الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطير.. وحوشه وعصائبه

الطير.. وحوشه وعصائبه
4 سبتمبر 2013 20:43
أن تعرف العرب طائراً ما بأنه “جميل وجميل”، الأولى منهما مضمومة الجيم وميمها مفتوحة وياؤها ساكنة، فهذا يعني أنهم، بلغتهم، كانوا ينافسون الطبيعة ذاتها ـ عندما كانت برّية تماما ـ على اقتناص الصور والمشاهد من المفارقات الشعرية من تلك الطبيعة مثلما من كيفية النظر إليها أيضا. إنه تأليف الشعر بمعنى ما، أو هو تأليف للشعر بامتياز. وحقاً فإن “جميل وجميل” هو اسم أو لقب أطلقته العرب على البلبل، وهو “من أنواع العصافير” ويُقال له الكميت والجميل مصغران، وهو “النُغَر” غير أنه من “بُغاث” الطير، بضمّ الباء أو كسرها أو فتحها، أي مما لا يصيد بل يُصاد، ولعل العرب كانت تفرّقه بذلك عن أنواع أخرى من الطير التي تسمى “العصائب” وهي تلك الطيور التي لا تقبل إلا بسكنى ما تألفه الناس وتنأى بنفسها عن الموحش من الجبال والوديان، هناك حيث الكواسر والجوارح من الطير. ربما لاحقاً على هذه الخبرة الغنية واللافتة شعرياً في حفظ الطبيعة عن ظهر قلب، جاءت الفرائس والطرائد، وهي ما يُقتل من الحيوان في جاري العادة بوصف مشهد القتل.. هذا جانب من المشهد العام للتوازن البيئي في الطبيعة ذاتها. غير أن الإنسان أميل بطبعه إلى اصطياد تلك الحيوانات المفترسة التي تلتهم الطرائد، أي ما يُسمى في أيامنا هذه بالحيوانات غير الداجنة، فالداجنة هي أكلها، تقريبا، وغير الداجنة باتت المعرفة بأنواعها نوعاً من اللهو ودلالة على رقيّ وازدهار تمارسه طبقات اجتماعية بعينها وليس أيٍ كان. الصقارة والبيزرة هذه الممارسة، بمرور أزمنة تليها أزمنة أخرى، وهذه الخبرة في الحيوان التي تحولت إلى أفكار ومعارف هي التي أفضت في نهاية المطاف إلى نوع من الاختصاص في التعامل مع تلك الحيوانات غير الداجنة ومنها ما يطير، أي الجوارح ذات البراثن، ومفردها برثن ولا تؤنث، وليست من ذات المخالب. وهذا النوع من الصيد بالجوارح بات الآن رياضة تحتاج إلى خبرة ودربة وممارسة، وقبل ذلك المعرفة بكل أنواع الطير سواء أكانت تصيد أم تُصاد. واللافت هنا أن خبرة العرب في الطير خبرة مثيرة لاهتمام شعري، إذ هي لا تتوقف عند ما يمكن أن يصيد أو يُصاد بل تتجاوز ذلك إلى الحديث عن طبائع الطير، منذ أن تكون فراخاً حتى تبلغ سن الرشد أو النضوج ويصير بإمكانها أن لا تكون من الفرائس أو الطرائد، بل يمكنها أن تأتي برزقها من بعيد إلى أمكنتها التي باتت تخصها هي، غير أن من شأن الطبيعة في ما يلي ذلك أن تحدد من الذي سيكون فريسة أو مفترسا. هنا، من الممكن إحداث قطع في هذه المسرودة، بظهور ما تسميه العرب الآن الصقارة، وما كان يُطلق عليه سابقا البيزرة التي هي كلمة فارسية جرى تعريبها لتكون على هذا النحو، حيث الصقّار، أي الذي يمارس أو يمتهن صيد الصقور أو الاصطياد بها، تقابله في المعنى “البازيار” أو “البازديار” وجمعها “البازيارية” بالتأنيث، وهي كلمة فارسية أيضا جاءت من امتهان تلك الحرفة، ولعلها ذات صلة بالباز وهو طائر جارح يُصاد به ومنه خمسة أصناف لكن “يغلب عليه القلق، والزعارة، ويأنس وقتاً ويستوحش وقتاً، وهو قوي النفس فإذا أنس من الصغير بلغ صاحبه من صيده المراد” إنما “إناثه أجرأ على عظام الطير من صقوره” وهو “خفيف الجناح سريع الطيران قليل الغناء”. والحال أن من يطلب المفترس ويريد صيده وما يصيد هو الذي يراقب عن كثب إلى هذا الحدّ، فأن يعود المرء بفريسة مميزة إلى درجة الخصوصية التي ليس من السهل أن يبلغها أحد كانت ميزة للشهامة والنبل، أي أن يعود المرء بما هو ليس من عصائب الطير أو بُغاثه. في أية حال فقد ألّفت العرب كتبا في الطير والصقارة وتركت خبراتها في بطون المخطوطات وتركت المخطوطات في خزائن كبار رجال الدول، لكنها ظهرت في العصر الحديث مطبوعة ومحققة ومثيرة للإدهاش.. طيور وشروح ما يلي هو انتقاء، قد يكون شعرياً، إذ نحى باتجاه المفارقة في سلوك الطير وما يجعله أقرب إلى سلوك الشعراء وطبائعهم، وهو مأخوذ عن الطير، فريسة ومفترسا، من كتاب “الطير في حياة الحيوان للدميري” من تحقيق عزيز العلي العزي الصادر في بغداد عن دار الشؤون الثقافية العامة العام 1986: الأبابيل: كانت كالوطاويط، هي أشبه بالخطاطيف. إنها السنونو الذي يأوي الآن في المسجد الحرام. الأسفع: الصقر. والصقور كلها سفع. والسُفعة سواد مشرب بحمرة. الأغثر: طائر ملتبس الريش طويل العنق. الأنيس: تسميه الرماة الأنيسة، طائر حادّ البصر يشبه صوته صوت الجمل ومأواه قرب الأنهار. قال أرسطو: إنه يتولد من الشرق والغراب وذلك بيِّنٌ في لونه... في صفيره وقرقرته أعاجيب، وذلك أنه ربما أفصح بالأصوات كالقمري وربما أبهم كحمحمة الفرس. الأنوق: على فعول وهي الرخمة وفي أخلاقها أنها لا تمكن من نفسها غير زوجها. وفي المثل: أعز من بيض الأنوق وأبعد من بيض الأنوق، فيكاد لا يظفر به لأن أوكارها في رؤوس الجبال والأماكن الصعبة. الباقعة: طائر حذر إذا شرب الماء يطير يمنة ويسرة. لا يرد المشارع إنما يشرب من البقعة بالفتح، وهي المكان الذي يستنقع فيه الماء. ثم شبه به كل حذر محتال حاذق. البلح: أغبر اللون أعظم من النسر، محترق الريش، لا تقع ريشة منه وسط ريش طائر آخر إلا أحرقته، وقيل هو النسر القديم الهرم. والجمع بُلحان. البوم والبومة: من طبعها أن تدخل على كل طائر في وكره وتخرجه منه وتأكل فراخه وبيضه... تحب الخلوة بأنفسها والتفرد، وفي أصل طبعها عداوة الغربان. الثلج: بضم الثاء وفتح اللام، وهو فرخ العقاب. الأجدل: الصقر. وأصله من الجدل الذي هو الشدة. الحدأة: بكسر الحاء المهملة وفتح الدال: أخسّ الطير، وهي لا تصيد وإنما تخطف، ومن طبعها أنها تقف في الطيران، وليس ذلك لغيرها من الكواسر. الحر: الفرس العتيق، وفرخ الحمامة وقيل الذكر منها، وولد الظبية، وولد الحية، والصقر والبازي. وقيل إنه يضرب إلى الخضرة، وهو يصيد. الحمام: هو عند العرب ذوات الأطواق... ومن طبعه أنه يطلب وكره ولو أرسل من ألف فرسخ، وسباع الطير تطلبه أشد الطلب، وخوفه من الشاهين أشد من خوفه من غيره، وهو أطير منه ومن سائر الطير كله، لكنه يُذعر منه، ويعتريه ما يعتري الشاة إذا رأت الذئب. خاطف ظله: طائر من جنس العصافير، يقال له الرفراف، إذا رأى ظله في الماء أقبل عليه ليخطفه. الخطاف: يعرف عند الناس بعصفور الجنة، وهو من الطيور القواطع إلى الناس... لا يرى واقفا على شيء يأكله ولا مجتمعا بأنثاه ويبني عشه بناء عجيبا. الدراج: طائر مبارك كثير النتاج مبشر بالربيع. الدغناش: طائر صغير، شرير الطبع شديد المنقار، يوجد كثيرا بسواحل البحر الملح وغيره. الراعي: طائر متولد بين الورشان والحمام، والفرخ له في الهديل قرقرة ليست لأبويه حتى صارت سببا في الزيادة في ثمنه، وهو وهم. الرخّ: طائر في جزائر بحر الصين، يكون جناحه الواحد عشرة آلاف باع. الرخمة: طائر أبقع يشبه النسر في الخلقة، ويُقال لها الأنوق... من طبع هذا الطائر أنه لا يرضى من الجبال إلا بالموحش منها، ولا من الأماكن إلا بأسحقها وأبعدها من أماكن أعدائه، ولا من الهضاب إلا بصخورها... والأنثى منه تبيض بيضة واحدة. الزرياب: قيل في كتاب منطق الطير أنه أبو زريق، والزرق والصقور والبازي واليؤيؤ والباشق صقور كلها. الزماج: طائر كان يقف في الجاهلية على أطمٍ ويقول شيئا لا يفهم. وقيل: كان يسقط في مربد لبعض أهل المدينة فيأكل ثمره فيقتلونه. الزمَّج: طائر معروف يصيد به الملوك الطيور. وأهل البزدرة يعتبرونه من خفاف الجوارح، وذلك معروف في عينه وحركته وشدة وثبه. وهو يقبل التعليم لكن بعد بطء، ومن عادته أنه يصيد وهو على وجه الأرض. الزهدم: الصقر، ويقال فرخ البازي. ساق حرّ: كالقمري يضحك أيضا، وسمي بصياحه ساق حرّ، ولا تأنيث له ولا جمع. السقر: إنه من الجوارح في حجم الشاهين، لا يعيش إلا في البلاد الباردة، وهو إذا أرسل على الطير أشرف عليها، ويطير حولها على شكل دائرة، فإذا رجع إلى المكان الذي ابتدأ منه تقف الطيور كلها في وسط الدائرة لا يخرج منها واحد ولو كانت ألفا، وهو يقف عليها وينزل يسيرا يسيرا وتنزل الطيور بنزوله حتى تلتصق بالتراب فيأخذها البزادرة، فلا يفلت منها شيء أصلاً. الشاهين: جمعه شواهين، لس بعربي لكن تكلمت به العرب... والشاهين في الحقيقة من جنس الصقر، تكون حركته من العلو إلى الأسفل شديدة ولهذا ينقض على صيده انقضاضاً من غير تحويم، ولأجل ذلك ربما ضرب بنفسه الأرض فمات. الشقراق: يسمى الأخيل، وهو أخضر مليح بقدر الحمامة، وخضرته حسنة مشبعة وله مشتى ومصيف. شَه: طائر يشبه الشاهين، يأخذ الحمام، وليس هو. لفظه أعجمي. الصدى: والصدى ذكر البوم. الصرد: بضم الصاد وفتح الراء، طائر فوق العصافير لكنه يصيد العصافير. لا يرى إلا في سعفة أو شجرة لا يقدر عليه أحد. وهو شرس النفس شديد النُفرة. غذاؤه من اللحم، وله صفير مختلف، يصفر لكل طائر يصيده بلغته فيدعوه إلى التقرب منه، فإذا اجتمعوا إليه شدَّ على بعضهم. وله منقار شديد فإذا نقر واحدا قدّه من ساعته وأكله، ولا يزال هذا دأبه. ومأواه الأشجار ورؤوس القلاع وأعالي الحصون. الصقر: الطائر الذي يُصاد به، قاله الجوهري، وقال ابن سيدة: الصقر هو كل شيء يصيد من البزاة والشواهين، والصقر هو الأجدل ويُقال له القطامي... والصقر ثلاثة أنواع: صقر وكونج ويؤيؤ، والعرب تسمي كل طائر يصيد صقرا ما خلا النسر والعقاب، وتسميه الأكدر والأجدل والأخيل، وهو أهدأ من البازي نفسا وأسرع أُنسا بالإنس، وأكثرها قنصا، يغتذي بلحوم بذوات الأربع. ولبرد مزاجه لا يشرب ماء ولو أقام دهرا... ومن شأنه أنه لا يأوي إلى الأشجار ولا رؤوس الجبال، إنما يسكن المغارات والكهوف وصدوع الجبال. الصومعة: العُقاب، لأنها أبدا مرتفعة على أشرف مكان تقدر عليه. الضؤضؤ: الطائر الذي يسمى الأخيل. قاله ابن سيدة وتوقف فيه ابن دريد. عتاق الطير: هي الجوارح. العُقاب: والعرب تسمي العقاب الكاسر، ويُقال لها الخدارية للونها... والعقاب إذا صادت شيئا لا تحمله على الفور إلى مكانها، بل تنقله من موضع إلى موضع. ولا تقعد إلا على الأماكن المرتفعة. وإذا صادت الأرانب تبدأ بصيد الصغار ثم الكبار. وهي خفيفة الجناح سريعة الطيران... وهي تأكل الحيّات إلا رؤوسها والطيور إلا قلوبها. عنقاء مغرب ومغربة: ويقصد بها العنقاء. من الألفاظ الدالة على غير معنى، قال بعضهم: هو طائر غريب يبيض بيضا كالجبال، ويبعد في طيرانه، وقال القزويني: إنه أعظم الطير جثة وأكبرها خلقة، تخطف الفيل كما تخطف الحدأة الفأر. وقد عرفت عند العرب بأسماء أخرى أيضا هي: فونقس وفنقس وقوقش وقوقيس، وهذه الأسماء جميعا يلاحظ القارئ أنها تعريب للأسطورة اليونانية: PHOINIKOS عن الطائر الخرافي الذي يحمل الاسم نفسه. الغراب: سمي بذلك لسواده. وهو أصناف ومنه غراب الليل، قال الجاحظ فيه: هو غراب ترك أخلاق الغربان وتشبه بأخلاق البوم. وفي طبعه أنه لا يتعاطى الصيد، بل إن وجد جيفة أكل منها وإلا مات جوعا، ويتقمقم كما يتقمقم ضعاف الطير وفيه حذر شديد وتنافر، والغداف، منه، يقاتل البوم ويخطف بيضها ويأكله. الفينة: طائر يشبه العقاب، إذا خاف البرد انحدر إلى اليمن، قاله ابن سيدة. والفينات: الساعات، يقال لقيته الفينة بعد الفينة، أي الحين بعد الحين... فكأن هذا الطائر، لما كان ينحدر إلى اليمن وفي حين آخر يذهب عنها، سمي باسم الزمان. الصقر: تضم قافه وتفتح، وهو من أعظم الطيور التي يُصطاد بها، وهو عزيز على الوجود. قطرب: طائر يجول الليل كله لا ينام... والقطرب: الفأر والذئب الأمعط. أم قشعم: النسر والعنكبوت والضبع واللبؤة. الكاسر: العقاب، يقال: كسر الطائر يكسر كسرا وكسورا، إذا ضمّ جناحيه يريد الوقوع. الكروان: بفتح الكاف والراء المهملة: طائر يشبه البط، لا ينام الليل، سمي بضده من الكرى، والأنثى كروانة. اللقوة: العقاب الأنثى، واللقوة بالكسر مثله. الليل: ولد الكروان. المازور: طائر مبارك ببحر المغرب، يتيامن به أصحاب السفن. يبيض بيضه على السواحل، فإذا رأوا بيضه عرفوا أن البحر قد سكن، وهذا الطائر إذا كانت السفن قريبة من مكان مخوف أو دابة مضرة، يأتي فيطير أمام المركب، فيصعد وينزل كأنه يخبرهم حتى يدبروا أمرهم، والملاحون يعرفونه. ذكره في تحفة الغرائب. مسهر: قال هرمس: إنه طائر لا ينام الليل كله، وهو في النهار يطلب معاشه، وله في الليل صوت حسن يكره ويرجعه، يلتذ به كل من يسمعه، ولا يشتهي النوم سامعه من لذة سماعه. المكلَّفة: ويسمى كاسر العظام. من سباع الطير بين النسر والعقاب، يحمل كل عظم فيه مخ، حتى إذا كان في كبد السماء أرسله على صخرة فينكسر فيهبط فيأكل مخه، ويقال إنه يفعل ذلك في السلاحف في بلاد الجزائر، واسم هذا الطائر في السودان أبو ذقن وأبو لحية، وهو من رتبة الصقريات وفصيلة النسور. أبو المليح: الصقر. وأبو المليح هو الصفرد لا الصقر، وهو طائر جبان لكن الدميري صفحه إلى الصقر. ابن ماء: نوع من طير الماء، ويُطلق على بنات الماء. الناهض: فرخ العقاب. النَحام: طائر على خلقة الإوزة، واحدته نحامة، يكون أحادا وأزواجا في الطيران. وإذا أراد المبيت اجتمع رفوفا، فذكوره تنام وإناثه لا تنام. وتعد لها مبايت، فإذا نفرت من واحد ذهبت إلى آخر. النسر: طائر معروف، وجمعه في القلة أنسر وفي الكثرة نسور... ويسمى نسراً لأنه ينسر الشيء ويبتلعه... يقال إنه من أطول الطير عمرا.. والنسر ذو منسر وليس بذي مخلب، وإنما له أظفار حداد كالمخلب... وهو حادّ البصر وكذلك حاسة شمّه في النهاية... وهو أشد الطير طيراناً وأقواها جناحاً... إذا وقع على جيفة وعليها عقبان تأخرت ولم تأكل ما دام يأكل منها، وكل الجوارح تخافه، وهو شره نهم رغيب، إذا وقع على جيفة وامتلأ منها لم يستطع الطيران حتى يثب وثبات يرفع بها نفسه طبقة بعد طبقة في الهواء حتى يدخل الريح... وليس في سباع الطير أكثر جثة منه. أيضا، هو من سباع الطير لا من عتاقها، أعظم من العقاب ولا ريش له في رأسه وعنقه، ساقاه عاريتان ولا يقوى على جمع أظفاره وحمل فريسته. النسنوس: طائر يأوي إلى الجبال، وله هامة كبيرة. النعام: يذكر ويؤنث وهو اسم جنس. إذا أدركها القناص أدخلت رأسها في كثيب رمل تقدر أنها استخفت منه. وهي قوية الصبر على ترك الماء. وأشدّ ما يكون عدوها إذا استقبلت الريح، فكلما اشتد عصوفها كانت أشدّ عدوا. وتبتلع العظم الصلب والحجر والمدر والحديد فتذيبه وتميعه كالماء. وإذا رأت النعامة في أذن صغير لؤلؤة أو حلقة اختطفتها. النهس: سمي بذلك لأنه ينهس اللحم، والنهس أصله أكل اللحم بطرف الأسنان، والنهش بالشين المعجمة أكله بجميعها. والطير إذا أكل اللحم إنما يأكله بطرف منقاره فلذلك سمي نهسا. النهشل: الذئب، وقيل الصقر أيضا. النوّاح: طائر كالقمري، وحاله حاله، إلا أنه أحرّ منه مزاجاً وأدمث صوتاً. النورس: وهو طير الماء الأبيض، وهو زمّج الماء. الهامة: طير الليل، وهو الصدى. وسمى بعضهم الهامة بالمصاص لأنه ينزل إلى الحمام فيمص دمها. وإنما سموا بعض هذه الطيور بومة لأنها تصيح بهذا الحرف، وبعضها يصيح بقاف وواو وقاف، لذلك يسمونها “قوقوة وام قويق”. الهدهد: طائر معروف ذو خطوط وألوان كثيرة. وهو طير منتن الريح طبعا، لأنه يبني بيته أفحوصه في الزبل وهذا عام في جميع جنسه. الهيثم: فرخ الحبارى، وقال الجوهري: إنه فرخ العقاب، وقيل هو فرخ النسر أيضا، قال ذلك في كفاية المتحفظ. أبو هارون: طير في حنجرته أصوات شجية تفوق النوائح، وتروق فوق كل مغن. لا يسكت في الليل البتة، يصيح إلى وقت الصباح، وتجتمع عليه الطير لالتذاذها بسماع صوته. الورقاء: الحمامة التي يضرب لونها إلى خضرة. والوِرقة: سواد في غبرة ... والجمع وُرْق، كأحمر وحمر. اليؤيؤ: طائر... وهو الجلم. إنه من جوارح الطير ويشبه الباشق والجمع يآئيء. ويسميه أهل مصر والشام بالجلّم لخفة جناحيه وسرعتها لأن الجلّم هو الذي يُجّز به وهو المقص، وهو طائر صغير قصير الذنب. لا يشرب الماء إلا ضرورة. اليحموم: طائر حسن اللون يشبه الحبرة الموشاة، وهو كثير بنخلة من أرض الحجاز. وأظنه نوع من اليعاقيب والحجل. اليعقوب: ذكر الحجل، ويوصف اليعقوب بكثرة العدو وشدته. اليمام: قال الأصمعي: هو الحمام الوحشي، والواحدة يمامة. وقال الكسائي: هي التي تألف البيوت. اليوصي: بفتح الياء والواو وكسر الصاد المهملة المشددة: طائر في العراق، أطول جناحا من الباشق، وأخبث صيدا، وهو الحرّ. أيضا، إنه أصغر من الشرق والشاهين، في رأسه بياض، أسفع الظهر أغبر البطن، واللفظة شائعة في مصر والشام والعراق، وهو يحاكي الشاهين في القوة والبطش، لكنه أبطأ طيرانا، ويفضل مهاجمة الفريسة على الأرض، أو اللحاق بها في الجوّ إن لم تكن سريعة الطيران، وقد يتبع الصيادين لينال نصيبا من الطيور الجريحة. وهو شائع في مصر ويقيم ويفرخ في الجزيرة العربية وسيناء وفلسطين لكنه نادر في السودان والعراق. وهو في حقيقته أطول جناحا من الباشق. الصقّارون وطيورهم وطرائدهم في الصحراء العربية أكثر من حياة مشتركة كيف وصلت الصقور إلى شبه الجزيرة العربية، هذه البقعة من العالم عالية الحرارة؟ تقول الدراسات التاريخية والجغرافية والبيئية، إنه مع الرياح الباردة التي كانت تهب في فصل الخريف، جاءت أوائل الصقور المرتحلة في هجرتها من الأرض التي نشأت فيها في الشمال. وقد كان العرب ابتداءً من الأمير في العائلة الملكية إلى البدوي البسيط يكرّسون وقتهم للحصول على أفضل الصقور لاستخدامها في موسم الصيد القريب، وكان صيادو الصقور يذهبون إلى المناطق المفضلة لديهم لقياس براعتهم ببراعة الصقور ومكرها، مثل الصقر الحر والمثلوث والشاهين. وفي الموسم، يتبادل البدو أخبار وصولها، وكانت الأعداد المحلية منها تزداد بأعداد كبيرة. وكان يسبق ذلك، أن تمتلئ الخيام والدكاكين بالصقور من كل نوع، سواء المحلية أو القادمة من مواطنها البعيدة أو حتى تلك التي يأتي بها أصحابها من أماكن سرية لا يعلنون عنها، حفاظا على فرادتها. ومن هنا نشأت طريقة أو معينة لتدريب الجوارح على الصيد،، والعناية بتعليمها كيفية الانقضاض على الفريسة، بحسب الأساليب العربية القديمة. وقد كانت الصقور والحباري (الفريسة الرئيسة) تصل إلى صحراء الجزيرة العربية كل عام. وقد أحيت رياضة الصيد بالصقور حياة مشتركة بين العرب سكان البادية، وفي الحياة العصرية فإنها لم تعد مجرد عادة مقصورة على نخبة أو محبي هذه الرياضة، وإنما هي تدل على استعادة تلك الحياة المشتركة أو بالأصح المغامرة المشتركة، مع ما تقتضيه من إقامة خيام ومضارب خاصة داخل الصحراء، تخلق بين المقيمين فيها من الصقارة ومرافقيهم أجواء من التفاهم والتسامح والمصارحة، خصوصا مع حكايات النجاح والفشل الذي تمنى به الصقور عند صيد الفريسة والتوقع بأن غداً سيأتي معه بالتأكيد بأعداد أكثر من الحباري والسهرات حول نيران المخيم، حيث يتم بحث كل شيء، ويتم التجادل حولها والحكايات الشعبية التي يوحي بها جو المخيم والطرائف والضحك، هذه كلها جزء من تقاليد رحلات الصيد عند العرب، ومن دون هذه المقومات لن يكون للحياة طعم لذيد، وسيكون الصيد عند العرب أقل شأناً. وبحسب روجر آبتون مؤلف كتاب «رياضة الصيد عند العرب/ تاريخ لطريقة حياة» فإن فريق رحلة القنص يمكن أن يجمع لغاية 200 رجل وربما لا يزيد على ستة أو سبعة، وسواء أكان الفريق كبيراً أو صغيراً فإن الجو الودي والبهيج والمتفائل دائماً يساعد على الاحتفاظ ببعض التقاليد العظيمة لرحلات الصيد عند العرب. والواضح أن مكتسبات الحياة العصرية لم تغير كثيرا في هذه الطريق، فالسيارات القادرة على غزو الصحراء الشاسع، ووسائل الاتصال العصرية، وأجهزة تحديد الأمكن والاتجاهات، كلها أصبحت وسائل في خدمة الصقار، وزادت من إمكاناتها في توسيع دائرة طرائده وتنوعها، لكنها لم تغير من نمط هذه الهواية، ومن قيمها. غير أن الأدوات العصرية، كان لها تأثيرها عند بعض الصيادين غير الحريصين أو غير المهتمين بمسألة التقاليد والحفاظ عليها. فراح بعض منهم، يستخدمون البنادق الآلية، مثلا، في صيد الغزلان بدلا من الصقور. لكنّ الأصيلين، ما زالوا يكنون التبجيل والاحترام، للبزاة Accipiter، كما في الجزيرة العربية وغيرها، والباشق A. nisus الخبير في صيد طيور السمان، كما في البادية السورية. وتؤكد كل الدراسات البيئية والنوعية، إن الطرائد والفرائس خصوصا الحبارى والكروان والأرنب، ليست معرضة لخطر الانقراض، على الرغم من أن أعدادها غير مستقرة في مكان واحد، لكنْ توافر الغذاء مع هطول الأمطار يساعدها في صراعها من أجل البقاء. وهذا ما ينطبق بالدرجة الأولى على طيور الحبارى، حيث ما زال الصقارون هذه الأيام يجدون الحباري بأعداد كافية لجعل الأمر يستحق الجهد الذي يبذل من أجله وتحمل عبء الخروج في رحلة كبيرة للصيد. ويوضح روجر ابتون إن رياضة الصيد بالصقور شهدت تغيرات في استخدام الصقور، وفي الأزمنة القديمة لم يكن هناك إلا أعداد قليلة من الصقور التي يحتفظ بها، وكانت بلا شك تدرب على درجة أكبر من الطاعة. وعلى أي حال فقد كانت الصقور غير المطيعة تفقد بسهولة كبيرة إذا كان الصقار يركب جملاً أو فرساً أو يلاحق صقره والفريسة مشياً على قدميه، وهذه الأيام مع وجود السيارات السريعة المخصصة للصيد حتى في الأماكن الوعرة، واستخدام جهاز قياس البعد الذي يمكن به تتبع صقر مفقود على مسافة عدة كيلو مترات، فقد أصبح من الممكن إطلاق الصقر الذي يكون وحشياً تقريباً خلف الفريسة. ويستطيع الصقر اعتماداً على قوته أن يطير عالياً وسريعاً خلف حبارة بعيدة جداً، وهذا لم يكن ممكناً المجازفة به في الأزمنة السابقة. ويقول ابتون: هناك من يعتقد أن توفير الصقور المناسبة يمكن أن يتم بشكل أفضل، وذلك بتفريخها محلياً بالمزاوجة البيتية، أكثر من اصطياد الصقور الوحشية في موسم هجرتها من المناطق البرية. ولا يوجد سبب يحول دون صيد الصقور الوحشية، شريطة ألا يعرض ذلك أعداد هذه الصقور الوحشية للخطر. وفي الأزمنة السابقة، كان الكثير من الصقور يطلق سراحها وتعود إلى المناطق البرية في نهاية موسم الصيد. وكانت أفضل الأنواع تستحق العناء ونفقة الاحتفاظ بها طيلة شهور الصيف الطويلة لاستخدامها في الموسم التالي. لكن هذه الأيام، يتم الاحتفاظ بأعداد أكثر حتى نهاية الصيف، مع أن معظم الصقارين يعترفون بأنهم يبحثون عن أفضل الصقور بين الجديد منها، والتي تصطاد في كل موسم. إن تفريخ الصقور في الحاضنات، عندما يتم بشكل مناسب ينتج أنواعاً من الصقور القادرة على صيد الحباري تماماً كأفضل الصقور التي تصطاد وهي وحشية في مواسم هجرتها، ومع ذلك، كما يحصل مع فرخ العش (الفرخ الصغير الذي يؤخذ من عشه إما من مكانه الطبيعي في الخلاء البري أو من مكان تفريخه في الأسر عند الذين يعرفون ذلك في غرف التفريخ) فإنها تحتاج إلى وقت وجهد أطول بكثير لتتدرب من الفرخ الذي اصطيد وحشياً في المتوسط، وعندما تطلق للمرة الأولى على فريسة لاصطيادها، يتوقع، إذا كانت ترغب باصطياد طير بحجم الحباري أن ترتكب أخطاء كثيرة خرقاء أثناء محاولتها للطيران وراءها. كذلك فإنها تخفق في البداية في الانقضاض على الحبارة وبدلاً من ذلك تهاجمها من أسفل، مما لا يرهب الفريسة كثيراً. وعلى أي حال، فإن بعض أفراخ العش، إذا أعطي الوقت الكافي، أثبت أنه قادر على الانطلاق خلف الحباري لاصطيادها، وتنجح في ذلك مثلما تنجح مثيلاتها التي تصاد وحشية في البر، وللأسف فإن فرخ العش الغر نادراً ما تسنح له الفرصة لإثبات ما يستطع عمله بالخبرة، لأن الوقت عادة يكون ملحاً على الصقارين العرب، فالفرص محدودة، ومدة موسم الصيد قصيرة. وفي أثناء ذلك فإن فرخ الهواء (الفرخ الوحش) والقرناس يصطاد الفريسة يومياً. ومن دون شك، فإن الصقر الفرخ أو القرناس مناسب بشكل مثالي لطرق وتوقيت الصقارين العرب. فالهجرة مؤقتة بشكل كامل للحصول على نخبة من الصقور المناسبة، والتي تتحلى بالخبرة في الوقت المناسب مما يسمح بوقت كافٍ للتدريب المركز المبني على الخبرة، إنها مستعدة لصيد الحباري التي تصل مع قدوم الطقس البارد، والذي يناسب كثيراً الصقور الجاهزة للقنص. وفي معظم أيام السنة يكون الطقس شديد الحرارة للصيد المناسب. وسيكون عملاً صحيحاً لو أن المزيد من هذه الصقور الجيدة، وعلى الأخص القرانيس، يمكن أن يطلق سراحها في نهاية موسم الصيد كما كان يحصل في الأزمنة الماضية. عندئذ فإن الصقور ستكون، كما كانت، على سبيل الاستعارة، من البرية لمدة أربعة أشهر تقريباً، وهي فترة قصيرة من حياتها ثم تعود إلى دورة حياتها الطبيعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©