الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شكراً للجمعيات الخيرية

25 نوفمبر 2006 23:46
حقيقة تلعب الجمعيات الخيرية في المجتمعات دوراً ريادياً كبيراً في سبيل تأمين سبل العيش الكريم لكثير من الناس الذين يكونون في أمس الحاجة للمساعدة، ومد يد العون لهم والذين تكون ظروفهم المعيشية صعبة للغاية خاصة ونحن نعيش اليوم تحت وطأة هذا الغلاء الفاحش والمستفحل بيننا· لذا فقد برز دور هذه الجمعيات الخيرية في وسط المجتمعات لتكون همزة وصل بين الإنسان المعوز المحتاج وما بين صاحب المال المتبرع الذي ينفق في سبيل الله ابتغاء مرضاته والآن وبحمد من الله وكرمه فقد انتشرت هذه الجمعيات في جميع مناطق الدولة لتؤدي دورها الإنساني الاجتماعي بشكل أكبر وأوسع· وهنا لابد لنا من وقفة تجاه هذه الأعمال الإنسانية النبيلة التي تقوم بها هذه الجمعيات ونتائجها الايجابية التي تحققت· بداية، حمت المجتمع من ظاهرة التسول حيث قدمت للإنسان الفقير والمحتاج كل ما يريده من متطلبات الحياة وبكل سهولة ويسر دون أن يمد يده للآخرين والتذلل للناس، ساعدت كذلك في الإنفاق على كثير من الأسر التي شاءت الأقدار والظروف بأن يكون معيلها نزيلاً في أحد السجون لقضية معينة حيث أمنت لأسرة هذا الشخص العيش والحياة الكريمة كما وأنها أنقذت المجتمع من ظاهرة السرقات، وهذا كان له الأثر الطيب في حماية المجتمع من ظاهرة التفكك الأسري وهو موقف ايجابي يحسب في ميزان حسنات هذه الجمعيات والقائمين عليها فالدور الذي تقوم به هذه الجمعيات الخيرية هو دور اجتماعي كبير ومهم جداً وكما أشرنا بداية إلى أنه تقوم مشكورة في التنسيق فيما بينها وبين المتبرعين سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات لتأمين وصول هذه المساعدات لأصحابها المحتاجين وكذلك لتأمين استمرارية هذه المساعدات دون انقطاع· كما أن هناك جوانب إنسانية عديدة أخرى تتبناها هذه الجمعيات لصالح الفقراء من الناس بعد أن تعدى دورها المألوف التقليدي السابق على تقديم المساعدات العينية فقط مثل المأكل والملبس ولكن وكما نرى اليوم فقد تعدى هذا المفهوم إلى الأفق البعيد والأعم فهناك على سبيل المثال لا الحصر - كفالة اليتيم - بناء المساجد - حفر الآبار وجوانب إنسانية أخرى· دور هذه الجمعيات ونشاطها الخيري لم يقتصر على تقديم العون والمساعدة للمحتاجين فقط في إطارنا الاجتماعي المحلي بالدولة ولكن تعدى هذا الدور ليصل إلى الخارج إيماناً منها في توصيل هذه الخيرات لكل المحتاجين على وجه هذه الأرض، ويتجلى ذلك في الكوارث والنوازل البيئية أو المجاعات أو الحروب والمنازعات حيث نجد هذه الجمعيات الخيرية سباقة إلى فعل الخير والمعروفة لدى كافة الناس وإسعاد البشرية أينما وجدت· ودورها هذا يتوافق تماماً مع مبدأ ومنهج الإسلام الذي يدعو ويحث دائماً على التكاتف الاجتماعي وتدعيم العلاقات الاجتماعية، هذه الجهود الحثيثة التي تقوم بها الجمعيات الخيرية ومشاركتها في حفظ كيان المجتمع وصونه من الظواهر السلبية والتي تهدف إلى المزيد من الارتقاء والمساهمة في الاستقرار الاجتماعي والمجالات الإنسانية كافة فهي بكل حق تلعب دوراً رئيسياً وبارزاً للتخفيف من معاناة الناس والاحتياجات المتزايدة والمستمرة للإنسان وانعكاس الحياة اليومية على حياة الفرد في وسط هذا اللهيب من الغلاء الفاحش وتطور مجالات الحياة المتعددة· اليوم والحمد لله يوجد تنامي وعي التجار والأغنياء وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة في مفهوم دور الجمعيات الخيرية في المجتمع وما نرجوه ونأمله منهم وعشمنا فيهم كبير وهم دائماً أهل خير ومعروف أن يكون تعاونهم مع هذه الجمعيات متواصلاً باستمرار دون انقطاع حتى يستمر تدفق الخير والإحسان لأصحاب الحاجة بشكل مستمر· حمدان محمد - كلباء
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©