الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جمعية المتقاعدين

22 سبتمبر 2014 23:39
حينما يتقاعد المواطن العربي يحزن لماذا؟ لأنه ببساطة لم يخطط جيداً لما بعد التقاعد ولم يوفر الأموال الكافية لشراء منزل، ولم يعد أولاده بحاجة له، فقد أصبح لديهم أولاد، هذا للأسف عندنا فكيف هو المتقاعد عند الشعوب الأخرى؟ المتقاعد في اليابان يمكنه أن يدخل إلى (جامعة للمتقاعدين) شريطة أن يكون قد تجاوز 60 عاما لتقدم له برامج نظرية وتطبيقية مناسبة تؤهله لدراسة ما يحب ثم ينخرط في أي مجال يفيده ويسليه في الحياة ولا يشعر بأنه عالة على أحد، فالدراسة فيها مجانية والسكن المريح، مع توفير جميع مستلزمات الرعاية الصحية. الألمان ما عندهم مزح لذلك فهم لا يفرطون في المتقاعد ويرعونه لأنه يعد في نظرهم مخزونا متراكما من الخبرات يعني (ثروة قومية) التي يمكن أن تنتقل إلى الأجيال التالية، ولذا أنشئت لديهم (هيئة الخبراء المسنين)، وهي مكان جامع لنحو 5000 متقاعد ألماني نجحوا في تقديم خبراتهم واستشاراتهم لمعظم البلدان النامية ويؤدون مهامهم بصفة تطوعية، ونحن نحضر شركات استشارات عالمية لمساعدتنا في مساعدة الدول النامية. وفي الولايات المتحدة كنت كثيرا ما أعجب برؤية كبار السن وهم يؤدون مهام اجتماعية مثل تنظيم حركة المرور أمام المدارس، والإشراف على متاجر كبرى، ومساعدة رجال الشرطة حتى علمت لاحقا أن هناك «جمعية المتطوعين المتقاعدين» أنشئت عام 1969 لتساعد كل من بلغ 55 عاما في إيجاد فرص عمل لخدمة المجتمع كل حسب طاقته وميوله. ومن أنشطتها تدريب المتقاعدين ومساعدة كبار السن في حسن تدبير وتخطيط أمورهم المالية، فضلا عن القيام بدور المرشدين والمتطوعين في المستشفيات والمكتبات وحالات الإغاثة والطوارئ وغيرها. وهذا يدل على أن الاهتمام بأصحاب الخبرات وكبار السن سمة من سمات المجتمعات المتحضرة، وربما هذا ما جعل السويد تأتي على رأس قائمة أفضل البلدان في توفير حياة رغيدة لكبار السن، حل بعدها بلدان غرب أوروبا وشمال أميركا، وجاء في ذيل القائمة أفغانستان وفق دراسة عالمية نشرت وشاركت فيها الأمم المتحدة. والسؤال الذي يطرح نفسه، ألم يحن الأوان لأن يكون في كل بلد عربي جامعة للمتقاعدين أو هيئة خبراء تضم في كنفها كوكبة من البارزين على أن يكون القبول فيها مشروطا بالمميزين، لنوصل رسالة للشباب العربي الذي يشكل نسبة 60% حسب تقرير (التنمية الإنسانية العربية)، أن العطاء لا يعرف التقاعد، وأن استثمارك في نفسك يستمر حتى بلوغك أرذل العمر. وتعد هذه المشروعات نوعا من رد الجميل لمن أفنوا حياتهم في نهضة بلدانهم. ويمكن أن ترصد الحكومات العربية المقتدرة مكافآت رمزية تحمس فيها المتقاعد العربي الذي التهم التضخم ما تبقى له من فتات الراتب التقاعدي. ولكن متى تستوعب الحكومات العربية أن المتقاعدين هم عبارة عن رأس المال الفكري والذي يقصد به المعرفة التي يمكن تحويلها إلى ربح؟. وكثيرا ما أتساءل لماذا يدفع العرب ملايين الدولارات لمستشارين من خارج بلدانهم وبين ظهرانيهم متقاعدون يتمتعون بضعف خبرة هؤلاء؟ وكم من صف ثان أو مسؤول جديد في وزارة أو شركة تمنى أن يجد شخصا ضليعا ينير له الطريق بتوجيهاته. الحل باختصار في أن نسارع بإنشاء منظمة جامعة للخبراء المميزين، نصنفهم حسب اهتماماتهم، لتكون مصدرا لكل من ينشد نصيحة أو استشارة أو مساعدة من أي نوع. خليفة الرميثي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©