والكرامة”، مناشدة “كل الأطراف اليمنية بأن تربأ بنفسها فوق الانجرار لمخططات الآخرين”. وطالبت المنظمة الحقوقية الحكومة اليمنية بـ”الإعلان عن ملابسات” التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا تجمعين لـ”الحوثيين” في الجوف وصعدة أواخر الشهر الماضي، وحملتها مسؤولية “حماية النسيج الوطني من التمزق”، حسب البيان. من جانبهم، نفى المتمردون الحوثيون “وجود أي مخاوف” من اندلاع صراع مذهبي، مؤكدين أن “النشاط الاستخباراتي الأميركي” هو “من يقف وراء” التفجيرين الانتحاريين بهدف “إذكاء الصراع المذهبي في اليمن”. وقال المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام لـ«الاتحاد» :”تنظيم القاعدة أداة استخباراتية ترعاها الولايات المتحدة، وقد أنشئ هذا التنظيم في أفغانستان تحت مسمى الجهاد ضد السوفييت”، لافتاً إلى أن “الجميع (اليمنيون) يفهم بأن المستفيد من الصراع المذهبي في اليمن هو أميركا”.وأضاف :” لن نسمح بمرور أي مخطط استخباراتي لإدخال اليمن في صراع مذهبي”، معتبراً أن التفجيرات الانتحارية “أساليب استخباراتية” وأن “قتال القبائل في اليمن معروف بأساليبه”.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©